الفراغ لدى الشباب

إن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة المتوقدة والحيوية المتدفقة ، والعطاء بغير حدود .. والفترة التي تستطيع فيها أن تصنع العجائب .. وآمالك ومستقبلك ، سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ يخاف على الشباب غوائل الفراغ فينبه ولاته إلى ذلك قائلا لأحدهم : " يا هذا إن الله قد خلق الأيدي لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالا، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك المعصية .
وفي الحديث ( اغتنم خمساً قبل خمس ) وذكر منها ( وفراغك قبل شغلك )
وقد نبه المصطفى صلى الله عليه وسلم- إلـى غفلة الألوف من الناس عما وهبوا من نعمة العافية والوقت فقال:
(نعمتان من نعم الله مغبون فيها كثير من الناس , الصحة والفراغ) .
وقال حكيم: من أمضى يوماً من عمره في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه!
فالفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر والعقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب ، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن الكبت الذي أصابه من الفراغ . وعلاج هذه المشكلة : أن يسعى الشاب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها مما يحول بينه وبين هذا الفراغ ويستوجب أن يكون عضواً سليماً عاملاً في مجتمعه لنفسه ولغيره و أسوأ ما يمر على الإنسان في يومه وليلته أو حياته هو الفراغ، ونعني بالفراغ هو ذلك الوقت الذي يمر على الفرد – ذكراً أو أنثى – ويسرق من حياته من غير علمه دون الاستفادة منه فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة وقد ينقلب عليه سلباً فيهوي به في هوة لا يستطيع الخروج منها أبدا أو تعرقل مسيرته في الحياة بدلاً من أن يكون عضواً فعالاً لنفسه أو أسرته ومجتمعه فينقلب إلى حالة لا يرجى منها فائدة.
إذن لابد أن نتحاشى الوقت الضائع في حياتنا ونحاول استغلاله قبل أن يستغلنا المهم أن نفكر جيداً في بعض النقاط التالية التي تساعد على قتل وقت الفراغ والاستفادة منه:
1. أن نتعرف على أنفسنا وقدراتنا ومهاراتنا ونحاول الاستفادة منها.
2. أن نعمل على تنظيم الوقت بأن نقسم ساعات اليوم إلى فترات يخصص جزءاً منها للعمل وآخر للعبادة وجزءاً لتبادل الزيارات وإقامة العلاقات الاجتماعية الهامة وجزءاً أخر للتثقيف والاطلاع وممارسات الهوايات مع العمل على النوم المبكر حتى نتمكن من الاستيقاظ مبكراً.
3. عدم الاختلاط مع رفاق قد تجهل سلوكياتهم أو تصرفاتهم وتفاجأ بسلوك غريب منهم قد تستسلم لهم من غير علمك.
4. اعتمد على الله في كل ما تقدم به من أعمال ثم على منهم أكبر منك سناً وخبرتاً في الحياة ممن هم حولك كالوالدين أو الأقارب.
5. مارس أي رياضة تحبها حتى لو لم تكن تجيدها فقط أخرج من دائرة الفراغ أو التفكير في أشياء قد تعرقل مسيرتك في الحياة.
6. في أيام الإجازات والعطلات يكون لديك فراغ كبير في فترات النهار حاول أن تستثمر هذا الفراغ وتزيد من نشاطك أكثر من المعتاد حتى تستسلم للنوم مبكراً في الليل بعيداً عن الأرق والأفكار السوداء.
على أن النفس البشرية بطبيعتها تميل للاسترخاء مع أهمية الإنجاز وكلاهما يمثلان توازناً للحفاظ على الصحة النفسية فالنجاح في العمل لدى الإنسان ينعكس بالرضي عن الذات ويزيد الثقة بالنفس بينما الفراغ وعدم العمل يؤثر سلباً على النفس وقد يقلل الثقة ويبعث الإحباط والنظرة السلبية لصورتها التي قد تؤدي إلى التفكير السلبي والانحراف.
وأخيراً :.
1-قم الآن صل أو أقرا ، أو سبح ، أو طالع ، أو أكتب ، أو رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو أنفع غيرك حتى تقضى على الفراغ .
2-اذبح الفراغ بسكين العمل ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة والراحة.