الفتاة التى تاتى مرة واحدة
لم يرها قبل ذلك ، لكنه أحس أنه رآها منذ ألف عام وعام ، كان مدفوعا
اليها بقوة لا يدريها أو يشعر بها من قبل ذلك ، كانت جميلة كوردة
تفتحت تواً وابتسمت للسماء ، وضعت يدها على جبهته وسألته :
- أما زلت وحيدا ولم تحب ... ؟
- لم أحب قبل ذلك
- لماذا .. ؟
- لم أجد من أحب ... أو ماذا أحب
- ألم تحب الوطن ... ؟
- الوطن شئ لا نراه وحلم نتمنى أن نصل اليه ولا نصل أبداً.
- ألم تحب الأم ... ؟
- نحب الأم دائماً بعد أن تغيب وتنداح الذكريات ولم تغب الأم بعد.
- ألم تحب أى فتاة .. ؟
- ... بحثت عن فتاة سمعت عنها صغيراً ، قالوا .. انها تأتى مرة
واحدة ، تتناثر عليها الوردة البيضاء قبل أن تلمس جبهة المريض الذى
يموت ...
- ألم تجدها ..؟
... وجدتها فى صورة أمى القديمة وهى ماتزال فتاة ... وجدتها فى
شهرزاد أميرة الليالى .. وجدتها فى آليس وسندريلا وست الحسن وأميرة
الثلج الأبيض ... لكننى عرفت أنهن مجرد حكايات ، والحكايان أحلام
قديمة يحكيها البسطاء كى يتحملوا الحياة.
... ضحكَت حتى امتلأت عيونها بذلك الأمل الذى لا يأتى ... الذى تراه
فى عيون الحمام ولحظات الدفء بعد يوم بارد جداً ... وقالت :
- ستحيا وحدك ... وتموت وحدك ..
.... واختفت تلك الفتاة ولم تعد بعد ذلك.
رد مع اقتباس
