السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
أخوتي الأفاضل ...رأيت أن أنقل لكم موضوع هنا ....
وأفيدكم به ....عن الإسرائليات ...
وبماأني قد وجدت ما كتبه الأخ الفاضل أبو بيان زاده الله بيانًا ، فأعجبني طرحه ، إذ الموافقة بين ما سأطرحه وما طرحه متمثلة في شيء كثير ، والحمد لله على مثل هذه المواطآت العلمية التي تريح الباحث حينما يجد أن غيره ـ بلا مواطأة واتفاق مسبق ...
وهنا سأختصر لكم قدر الإمكان .......
وهذا أوان الشروع في الحديث عن الإسرائيليات .......
أولاً : أن بعض أخبار بني إسرائيل منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحًا ، ولا ريب في قبول هذه الأخبار ، حتى لو كانت فيما لا يقوم عليه علم أو عمل ، كاسم صاحب موسى أنه الخَضِرُ
ثانياً: أنَّ أخبار بني إسرائيل على ثلاثة أحوال
1-ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح .
2-ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه . والضابط في القبول والردِّ في هذا هو الشرع ، فما كان موافقًا قُبِلَ ، وما كان مخالفًا لم يُقبل.
3-ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل ، فلا نؤمن به ولا نكذبه .
ويلاحظ في هذا القسم أنه تجوز حكايته ، وعلى هذا عمل السلف في التفسير وغيره
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»* *«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
إن من يستقري الإسرائيليات التي وردت عن السلف ، سيجد الأمور الآتية :
1 ـ أنها أخبار لا يبنى عليها أحكام عملية .
2 ـ أنه لم يرد عن السلف أنهم اعتمدوا حكمًا شرعيًا مأخوذًا من روايات بني إسرائيل .
3 ـ أنه لا يلزم اعتقاد صحتها ، بل هي مجرد خبر .
4 ـ أنَّ فيها ما لم يثبت عن الصحابة ، بل عن من دونهم .
5 ـ أن تعليق الأمر في بعض الإسرائيليات على أنه لا يقبلها العقل أمر نسبي ، فما تراه أنت مخالف للعقل ، قد يراه غيرك موافق للعقل .
6 ـ أن الكثرة الكاثرة في هذه الإسرائيليات لا يوضح أمرا يتعلق بالتفسير بل يكون التفسير واضحا بدونها وقد يكون معلوما من حيث الجملة والإسرائيلية لاتفيد فيه زيادة ولا قيد .
7 ـ أن هذه الإسرائيليات من قبيل التفسير بالرأي .
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» ***«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°® »
مسائل تتعلق بالإسرائليات :
1- تعليق الأمر بالإسرائيلية دون راوي الإسرائيلية .
إن الخبر الغيبي إذا كان مرتبطًا بقصص بني إسرائيل على سبيل الخصوص ، فإن الأولى أن يقال فيه : فيه شبه الخبر الإسرائيلي ، حتى يتوقف فيه ، دون أن يكون التعليق على راوي الخبر .
2- معرفة المصدر الذي نقلت منه الإسرائيلية
3-الموقف من كتب التفسير التي تروي الإسرائيليات .
لا تخلو كتب التفسير التي تنقل أخبار بني إسرائيل من حالتين
الأولى : أن تنقل من كتب أهل الكتاب مباشرة ، كما تجده في كتاب التحرير والتنوير ، للطاهر بن عاشور
الثانية : أن تكون كتب التفسير تنقل بالرواية عمن نقل هذه الإسرائيليات ، وعلى هذا أغلب كتب التفسير ، كتفسير ابن جرير الطبري ( ت : 310 ) ، والكشف والبيان للثعلبي ( ت : 427 ) ، وتفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ( ت : 774 ) ، وغيرها من كتب التفسير التي تعنى بالمأثور عن السلف .
وهذا النوع من كتب التفسير قد يوجه النقد إلى أصحابها بأنهم يروون الإسرائيليات ، ولا ينقدونها ....
4-بعض قصص القرآن لا يوجد في كتب بني إسرائيل
إن دراسة الإسرائيليات الواردة عن السلف تحتاج إلى موازنة مع القصص الغيبية الأخرى التي يُقطع بأنها لم ترد عن بني إسرائيل ، وليست من أخبارهم ؛ كقصص قوم هود وقوم صالح وقوم شعيب ، ويُنظر هل ورد فيها عنهم أخبار عجيبة وغريبة أم لا ؟
إن ورود غرائب في قصص هؤلاء الأنبياء لا يمكن أن يكون مأخوذًا عن بني إسرائيل قطعًا ؛ لأنه لا يوجد في أخبار بني إسرائيل غير نبأ آدم ونوح وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ويوسف ، ثم أخبار أنبياء بني إسرائيل بدءًا بموسى عليه السلام .
أما غيرهم من الأنبياء في الأمم الأخرى ـ خصوصًا العرب الذين كانوا يحقدون عليهم ـ فلا يوجد لهم ذكر في أسفارهم .
والله الموفق
هذا وما توفيقي الأّ بيد الله ....فإن حدث كمال فمن الله .....
وإن حدث نقص فمني ومن الشيطان......
فلا ابرئ النفس .....ونحمد الله وله المنة والفضل .....