كتب نواف نايف وتركي المغامس وأنور الفكر وعبدالعزيز اليحيوح |
مسيرات الليل «تضيئها» القنابل الصوتية والدخانية، فهل بدأت تتخلى عن سلميتها «التاريخية» كما تجلت في مسيرة «كرامة وطن 3» يوم الجمعة الماضي؟
على أن الصوت والدخان لم يكونا وحدهما العامل الرئيسي في ما شهدته مناطق عدة اول من أمس امتد من العاشرة مساء حتى الرابعة فجرا، وربما أمس، حيث شهد الحراك اشتباكا مع قوات الأمن، وإصابات أمنية نتيجة استنشاق الدخان، واحتجاز ناشطين وإحالتهم على التحقيق.
وتوعدت وزارة الداخلية بإجراءات مشددة «ضد كل من يخرج على القانون وينظم تجمعات وتظاهرات غير مرخصة»، بعدما جددت المجاميع الشبابية مسيراتها اول امس في مناطق صباح الناصر والجهراء والعارضية وكيفان والصباحية والرقة وأم الهيمان، رافعة الشعارات البرتقالية تعبيرا عن رفض نتائج الانتخابات مرددين «يسقط الصوت الواحد».
وقابلت القوات الخاصة مسيرة صباح الناصر التي كانت تجوب الشوارع الداخلية وبين منازل المنطقة، بالقنابل الصوتية والدخانية لتفريق المتظاهرين.
وبدأت عملية الكر والفر بين القوات الخاصة والمتظاهرين بعد محاولات عدة للقوات الخاصة لتفريقهم من خلال القنابل الصوتية، حيث كانوا يعودون للتجمع مجددا كلما تفرقوا.
ولجأ المتظاهرون الى وضع «موانع» حديدية وخشبية وحاويات لعرقلة حركة آليات القوات الخاصة من شارع الى آخر، اضافة الى توزيع علب مشروبات غازية لمقاومة الغازات المسيلة للدموع.
وقال مصدر امني مسؤول في وزارة الداخلية انه سيتم التعامل الفوري مع أي مسيرة تخرج دون ترخيص، لافتا الى القاء القبض على كل من يخرج عن القانون.
واكد المصدر ان ثمة معلومات عن عزم مجاميع القيام بمسيرة في عدد من المناطق، مشيرا الى أن وزارة الداخلية اتخذت كافة اجراءاتها للتعامل الفوري مع اي مسيرة.
مصادر أمنية أخرى قالت لـ «الراي» انه تم ضبط عشرة مواطنين من الناشطين السياسيين بينهم حدثان أحيلوا الى المباحث الجنائية للتحقيق، كما أصيب عسكريان من القوات الخاصة.
وأوضحت المصادر أن رجال الإدارة العامة للمباحث الجنائية بدأوا تتبع من يقوم بتحريض المجاميع على الخروج عبر المواقع الالكترونية، حيث سيتم استدعاؤهم للتحقيق خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وقال النائب السابق
مسلم البراك ان «الحراك الحالي طبيعي ردا على ما قامت به الحكومة لتعطي انطباعا بأنها تعبر عن ارادة الامة».
وأوضح البراك أن هذا الحراك، الذي شمل مسيرات منها منطقة صباح الناصر والعارضية والجهراء والصباحية والرقة وام الهيمان وكيفان ونتج عنه اعتقالات شملت ممثل جمعية حقوق الانسان المحامي خالد الهاجري واصابة العشرات بعد تدخل القوات الخاصة ومنهم الناشط عباس الشعبي الذي اصيب اصابة بالغة دخل على اثرها العناية المركزة، يمثل جميع اطياف المجتمع والشعب الان يمارس حقوقه الدستورية.
وفي السياق ذاته، شارك النائب السابق خالد الطاحوس في مسيرة الرقة حيث أكد أن «همم الشعب الكويتي لن تنكسر والمسيرات مستمرة حتى يسقط مجلس الصوت الواحد»، بينما انتقد النائب السابق
محمد هايف المسيرات داخل المناطق السكنية قائلاً «إنها لا تخدم حراك المعارضة وأرجو من الشباب الابتعاد عن المناطق السكنية حتى لا يتأثر الأهالي أو يصاب أحدهم»، مضيفا أن «سبب خروج الناس هو مرسوم الصوت الواحد، ونحن نرفض ان يسير البلد بهذا الاتجاه»، لافتا الى ان الشعب يرفض هذا المجلس ولن نقبل به ونرفضه ولا نعترف به ولا بقراراته، فهو غير شرعي، وأي قوانين أو اتفاقيات يوافق عليها غير شرعية لأن إرادة الشعب الذي خرج بأعداد غفيرة لرفض المرسوم يجب أن تحترم».


والقوات الخاصة ترد بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع
(تصوير زكريا عطية ونايف العقلة)

البيت الذي احترق في منطقة صباح الناصر نتيجة إطلاق قنابل دخانية


ثلاثة من القوات الخاصة أصيبوا في المواجهات مع المتظاهرين


عباس الشعبي مصابا


محمد هايف يحمل «فوارغ طلقات» كانت قرب المنزل الذي احترق