أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




مقاييس جذور اللغة
بل
حروفها


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
فقد
قال الأستاذ محمد نور الدين المنجد من****كلية الآداب والعلوم ****في****جامعة الشارقة
:
"
لعله من فضول القول أن نذكر تميّز العربية بظاهرة الاشتقاق، وانتساب مفرداتها المختلفة إلى جذورٍ لغوية أحصتها المعاجم العربية – ولاسيّما معجم العين للخليل بن أحمد الفر اهدي –

يجمع كلّ جذرٍ منها طائفة من الألفاظ ، تبدو لأول وهلة متقاربة في مبانيها، متباينة في معانيها،****

ولكن النظر والتدقيق يهدي إلى أنّ كلّ طائفة من الألفاظ التي يجمعها جذرٌ واحد

لا تكاد تغادر معنى عامًّا يدلّ عليه ذلك الجذر، بل إنه يضم شتاتها، ويوفّق بين معانيها، ويعمّق التواصل فيما بينها،

فيشدّ بعضها أزر بعض، حتى لتكاد تستدل من أحدها على باقيها.
****
وقد تفرّد ابن فارس بين المعجميين في انتهاجه هذه السبيل في مفردات اللغة،

فكان يرد مفردات كلّ مادة من مواد اللغة إلى أصلٍ معنوي واحد، أو أكثر، يجمع تلك المتباينات تحت ظلّه،

يقول ابن فارس في مقدمة معجمه مقاييس اللغة
:

"
إِنَّ لِلُغَةِ الْعَرَبِ مَقَايِيسَ صَحِيحَةً، وَأُصُولًا تَتَفَرَّعُ مِنْهَا فُرُوعٌ. وَقَدْ أَلَّفَ النَّاسُ فِي جَوَامِعِ اللُّغَةِ مَا أَلَّفُوا، وَلَمْ يُعْرِبُوا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ عَنْ مِقْيَاسٍ مِنْ تِلْكَ الْمَقَايِيسِ، وَلَا أَصْلٍ مِنَ الْأُصُولِ. وَالَّذِي أَوْمَأْنَا إِلَيْهِ بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ جَلِيلٌ، وَلَهُ خَطَرٌ عَظِيمٌ. وَقَدْ صَدَّرْنَا كُلَّ فَصْلٍ بِأَصْلِهِ الَّذِي يَتَفَرَّعُ مِنْهُ مَسَائِلُهُ، حَتَّى تَكُونَ الْجُمْلَةُ الْمُوجَزَةُ شَامِلَةً لِلتَّفْصِيلِ، وَيَكُونَ الْمُجِيبُ عَمَّا يُسْأَلُ عَنْهُ مُجِيبًا عَنِ الْبَابِ الْمَبْسُوطِ بِأَوْجَزِ لَفْظٍ وَأَقْرَبِهِ.
"

وقد انفرد ابن فارس من بين اللغويين بهذا التأليف، لم يسبقه أحد، ولم يخلفه أحد فيما نعلم.

ولنا مع هذه الظاهرة اللغوية وقفة تأمّل في كتاب الله، نستجلي بعضًا من جوانبها،

ونقلب النظر فيها من خلال الجذر اللغوي (أ م ن)، ودلالاته المختلفة في القرآن الكريم.
****
ورد الجذر في مواضع كثيرة من القرآن الكريم،

تدل في مجملها على
:

الأمن، والأمنة، والإيمان، والأمانة،

وتقليب النظر في هذه المفردات – على طريقة ابن فارس –

يهدي إلى معنى لطيف متصل بين هذه الألفاظ، تتمحور حوله، وتدور في فلكه كل الألفاظ ، الأخرى المشتقة من الجذر نفسه،****

ألا وهو الطمأنينة وسكون القلب.

يقول ابن فارس في معجمه: "الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان
:

أحدهما الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سكون القلب،

وآخر التصديق، والمعنيان كما قلنا متدانيان"

ولئن رآهما ابن فارس معنيين متدانيين، فإنّنا نراهما أصلاً واحدًا هو سكون القلب، أو بعبارة أخرى الطمأنينة ليس غير؛

لأنّ التصديق بالشيء لا يحصل إلّا بسكون القلب إليه، والطمأنينة به أوعليه، ثمّ تتفرّع منها دلالاتٍ أخرى تحصل بحصول الأصل.
...
"
المصدر
بحث للأستاذ محمد نور الدين****
تحت عنوان :****دلالة الجذر [ أ م ن ] في القرآن الكريم
****
http://www.alwatanrim.net/vb/archive...hp/t-5198.html


أحببت أن أستهل كلامي بهذا النقل الجميل من كلمات الأستاذ محمد نور الدين
والتي أبان للقارئ فيها شيئا وأنموذجا من مقاييس اللغة على مستوى الجذر .

بيد أن دلالة ودقة اللسان العربي أعمق من مستوى الجذر

فهي على مستوى الحروف المكونة للجذر !!
وليس ذلك بغريب ... فاللغة وعاء القرآن والسنة
ولابد من دقة صنع الوعاء الذي يحمل الوحي
قال الله تعالى : " وعلم آدم الأسماء كلها " ... كلها ... كلها .
فلكل حرف دلالة خاصة قد تتشابه وتقترب من حرف آخر وقد تتباعد أو تتنافر .
فإذا تكون الجذر من ثلاثة حروف فلكل حرف منها دلالة ؛
فإن تباعدت دلالات الحروف****فالغلبة للحرف ذي الدلالة الأقوى****
أضف إلى ذلك أن موقع الحرف أهو الأول أو الثاني أم الثالث يؤثر في قوة تأثيره في الدلالة
بل إن لحركات وباب الفعل دلالة والظهور للأقوى .!!!

الموضوع مفتوح للمدارسة لأتعلم من الأساتذة الكرام .