في ليلٍ كحيل .. والدمعة لها الصاحب الخليل ..
تخطو على رمال بحرٍ باردة ..
وحيدة .. مغتربة .. بصوتها الحزين مرددة ..
خطت لتبعد عن ضوضاء البشر ..
وعن صوت أمواج الحياة ..
لتلتقي مع أمواج قطرات الماء .. لترويها فوراً من سيل الدماء
خطت .. جاءت ..
احتلت أوساط برودة المكان ..
مستذكرة ذكريات الماضي المخلد بلا نسيان ..
أوتار أحزانها اجتاحت عيناها ..
وارتسم زمانها بوفاة مشاعرها ..
بتاريخ صدمات بشرية هزت عرشها ..
غريبة المكان .. غريبة الزمان ..
غريبة العائلـة ..
غريبة الضحكة كطفلة بريئة ..
وليست غريبة عن دمعة طفلة أصيلة ..
تجلس على رمال البحرِ الباردة ..
عبر هواءٍ ساكن ..
وعناق نسمات الهواء مع شعرها السادل ..
تبكي بصمتٍ ..
وباحتراقٍ دون صوت ..
فتسقط حرارة براكين الدموع على الرمال الباردة ..
لتلهبها ..
فتحرقها بشظاياها ..
لتكون رمال بركانية ثائرة ..
إنها أنثى ..
ضربت مشاعرها بسياط القسوة ..
وانسكب حظها الغابر // المظلم على كامل جسدها ..
ولم يبقى سوى ثغرها سراجاً لها ..
يعبر عن بصيص الأمل الغير مندثر ..
أنثى ..
طمعت بذهب الحب .. وألماس العشق ..
بيد أن طمعها قد انقلب إلى منعها منهما ..
أنثى ..
انقطعت عن حياتها كهرباء الأضواء ..
ابتعدت هروباً .. وخفية عن حياة الضوضاء ..
لتعيش مع ذاتها لحظة تأمل ..
وضياء المشاعر الصادقة ..
وزعت أحزانها على كامل أجزائها أمام البحر ..
لينتشل آلامها ويحتضنها بقلبه ..
ويدفنها بقاعه ..
مع ضحايا آلام أناس آخرين ..
إنها أنثى ..
تنتظر هطول الأمطار ..
لتبلل خصال شعرها ..
وتغسل دموع خدها عن أحزانها ..
وتطهر شظايا جراحها التي خدشت جمال بشرتها الفاتنة ..الرقيقة
وتبلل ثيابها .. من بعد حرارة الأحزان ..
فتكون كقطعة ثلج تزيل لهيبها .. وتطفئها برواء حنانها ..
إنها أنثى ..
تنتظر هطول الأمطار ..
لتُبلل الرمال بدموع الآلام ..
وتُنسج الضحكة بوجود خيوطٍ من الأمل ..
إنها أنثى ..
يتيمة الحب .. فقيرة العطاء
من الغريب .. والقريب ..
حتى صار العطاء من ذاتها لها ولها لذاتها ..
تعوض حبها على أوراق بيضاء ..
منقوشة بألوان حمراء ..
تعيش البهجة حتى لا تشيخ من همها ..
ولتحيا الباقي من عمرها ..
تجمع أزهارها .. فتدمع دمعاتها ..
لتتكون قطرات الندى على بتلاتها ..
فتبقى دموع خالدة عبر تواصل الحياة ..
تشعل بحجرتها فتيل الشموع ..
ومع مصادر الذكريات يكون لها الرجوع ..
تحتفل بحجرتها ..
وتطفئ شموع ميلادها ..
ويبدأ عامها الجديد بشعلة أحلامها ..
ورسم أمنياتها على خارطة حياتها ..
وتضع السعادة لذاتها لتنصف حياتها من جور أحزانها ..
أنثى ..
وضعت الحب لمن يزين معناه بأجمل الحلل ..
ومنعته عن التسرب لبعض البشر ..
حتى لا يصــاب بهـــزةٍ أو خـــلل ..
أنثى ..
لم تجعل للحب مسلكاً ..
ليتسلل إلى جوهرة قلبها ..
بموقف من الزمان ..
ولم تسمح باختلاس المشاعر عنوة ..
لكي لا تجلب لقلبها القسوة ..
أنثى ..
ناضلت برأيها .. وشمعة فكرها ..
وحماية قلبها .. من لصوص المشاعر ..
الآخذين معول التزييف لهدم هذا الحب ..
كي لا تلقى مشاعرها الطاهرة بجانب النفايات ..
بعد نيل الأهداف و الغايات ..
أنثى ..
عاشت لحظات احتضار السعادة ..
ولحظات بناء الأحزان فوق شوكٍ ..
من حياة الأرواح ..
أنثى ..
شاهدت الحياة بروح الجمال والبراءة ..
أصاب العمى عيناها عن رؤية القبيح ..
طيبة البشر لعيناها الأمر المبيح ..
أنثى ..
احتلت سذاجتها فترة من الزمان ..
فتلاطمت وجنتيها بكفوف الصدمات ..
وعاشت زمن من المتاهات ..
وصراع الآهات ..
وأخذت جرعة مهدئة من الدعوات ..
لتنال بعض من الهدوء والسكنات ..
أنثى ..
لم تبقى لها سوى ,,
آخر طبقة من الجلد .. فوق لحمها ..
لتتحمّل أكزيما النكبات ..
أنثى ..
لم تعد تحتمل لكمات الحياة ..
وكدمات الوجه الحزين أمام المرآة ..
أنثى ..
ضاعت معالم وجهها الباسم ..
بلون الجرح // والألم الأسود القاتم ..
فمال لون وجهها إلى الاصفرار ..
بعد أن كانت وجنتيها دائرة جميلة من الاحمرار ..
أنثى ..
عرفت للصبر بلا مقياس ..
أو
وحدات تقاس ..
شربت من كأس دماء الجروح إلى حد الثمالة ..
وسكرة الآلام ..
وعانت من احتضار الأجزاء ..
حتى ما لبثت أن تتناثر كالأشلاء ..
لازمت الصمت ..
وبداخلها أقوى مافي العالم من صوت ..
أنثى ..
حاولت أن تصيح ..
لتستنفذ جزءاً من صرخاتها المكبوتة ..
لكن
صياحها تبدل أكثر وأكثر بصمتها ..
أصابتها رهبة أن تصيح ..
فتتشقق الجدران ..
وتتكسر براويز الحجرات ..
وتهتز القلوب حتى موت النبضات ..
فأصبح صياح حرفها .. بديلاً لصمت نزفها ..
أنثى رقيقة ..
لتلون الأوجه // وأصناف القلوب // والأرواح كانت مذيقة ..
بغربتها ..
ستظل ثابتة .. بعيدة عن عالم التمرد ..
وديموقراطية المشاعر المتسيبة بلا قوانين الحب الثابتة
التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان ..
ساكنة عالمها النقي // الصادق ..
لحظة سكنات البحر .. وصرخات أمواجه ..
وستبقى على رمال البحر المخملية ..
لتمتلئ من دفئ حنانها على يديها ..
ولتُسكب قطرات الجراح عليهـا ..
إلى أن تمتصها فتميتها بدفنهــا ..
وتبقى نهاية غربة أنثى دائرة مفرغة من حظ السعادة ..
بين ضوضـــاء البشرية ..
أتمنى أن تنال إعجابكم ..
تأليف // دفا المشاعر