أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
فقد انتشر في خطاب بعض طلبة العلم ومكاتباتهم في برامج التواصل الاجتماعي حدثنا كافكا أخبرنا فرويد ونبأنا غاندي ويروى عن كانت وهيجل وغيرهم من مفكري الشرق والغرب في العلوم الانسانية والتجريبية ..
حتى أصبح ميزان الثقافة عند بعض طلبة العلم هو ما يحفظ ذلك المتحدث من أقوال أولئك القوم ، فإذا أخذ المتحدث يلوي شدقه بكلام من بدهيات العلوم لكنه بعبارة ذلك الغربي نظروا له نظر إعجاب ..

فهُجر كلام مالك وأحمد وأبوزرعة وأضرابهم إلا شيئا يسيرا مما يكون في ثقافة المتحدث ولا يجد منه انفكاكا كأنه حنين إلى الماضي ..
بل لو زدت قليلا لما أبعدت فأقول قد كان يستحيي بعض طلبة العلم أن يذكر معرفته بمشاهير الممثلين والمغنيين وغيرهم في زمن مضى حتى حدا ببعضهم إلى تكلف إنكار معرفة من طبقة شهرته الأفاق من أولئك تباعدا وتنزها عن ذلك !
وإن كان التكلف مكروها ومبغضا عند عامة العقلاء لكن هل ما يقوم به البعض ردة فعل عكسيه!!
فأصبح يتكلم عن تفاصيل الأفلام والمسلسلات والأغاني وطبقات الممثلين !

لا أدري ما يكون هذا!!
هل هو قضاء لما فات من زمن حاكى فيه صاحبه السلف فعجز عن ذلك فعاد يتنكب الطريق؟

أم ماذا ؟
أيا كان أيها الكرام فلا يخلو أحد منا من ذنب دق أو عظم ولست هنا بواعظ لأحد فأنا أحوج من غيري لهذا ..
لكن سأوجه كلامي لرجلين لطالب علم وقدوة وداعية وشيخ !!
ولمبتدئ مثلي ...
أما الأول فأقول له إن كنت أيها الكريم قد ابتليت بقراءة هذه الكتب تريد أن ترد عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وصولة المستشرقين وغيرهم من أعداء الدين فأنت والله على باب من أبواب الجهاد نسأل الله أن يحفظك وان ينصرك ..
لكن تنبه أيها الكريم أن من يسمع منك أو يقرأ لك لا يعلم إلى أين أنت تتجه ولا في أي الدروب تسير ولا يعلم ما هي عدتك وما هو الفرق بينك وبينه فيظن أن ما أنت عليه هو الحق وهو طريق الثقافة وسبيل الهدى فيسلك زاعما نفس الطريق فيضل في التيه ..

فينبغي لمن يسر الله له أن ينتفع الناس منه وأن يكون قدوة للناس أن ينظر في كل حالة يسلكها إلى جهتين إلى مراد الله منه وإلى تأسي الناس فيكون ناصحا لله ولكتابه ولعامة المسلمين وخاصتهم وهذه أمانة أعانك الله على القيام بواجبها..
أما لنفسي ولإخواني المبتدئين أقول ..
أعلم أن خير الدنيا والاخرة في الاقبال على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتدبرها والعمل بمقتضاها وإعمال الفكر فيها فلا تشغلنك تلك البهارج وتلك المعارك وتلك العبارات وتلك الاسماء فليس والله لديهم إرث كأرثنا فأعوذ بالله أن نستبدل الذي أدنى بالذي هو خير ..

هذه النصيحة أقولها وأنا مقصر في امتثالها وكم كنت بحاجة إلى أن أسمعها من غيري لكن لعل فيها ما ينفع ولعل أحداً يضيف عليها ما يفيد والله أعلى وأعلم