البداية الجادة .. نصنع منها فقط الشرارة الأولى ، وماعداه لا يمكن أن نوجده ..
وحتى نهاية الطريق الذي رسمناه أو النار التي أوقدنا بدايتها ..لا يمكن أن نجد رسما أو حرفا لأن ننهي هذه البداية الحارقة الجميلة المتعبة المبعثرة المتبعثرة !!
صدى
كل الأحاسيس الضائعة في متاهات البحث عن العمق البعيد القريب ..
وكل الرقصات الحزينة ..
وكل الآهات التعبة ..
انطلقت إلى ذاك الرافض للقدوم ..
وبعد كثير الأرق ..وكثير التعب ..
كان رجع الصدى ..
دموع بلا حدود ، وأصوات مبحوحة ، وخطوات مهزوزة .
حيث كان الإصرار على أن القدوم المهيب هو الإصرار على عدم الوجود لذات الوجود .
سؤال وألم
من بعيد يكون قدوم ..
وعبر مسافات من طريق طويل ..تكون اللهفة عنواناً لمشوار بلا نهابات مشرقة !
وخلال أزمنة تمتزج فيها العبرة والضحكة ..تضحي الخطوة مبعثرة واللحظة صراع ..والبحث صورة صادقة للكثير من التعب المستمر !..
وبين كثير التعب والإصرار على الوصول ..
يكون السؤال بجم الشمس ..
ويكون البحث عن الجواب صراع للتعب ! ..
ويكون الجواب ثمرة الدواء !
وينطلق السؤال لسماء الوجود ..عن سبب البحث المستمر عن التعب !؟
ويظل الجواب ..في مكان وزمان غير مصرح بالوصول له لرفض الواقع لنبرة الاستماع ! ؟؟
وعنها ..
تصبح الخطوة ألم !!..
وتضحي اللحظة ..قلق ..
وتضيع خطوط الأرض ..في متاهات البحث !!
دمعة !
سحابة مقبلة ..وأخرى مغادرة ..
عنوان تائه ..وآخر تحتضن معالمه !
خطوط قلقه ..وأخرى تركض بلفة الوصول !
وأزمنة رافضة ..
وأمكنة متعبة ..
ووجود مشمس حد التعب ..
ومع كل هذا ..
رغم العواصف والرفض ..
رغم جفاف الأمل ..
رغم سقوط الحلم ..
تضحي الدمعة .. وسيلة للتعبير !!!
موعد منتظر !
وسط مشاعر غير مستقرة ..وعبر أحاسيس لا تركن لربيع الهدوء لحظة !!، انطلقت دواخل ذاك المرمي لرصيف الانتظار بلا حدود لسماء وفضاء دون عنوان يحتضنها .. ولا مرمى تسكن له !!
ومن بعيد .. ومن قريب ..
تدار أحرف عاشقة لأرض وسماء متميزة حيث يكون هناك لقاء ..بلا حديث الوجود ولأجل إحالة المكان والزمان إلى روعة مكانية بكل المقاييس بكل التعب !!..
وإلى أن يحين الموعد ..
يكون أملاً فقط !!!!
بلا إعادة
في مسافة دون حدود ..تعبر لحظة صدق كل أماكن التواجد ..لأجل الانحناء على أمل في غياهب أزمنة تحوي بأعماقها عبرة ودمعة !
وفي مسافات عاشقة للحدود ..تهلك أزمنة مغادرة بلا أمكنة لحظات مبدعة ناحية الشمس في مغيبها !
وبين المسافتين ..واللحظتين ..
يكون زمان و مكان تغرس فيه كل معاني الذاكرة لرسم لحظات لا تعاد كثيراً.
مسافة جميلة !
كم هي المسافة قاتلة بين الوصول إلى النهاية وبين العودة لنفس موقع البداية ؟؟
بينهما عمق الجرح ..ونزفه !
بينهما تعب الوقت وصرخته !..
