حقاً اثبت ياغزة أنك رمز العزة
غــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــزة رمــــــــــــــــــــــز العــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــزة
اثنان وعشرون دولة مسلمة لم يستطع احد منهم انشاء صاروخ اوتطويره
في حين استطاع الاحرار والابطال من اهل غزة وهم تحت النار والحصار
انشاء صواريخ واسلحة محلية الصنع ترعب العدو الاسرائيلي في عقر داره
الايجدر بالعرب الاستعانة بهذه العقول العسكرية من اهل غزة لصنع وتطوير اسلحتها
ان مساعدة اهل غزة شرف ناله من ناله وخسره من خسره


لصواريخ الفلسطينية أرغمت إسرائيل على التفاوض

الخميس,22 تشرين الثاني 2012 الموافق 8 المحرم 1434 هـ




بقلم جوزيف ملكون


بعد 25 عاماً على نشأتها ما زالت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، تعد فصيلاً مقاتلاً رئيسياً يرهب إسرائيل أكثر من أي فصيل فلسطيني آخر وتحسب لنشاطاتها ومبادئها الراسخة ألف حساب خصوصاً وهي لم تعترف بالدولة العبرية.


العدوان الوحشي الهمجي الأخير على قطاع غزة كانت تعد له إسرائيل منذ مدة وتنتهز الفرصة لتنفذه بعدما اتفق أكبر حزبين يمنيين يحكمان الكيان، الليكود وإسرائيل بيتنا، على خوض الإنتخابات البرلمانية بصورة مشتركة في كانون الثاني المقبل لتحقيق سيطرتهما على الكنيست، تماماً مثلما استغل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، عدوان 2008 - 2009 على لبنان ليعود إلى البرلمان بأغلبية المقاعد لحزب الليكود وتراجع نفوذ حزب العمل.



هل تعتقد إسرائيل ان تدميرها غزة سيقضي على حماس والتنظيمات المسلحة الأخرى ويسهّل لها بسط سيطرتها على معظم أراضي فلسطين أو التحكم بها.
في 15 كانون الأول 1987 وزعت حماس بيانها التأسيسي إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني. إلا أن نشأتها وحسب وثائقها يعود في جذوره إلى أربعينات القرن الماضي، وهي امتداد لحركة الأخوان المسلمين. وربما كان هذا الامتداد سبب توافق حماس مع تنظيم الأخوان في مصر منذ فترة بعيدة ومسارعة الرئيس محمد مرسي إلى تقديم كل الدعم لحماس بفتح معبر «رفح» على مدار الساعة وإيفاد رئيس وزرائه، هشام قنديل، على رأس وفد وزاري لزيارة غزة في ذروة تعرّضها لهجمات إسرائيل الجوية التي توقفت ريثما تنتهي الزيارة ويعلن بعدها وزير خارجية مصر ان القاهرة تقف بكل حزم ووضوح مع أشقائها في غزة في مقاومة العدوان.


الأكثر من ذلك ان مصر أعلنت انها لن تسمح بفرض حصار مرة أخرى على غزة علماً ان سكانها البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة يعيشون في ظلام دامس حالياً وعلى تبرعات الدول بعدما قطعت إسرائيل تجهيزها بالطاقة ومنعت ارسال المازوت لتشغيل جزءاً من الموتورات المزوّدة للكهرباء.


ما فاجأ إسرائيل ان حماس لا تملك فقط مئات الصواريخ ذات مدى قصير ومتوسط بل انها استخدمتها في ضرب تل ابيب ومستوطنات في القدس المحتلة لأول مرة في تاريخ النضال.


انها المرة الثانية التي تضرب فيها العاصمة تل ابيب بالصواريخ، وكانت المرة الأولى عندما وجّه الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، صواريخه وأدت إلى مقتل وجرح المئات وذلك قبل 21 عاماً.

وعلى اثر وصول صواريخ حماس إلى تل ابيب وانتشار الفزع والهلع بين السكان أمرت بلدية العاصمة بفتح الملاجئ فضلاً عن اطلاق صافرات الانذار. وكذلك فعلت القدس المحتلة لأول مرة.



إسرائيل ادّعت ان صواريخ حماس سقطت في «البحر» وهي بذلك ترفض الاعتراف بوقوعها في مناطق معينة حتى لا تعرف حماس مكان سقوطها، وأقر مسؤولون إسرائيليون ان نجاح المقاومة الفلسطينية في بلوغ مدينة تل ابيب، عصب الحياة المركزي في الدولة العبرية، يشكل قفزة نوعية في قدراتها ونجاحاً سايكولوجياً وتمنح الفلسطينيين جرعة معنوية على حساب تبجح الإسرائيليين بإغتيال قائد الجناح العسكري لحماس، أحمد الجعبري، حماس قالت يومها ان استشهاد قائدها العسكري فتح أبواب جهنم على إسرائيل وهو ما حصل فعلاً إذ أمطرت المقاومة الإسلامية إسرائيل بمئات الصواريخ.




