أريد أن أسأل عن صحة الحديث الذي ما معناه أن من قال عندنومه: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) ثلاثمرات.. غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، فهل هو صحيح والعمل به من السنة؟؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المشار إليه رواه الترمذي في جامعه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ولفظه: من قال حين يأوي إلىفراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مراتغفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رملعالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا. قال الترمذي عقب روايته: قال أبو عيسى هذا حديثحسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيد الله بن الوليد. انتهى.

والوصافي هذا قال عنه في التقريب: عبيد الله بن الوليدالوصافي بفتح الواو وتشديد المهملة أبو إسماعيل الكوفي العجلي ضعيف من السادسة.انتهى.

وقد رواه الوصافي عن عطية العوفي، وعطية فيه مقال، قال عنه فيالتقريب: صدوق أخطأ كثيرا وكان شيعيا مدلسا. انتهى.

وبهذا يتبين أن هذا الحديث لا يثبت، ولذا ضعفه الألباني رحمه الله، ولكن هذاالذكر قد ورد في فضله أحاديث أخرى، منها ما رواه الترمذي أيضا أنه صلى الله عليهوسلم قال: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوبإليه غفر له وإن كان فر من الزحف. صححه الألباني.

ولا بأس بالعمل بهذا الحديث مع عدم نسبته إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم لأن العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال قد سوغه أكثر أهل العلممادام العمل في أصله قد ثبت بأدلة صحيحة.

والله أعلم.