بينهما شعور غريب ينزف ويتعب ..
كم هي المسافة طويلة ..لكنها جميلة !!!
إبداع !
ارض العطش هو مسلسل متعب لنهار طويل حد القتل !
والبحث المستمر عن ربيع دائم في أرض بلا وجود ..هو ذاك العبث بمحتويات طوى الزمن عليها !!
لذا ..
تركض للبعيد ..منطلقاً لنفحه قادمة تحكي أن ربيعا جميلاً يحويها ينتظر ساكنا بوسطها ..يبدع في الاستمتاع بها ! ..
وبين أرض العطش والجفاف وأرض كثير الارتواء .. تبدع في صياغة حرف .. صادق .. مؤلم !!
نزف !
معادلة التواجد في أزمنة لا تقبل الانتظار ، هي سبب كل الأعذار الواهية لإسكات نزف جرح لم يندمل ! لإبعاده عن أمكنة جميلة يحتضنها سماءات أكثر زرقة تحتويها وتظله !
وهنا تمحو الذاكرة من أمكنتها حجم كبير من حيز كانت تختزنه ..لأجل نسيان حجم معاناة كبيرة !..
إلا أن الجرح يظل مع نزفه ..سبب كل صنوف الذكرى وكل المعاناة ..وكل التعب الجميل المؤلم الحزين !!!
أمل ..
انتعاش الأمل سحابة خير بمطر يروي جفاف القلوب ..
وتحقق الحلم مطر يغذي أراضى البحث لعناوين لا تؤدي إلا لهدف جميل !..
ومسافة الأمل ..بين انتعاشه ..وتحقيقه هي الحد الفاصل بين أن نكون أو ننعدم !!!!!
افتقاد !
بين تعب النهار وقلق المساء كان الافتقاد عبث كل الأيام…
وبين السحاب الممطر والأرض العطشى كان كل خريف يعبس في وجه النهار ..
وبين كل هذا وهذا كان العمر يركض للمغيب وكان التعب ينهش من الجسد وكان الأمل يتبخر باتجاه السراب ..
أنه القلق أن القريب شارف أن يلامس البعيد وتجرأت كل الخطوات التي أحبت الركض ناحيتي أن تحن للنوم على قارعة البعد !!
انه عنصر جديد من التعب والأرق والهم الذي يلوكني منذ أمد لكنه اعتصرني لاحقاً ويخنقني بقوة الآن لدرجة فقدت معه الصديق والحبيب والقلب الذي كان يلفني لحظةً بلحظة !!…وشارفت أن أفقد عمري ؟!
استفهام ؟!
صناعة المستحيل فن !
و إيجاد الفن عمر لا يبدعه عدا القلة !
وصوت النهار والعمر الذي أقبل بيده مقتل اللحظة ولحظة القتلة ..والتي لا يجيد في إبداعها سواه !!
هذا الصوت الذي حوى معه روح الوجود وتفنن في صياغة الحزن حرفاً يشعله بنظرة أو أجاد في فن إحالة الحديث إلى شلال دافئ من الأحاسيس التي تبدأ ولا تلبث ان تنتهي بعد أمد قصير جداً .
لما أضحت العبْرات هي ديدن الحديث ..
ولما غدت الكلمات نزف سريع للقاء ..
أكثر من علامة استفهام وأكثر من حيرة حاضرة وغائبة إلا عن ذاكرتي !!
حلم !
بين ذاك النهار وذاك كان الحلم أكبر من ربيع بلا مطر !! ولن الحلم شار ف أن تزهق روحه أو قارب أن يخنقه التعب أو قل أقترب من رجفة الموت أو قل ما شئت …
لأكثر من هذا ومن ذاك كان العمر فرصة لأن يكتوي بنيران أعز الناس بل وأن يحفروا لقلبه دروب النهاية بكل الفرح لهم والتعب وألام له !
رد مع اقتباس
