[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
وجدته ذات مساء
وجدته في طريقي وفي ظلام ليلي
رجلا يحمل مشعلا من نور.
كان تائها الحزن يعتريه رغم ما في وجهه من وسامة ملامح وعنفوان
لكنه كان يحمل الم الدنيا كلها في عينيه...
وجدته يبتسم لي ابتسامة يكسوها حزن خفي ...
اسرتني نظراته وتساءلت
هل هو حقيقة ام رسم خيال ؟
تعلقت عيني بطيفة لم استطع ان اصرف نظري عنه
اشاح عني في محاولة يائسة للهرب من نظراتي الحائرة التي كانت تطرح ألف سؤال
ظللت اتبعه بقلبي وبعيني
فتراجع خطوتين الى الوراء
وقرر بدء حديثه معي
كان حديثا طويلا طويل لا اذكر منه سوى عبارة
اتعلمين انني تعذبت كثيرا
كان يرددها اكثر من أي شيء مضى..
كنت اقرأ في عينيه مجلدات من اللغة...
ارتسمت على وجهه علامة تعجب
ما بالك تحدقين في عيني
فقلت لدي سؤال فهل اجد عندك له الجواب
فقال لك ذلك ولكن0 لا تلهثي وراء ماضي ارغب في نسيانه
فوعدته ان لا ابدأ بالنبش في ذكريات أيامه الراحلة
قلت له في عينيك متاهات من حزن وأسوار من الم
غموضها يدهشني ويجعلني أتهاوى في حيرة
ضعت في نظراتك فلم أجد لي طريقا اسلكه
أتعلم يا هذا كم ظللت ابحث عن مثل هذه النظرة اليتيمة
لان لا احد غيرك يحمل مثلها
نظرة عينك حيرتني
ففيها رحيل بلا وداع
فيها حب بلا امل
فيها نداء رجل
لاتتركيني
اريدك معي
احتويني0000!!!
سادت لحظة صمت طويلة
شعرت ان أنفاسي تهرب مني
وهو يهرب من الإجابة
آه كلاكما يهرب إلى أين لا ادري ..؟؟؟
أخيرا أتى الجواب
اتعلمين انك تجيدين فن طرح الأسئلة
لأنك ستجبريني ان أحدثك عنها
نعم لقد كنت الهو معها
قلت هي فتاة مثل الأخريات
سأعبث بقلبها
ومشاعرها
وارحل عنها
وابحث في دربي الطويل عن غيرها
ولكن اكتشفت فداحة خطأي بعد فوات الأوان
احببتها
لا بل تنفست حبها
لقد تعلقت بها
اقسمت انها كانت اجمل هدية حملتها لي الأقدار
وكانت هي العابثة
لقد عشقتها وكانت هي القاتلة
لقد استجديتها وكانت هي القاسية
لقد القتني خلفها كقطعة مهملة
لم اصدق ان حواء قد تكون بهذه القسوة
ظللت ابحث عنها
فاختفت
بكل بساطة وبكل قسوة اختفت
تركتني علامة استفهام كبيرة
واسئلة لم اجد لها الجواب
لقد تألمت
القد أصابتني في مقتل
لقد عشقتها وانا العابث اللاهي
لقد كنت انوي تحطيم كبريائها
فحطمت كبريائي..
كنت استجدي أيامي أن تعيد لي نصف وجودها
كم بكيتها سرا في مسائي الحزين
كنت أسبح في بحر من الذكريات
أصدقك القول انني عشت الم نفسي رهيب توقعت انه سيسبب قتلي قبل ان انطق كلماتي
لقد وجهت لي صفعة قوية وصرخة تتردد أفق يا هذا
لقد عشت أيامي في بؤس....
ثم سادت بيننا لحظة صمت
انتظر مني لو كلمة
او تعليق بسيط على ما قال 00
فما كان مني إلا ان قلت
كلكم سواء
كلكم عابثون
او عذرا لقولي
أنت احد العابثين
فابتسم ابتسامة لم استطع ان أقاوم سحرها وقال :
لا تخافي لن تكوني أنتِ الضحية القادمة 0000[/grade]