أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تنوير الملامح في معارضةِ المدائح

الهم فارقني فاشتقتُ للقلمِ *** فسال منه سؤالٌ يرتضيه فمي
ماذا أصابك يا قلبي على عجلٍ *** ما الأمر ما الخطبُ صار القلبُ في ألمِ؟
فلم أعد مالكاً للحِمْلِ أيَّ قوىً *** خارت قواي فلم أثبت على قدمِ
أيا قريضي أجبني عن مُساءلتي *** هل طوحت بي آمالي إلى القمم؟
فقال: سائلْ سطورَ الصدر في لهفٍ *** تجدْ جواباً به تُشفى من السقمِ
فتشتُ جسميَ إذ بالحب أثقلني *** مفتاحُه الميمُ صار الميم مختتمي
فصغـتُ ميميةً أبياتُها عجبٌ *** تحير الناس من عربٍ ومن عجمِ
سارت على قدمٍ للناس فامتلكت *** إمارةَ المدح للمختار ذي الكرمِ
تجمعت حولها الأخيارُ واحتفلت *** بها النوادي وزار الميمُ كل فمِ
وحينها شعـراءُ الأرض قاطبةً *** قد أعلنوا العجز عنها دونما كلمِ
وكلهم قد تخلوا عن معارضتي *** وكلهم كبروا من روعة النغمِ
قالوا: بها سبكُ ألفاظٍ حوى حللاً *** من الجمال وهذا منتهى الحلمِ
ناهيك عن جودة المضمون روعتُها *** تكفي جميعَ الورى فخراً على العلمِ
وقد حوت مع جمال النظم قافيةً *** تنسابُ في الشعر مثل السيل في العرمِ
فهذه يا إمام الشعـر أربعـةٌ *** لم نأتِ منها بفذٍ يرتضيه كمي
(يتيمةُ الدهر هذي ما لها مثلٌ *** وآيةٌ أعجزت في النظم ذا نُظُمِ)
وجاء يسعى فتى بوصيرَ معـتذراً *** وقال: لستُ لها يا صاحبَ الحكمِ
وجاء شوقي أميرُ الشعـر يتبعُه *** وقال: ما لي بها من طاقةٍ فدُمِ
فقلتُ: لا تحسدوني إنها كشفت *** نقابَ حسنٍ بثغـرٍ فيه مبتسمِ
ولترحموا دمعَ عـيني وهو منسكبٌ *** ما بالكم لم تراعـوا حرمة الرحمِ
هبوا القصيدةَ يا أحبابُ في عجلٍ *** من جنس ما ساقه الرحمنُ من نعمِ
قالوا: نعم قم فحدثنا بنعمتِه *** فالنصح هذا أتى في محكم الكلمِ