[align=center]أنا يا ليلُ أهواها ... و بالأحلامِ ألقاها
..
أنا يا ليلُ لم يوقِـدْ ... سفيني غيرُ مرساها
..
و قلبي – آهِ مِن قلبي – ... يَـبيتُ الليلَ يرعاها
..
ففيـمَ الهجرُ يَـطويـني ... و فيـمَ الغيمُ واراها
..
أكوني بُـحتُ بالشوقِ ... و كوني صرتُ أهواها
..
أَبيعُ الليلَ بالهـمِّ ... و تَـسبـي الصبحَ ذكراها
..
ألا يا ليلُ حـدِّثْــني ... عنِ الأوقـاتِ تَـرعاها
..
فكيف اليومَ تـقـضِـيهِ ... و كيف النومُ وافاها
..
و هل لازال يُـذكِـيكَ ... قَـصِـيدٌ مِن حناياها
..
متى يا ليلُ أَمـتاحُ ... صباحي مِن مُـحـيَّـاها
..
فـيَـغْـذو الفـرْحُ أكوابي ... و أَغْــدو طَــوْعَ يُــمناها
..
فإنَّ الهجرَ أقـصـاها ... و يسعى خلفَ ذكراها
..
و يمضي اليومُ و اليومُ ... و تَـذوي فيهِ دنياها
..
أتدري ( ليلُ ) يا ليلُ ... بأني كِـدتُ أنساها
..
و أنَّ الشوقَ في صدري ... بقايا مِن بقاياها
..
فإنْ لم تُـدرِكِ الباقــيْ ... فلا هـمـتُ بِـــلُـقْـيـاها [/align]