بسم الله الرحمن الرحيم

في العيد ما أجمل أن تتزين النفوس !

انقضى شهر رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران , نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يكون رمضان شاهدا لنا لا شاهدا علينا ونسأل الله أن يعيده علينا فما أجمله من شهر تتجلى فيه النفوس وتسعى لكل خير .

ها هو العيد السعيد يعود علينا من جديد ونحن نبادر أن نتزين له بكل لبس جديد وزينة نكسوا بها منازلنا لتظهر في يوم العيد بمظهر جميل ومنظر أنيق , فكم هو جميل أن نتجمل في يوم العيد وأن نظهر نعمة الله علينا لنكبره على ما هدانا ولنشكره على ما أنعم به علينا , فيوم العيد يوم فرح وسرور وزينة وعطور , فهل نكتفي بهذا في يوم العيد ؟ هل نكتفي بتزيين الأجساد والمنازل ونتجاهل تزيين النفوس التي هي من أصول زينة الحياة ؟ .

إن تزيين النفس يعكس لنا نظرة مشرقة للحياة ويبزغ فيها الأمل والابتسامة الصادقة التي منبعها القلب , فالنفس إذا تزينت وتجملت في قرارها تزينت لنا الحياة وما يحيط بها في ظاهرها فزينة الظاهر لا تكون زينة حقيقية إلا إذا تجملت بزينة النفس ونقاء السريرة , فلنحرص على أن نزين نفوسنا أكثر مما نزين أجسادنا وظواهرنا .

إن مما يميز أعيادنا أنها مناسبات يجتمع فيها البعيد والقريب والصديق والغريب وكل مرسومة على محياه بسمة العيد , فما علينا لو جعلنا هذه البسمة نابعة من قلب صادق ونفس صافية ونجعل من العيد مساحة للتقارب والتآلف ونزيح من أنفسنا كل ضغينة وحقد وكراهية ونبادر لمن جافيناه أو جافانا بجلاء نفس تزينت بالصفاء وتجملت بالوفاء وتألقت بالإخاء , فما أجمل النفس أن تتزين بالسماحة والتسامح وما أجملها أن تجدد الوفاء وتسعى للإخاء وتأثر العطاء وترتقي للنقاء .

إن العيد فرصة لتزيين النفوس ومدعاة لجمالها وحسنها , فبمجرد بسمة صادقة من نفس صافية تطيح بكل العراقيل والحواجز التي بنتها أحقادنا وشرور أنفسنا , فليتنا لا نفوت على أنفسنا فرصة العيد لنزين فيها نفوسنا , فما أجمل العيد حين تزينه نفوس نقية قد تزينت بالمودة والصفاء وسمت بالتسامح والعطاء , فما أجمل العيد إن تزينت فيه النفوس .

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير


بقلم / ياسر حكمي