أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أخجلني منظرٌ من مسلسلٍ لبنانيٍّ يُعرض على شاشاتِ التلفاز ، عند زيارتي لأحد الأقارب ، وأنا مّمن أكرمهم الله بعدم اقتناء هذا الجهاز في مملكتها...

أرعبني عدمُ انكار الموجودين لمثل هذا المشهد ، ولا حتى تغيّر المحطة ، ولا حتى مجرد التأفف...

أدهشني ردُّ أحد المحلقين حول هذا الصندوق المخزي ّ،عندما صدرت مني شهقة تعجب واستنكار:"ما بالك كيف لو رأيت المسلسلات التركية؟؟!!".

أحسسّت كأنّي بعالم آخر... الجميع معتادون على مثل تلك المشاهد. لا ترفّ لهم عينٌ ولا تتحرك اليدّ ولا اللّسان للإنكار ،ولا بأضعف الإيمان حتى...

غريب شأن الآباء والأمهات كيف يشاركون أبناءهم في رؤية المنكرات... والأدهى عندما تنادي تلك الأم المربيّة ابنتها تعالي انظري الى البطل ماذا حصل به؟؟؟...

مناظر فاضحة وألفاظ بذيئة، وحركات وهمسات تُفتت الحجرَ الصلب..كان الله بعون هذا النشأ الصعب..

كل يوم مثل هذا في محطاتٍ عدة ، امتلأت بها الفضاء الرّحب ، وتزاحمت بها قنوات السّلب ،حتى صرت تتكلم مثل مايريدون أن تتكلم... وتأكل متل ما يريدون أن تأكل.. وتحبّ مثل ما يريدونك أن تحبّ..
حتى في البرامج الإخبارية يريدونك أن تفكر وتحلّل مثل ما يفكرون ويحلّلون...
وتوالي وتتبرأ ممن يريدون منك أن توالي وتتبرأ...والويل ثمّ الويل إن حِدت عن طريقهم المستقيم فأنت رجعي ! وارهابي ! وغير دمقراطي!!..

هزّت جريمةٌ مروعة ٌبلدنا ،حادثة فرديّة ،قتلَ شابٌ صديقَه ثم وضعه في صندوق السيّارة، مما أدّى الى اكتشاف هويّة القاتل بسهولة من خلال الجثة..! فما كان من أحد الجالسين المستمعين للخبر الّا أن قال ما أشدّ غباء هذا القاتل لو حرق الجثّة ،كما فعل البطل الفلانيّ في الفيلم الفلانيّ. لم يكن لأحد أن يكتشفه..نظرت اليه مندهشة وإذا به يتحدث بكل ثقة...يا ربّي ماذا يتعلم أولادنا؟ وما هذه الثّقافة التي يتلقونها من حُثالة القوم....

يقول الإمام السّعدي في تيسير الكريم الرحمن في شرح سورة القصص وبعد عرض قصة موسى عليه السلام ودعوة فرعون وقومه.."أن الأمة المستضعفة، لو بلغت في الضعف ما بلغت، لاينبغي لها أن يستولي عليها الكسل، عن طلب حقها، ولا الإياس من ارتقائها الى أعلى الأمور ، وخصوصاً إذا كانوا مظلومين، كما استقذ الله أمة بني اسرائيل الأمة الضعيفة، من أسر فرعون وملأه، ومكنهم في الأرض وملّكهم بلادهم.
وأن الأمة ما دامت ّذ ليلة مقهورة ، لا تأخذ حقها ، ولاتتكلم به، لايقوم لها أمر دينها ولا دنياها، ولا يكون لها امامة فيه."


فهل بعد هذا الضعف الذي أصاب أمتنا ضعف؟؟..
وهل بعد هذا الذّل الذي أصاب شبابنا ذلّ؟؟..
وهل بعد هذا الظلم الذي أصاب نفوسنا ظلم؟؟..

جميل ما يلفّ عالمنا العربي والاسلامي نفضة وثورة على ظلم الحاكم واستبداده..ولكن أليس الأولى أن ننتفض عل من ظلم أنفسنا وذوقنا وفطرتنا ؟؟ وقبل كلّ هذا استبدّ وطغى على ديننا حتى نزعه من قلوبنا...

دعوة الى مقاطعة كل هذه المسلسلات والبرامج الوقحة .فهل من مجيب؟؟

دعوة للتظاهر على كل من أراد أن نكون بين يديه تجارة مردودها الى جيبه فهل من سامع؟؟

دعوة الى نشر وبيان حرمة النّظر الى مثل تلك البرامج ،عسى أن تجدّ قلباً سليماً ، قبل أن تنطفئ شعلة الايمان من القلوب وينتشر الظّلام...
كتبته أنامل المتفطرة حزناً على واقعنا
أم عبد الرحمن بنت خليل.
بيروت المحروسة.