إسرائيل زعمت انها أصابت 250 هدفاً في غزة منها 120 بطارية صواريخ، لكن حماس ردت بأنها ما زالت تحتفظ بقدراتها العسكرية بعد اليوم الخامس من العدوان علماً ان لدى الحركة 15 ألف مقاتل وضعوا على أهبة الاستعداد للتصدي إلى أي اجتياح تعتزم إسرائيل القيام به باستخدامها «قوات النخبة» المؤلفة من 75 ألف عسكري. إلا أن رئيس جهاز الأمن الداخلي، شاباك، سابقاً، عاموس يادلين، اعترض على هذه الخطة محذراً من ان إعادة احتلال غزة هو «خطأ استراتيجي خطر».



إسرائيل حاولت إغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في عمان في تسعينات القرن الماضي وحاول العميلان الإسرائيليان الهرب اثر فشل المحاولة إلا أن السلطات الأردنية تمكنت من اعتقالهما. ولم تطلق سراحهما إلا بعد موافقة إسرائيل على مبادلتهما بالشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، الذي كان معتقلاً لديها لكن اغتالته لاحقاً في غزة وهو خارج من الجامع بعد تأديته صلاة الفجر.


أكثر ما يقلق إسرائيل هي القيادة العسكرية لحماس فهي على إدراك انها تضم قياديين من الدرجة الأولى اكتسبوا خبراتهم في التدريب في الخارج على الدقة في توجيه الصواريخ وكيفية اخفاءها عن عيون الجواسيس والعملاء. صحيفة «صانداي تايمز» الأسبوعية البريطانية أحصت الصواريخ التي اطلقت من غزة على إسرائيل، قالت انها بلغت سبعمائة منذ بداية العام الحالي.


إلا ان الجولة الأخيرة من الصواريخ أثارت الرعب لأنها طالت أكثرمن 6 مدن إسرائيلية خصوصاً وان بعضها كان ذو مدى 80 كلم. ولولا الأضرار الجسيمة التي لم يعلن عنها الصهاينة لأنهم يخشون من ردة الفعل في الداخل لما شرعوا يتحدثون عن هدنة، فأوفدوا ممثلهم إلى القاهرة للتفاوض مع مدير الاستخبارات المصرية حول مطالبهم التي تركزت على ضرورة وقف اطلاق الصواريخ نهائياً.
حماس اشترطت لقاء وقفها أن ترفع إسرائيل الحظر على غزة بالكامل وتفتح المعابر دون عائق وتوقف هجماتها الجوية.


يعتقد مراقبون ان تل ابيب لم تبد استعدادها للاتفاق على الهدنة لولا ضغط واشنطن حيث جرت محادثات تلفونية بين الرئيس أوباما ونتانياهو نوقشت خلالها «سبل التهدئة». وحمل وزير خارجية فرنسا، فابيوس، المهمة ذاتها في زيارته إلى القدس ورام الله.


واشنطن أكّدت على ضرورة وقف التصعيد العسكري وعلى تكثيف الجهود الدبلوماسية، لكن طالما استمرت الغارات الجوية الإسرائيلية وقصفها كل ما تبقى من مراكز حكومة حماس سواء الحكومية منها أو مراكز الشرطة بل وحتى المجمع الإعلامي الذي سقط فيه ستة جرحى فان صوارخ حماس تستمر في ضرب إسرائيل.



كما يعتقد مراقبون ان تل أبيب ربما أرجأت خطتها لغزو غزة برياً بعدما وجهت انتقادات غربية لها كان أبرزها تصريح وزير خارجية بريطانيا، وليم هيغ، قال فيه: «من الصعب دعم أية عملية برية لإسرائيل في غزة». أضاف المراقبون، ان التهديد بغزو غزة جزء من حرب نفسية تشنها تل أبيب ضد سكان القطاع.



عدوان إسرائيل على غزة لا بد أن يحفز كافة العرب والمسلمين على ضرورة تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ القرارات الصادرة بهذا الشأن.

كما على الفلسطينيين واجب توحيد صفوفهم. فمن غير المعقول أن تبقى غزة أشبه بكيان فلسطيني ذاتي مستقل تعيش على من «يعطف عليها إنسانياً».


وإذا كانت مصر محور المحادثات بين إسرائيل وحماس للاتفاق على الهدنة، تماماً كما كان الأمر سابقاً، فان الرئيس مرسي كان صريحاً في التنديد بالعدوان ووقوفه إلى جانب حماس في مقاومة العدوان وسحبه السفير المصري.


إلا انه تحدث عن توقع تحقيق «هدوء لكن دون ضمانات». هذه الضمانات ربما يجب أن يعرضها أمين عام الأمم المتحدة، بان كي كون، في زيارته إلى القاهرة لا سيما بعدما سقط أكثر من ثمانين شهيداً وأكثر من ثلاثمائة جريح ولا يستبعد أن تكرر إسرائيل العدوان ذاته بعد بضع سنوات.
اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث العدوان وقرارهم بوقف تطبيع العلاقات مع إسرائيل وقول نبيل العربي بأنه «لا يجوز أن تمر المجازر الإسرائيلية دون عقاب» وزيارتهم إلى غزة لا يكفي بل ولا بد من اتخاذ بعض الخطوات الجماعية التي تلحق الضرر بإسرائيل ومساندها الرئيسي، الولايات المتحدة، حيث أعطى رئيسها أوباما الحق لها في الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس وزوّدها بالمجموعة الصاروخية الخامسة لاستكمال منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ.


ألم يسأل أوباما أين أصبح مشروع قيام دولة فلسطينية مستقلة وأين أصبح اعتباره إقامة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير شرعي ويعرقل السلام في المنطقة؟