جاءَ الشِّــتاء

وأنا ربيعي غادرَ المينــــــاء

فلمْ يعُدْ دِفْءُ المراسيَ يرسمُ المأْوى

إذا انْهَمَــرَ المســـاءْ

ولم تَعُـدْ لِفُؤادِيَ المَقْـــرورِ

نارُ الإصطــلاءْ

وبُتُّ عُصفــوراً تبلَّلَ ريـشـــهُ

وانْــــزوى

لحنينِ عُشٍّ ..قدْ هـــوى

منْ وقعِ أعصـــــارٍ

وأمطـــــارٍ

وداجيةَ المســــاءْ



**
في ذات يــــومٍ لم يُســاوِرُ

قفْــرَ أحْــلامي اخضِــرارْ

ولمْ يُضَــوِّءَ خاطــري

حُلُمُ النَّـــهارْ

ونفَضْتُ فيـــهِ يـــدَيَّ

منْ شَغفٍ بأحْلامٍ عصيَّه

جاءني منْ غيــرِ جدْوى الإنتظــارْ

قلبٌ يــرشُّ بياضهُ في عالمــي

فيُحيــلُ صحرائي بسـاتيناً

وكرْمـــاً منْ ودادْ

ويزيــلُ غاشيَةَ الفُـؤادْ

ويُــريقُ فجْــرَ الإنْهِمــارْ

ويُحـرِّرُ القلبَ المكبَّلَ ..من أســارْ.





قلبُ الصَّــديقِ أحبُّ سكْبـــاً

منْ رحيــــقِ الــــورْدِ

للقَلبِ المُــزَرْكَشِ بالنُّـــدوبْ

وأحنُّ منْ كـــــلِّ القُــــــــلوبْ

قَلبُ الصَّــــديقِ لَئِنْ تَفَجَّــــرَ بالعَطـــــاءْ

طَــــغى على مـــوجِ الضِّيــــــاءْ

وسقى كَزَخّـــاتِ المَطــــرْ

وَأقامَ مــأْوىً ..في العَـــراءْ

لذلكَ الْعُصْفـــور منفيّ الوطـــنْ

وبنى لهُ عُشَّ الوطــــنْ

في أُلْفًـــــةِ تُنْســـيهِ غُربَةَ روحــهِ.





همَســـاتُ في أُذنِ الـــذي

وجَــــدَ الصَّــديقَ على انْتِظـــــارْ

حافظْ علـــى كنــــزِ النِّضـــــــارْ

زهى بإبــــريقِ الــوفاءْ

وامسكْ على روحٍ تظُّلكَ فــي العـراءْ

تمحـــي عن الجفنينِ بارِحَــةَ السهادْ

فلرُبَّمـــا يأْتيكَ يــومُ مُجْدِبُ

يوم .. ينوءُ بهِ الفُؤادُ .. ويتعبُ

قدْ ضلَّ خيمتهُ المليئةُ بالثُّقـــوبْ

وأضاعَ رحلتهُ بصحــراء الهروبْ



ستراهُ فــي تيهِ القِفــــــارْ

كواحـــةٍ خَضــــــراء تُرسي الإنْتِظـارْ

لِتَصـــونَ قلبكَ من عــــــراءْ

تُنسيكَ كــلَّ مـرارةٍ

سكنَتْ بخـــاطرةِ الجَفـــاءْ

قلبٌ يلـــوِّنُ زهـــرَ عمرَكَ بالرحيـــقْ

يحنو عليكَ يقولُ لك : أنا الصًّــــــديقْ ..!