لإجابة: لا أعلم أنه ورد شيء فيصلاة الشكر وإنما الوارد في سجود الشكر وصلاة التوبة. فيشرع للإنسان إذا أذنبذنباً أن يصلي ركعتين ويتوب إلى الله توبة صادقة فهذه هي صلاة التوبة، لقول النبيصلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يذنب ذنباً ثميتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ويتوب إلى الله من ذلك الذنب إلا قبل توبته"(خرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث علي رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضيالله عنه).

وهكذا الشكر له سجود مشروع إذا بشر بشيء يسره بولد، أو فتح للمسلمين، أو بانتصارالمسلمين على عدوهم، أو بغير هذا مما يسره فإنه يسجد لله شكراً مثل سجود الصلاةويقول سبحان ربي الأعلى ويدعو في السجود، ويحمد الله ويثني عليه على ما حصل منالخير، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا جاءه أمر يسره سجد لله شكراً، ولمابشر الصديق رضي الله عنه بقتل مسيلمة سجد لله شكراً، ولما وجد علي رضي الله عنهالمخدج في قتلى الخوارج سجد لله شكراً.

وأما صلاة الاستخارة فهي مثل بقية الصلوات أيضاً ركعتين يقرأ فيهما الفاتحة وماتيسر معها وبعد السلام يرفع يديه ويدعو ربه ويستخيره فيقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلكالعظيم، فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلمأن هذا الأمر -ويسمي حاجته من زواج أو سفر أو غيرهما- خير لي في ديني ومعاشيوعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كان شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمريفاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به" (خرجهالبخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم). والله ولي التوفيق.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الحادي عشر.