أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أولا:
مسألة الافتاء بجواز تمثيل الانبياء والصحابة مسألة في غاية الإنحراف ذلك أن المفتي ليس هو الذي يقرر صحة تمثيل شخصيات الانبياء عليهم السلام أو الصحابة رضوان الله عليهم . ودرجة المطابقة للحق في ذلك (وهو من المستحيل ولو تحصيل ذرة من ذلك لان الانبياء والصحابة ليس مثلهم أحد. قال تعالى عن النبي صى الله عليه وأصحابه :(كنتم خير أمة أخرجت للناس ....الآية من آل عمران). بل الذي يقرر ذلك هو المخرج والمنتج والممثل وهم أيضا الذين يقررون السياسة التوجيهية للعمل التمثيلي -وهي أمور أفضل ما يقال فيها أنها مادية وتجارية بحتة هذا مع ثبات أنها أقبح من ذلك وهي توجيهية لتحريف معاني الإسلام وتفصيل الدين على هواهم...فالمفتي يكون بذلك، قد فوض من لا يقيم أدنى وزن لدين الله بل ربما لا يكون مسلما أصلا هذا العمل التوجيهي الخطير الذي يمس صلب العقيدة الاسلامية...ولذلك فإن هذه الفتاوى لا تنم إلا عن الانحراف والضلال وليست من نوع الخطأ في الاجتهاد ...ونسأل الله أن يهديهم ويردهم إلى جادة الصواب....

ثانيا:
الافتاء لهؤلاء لتمثيل الانبياء عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم هو استهزاء بآيات الله تعالى حيث يثني الحق تعالى عليهم بآياته (ولو أنكر المفتون والقائمون على المسلسل ذلك )- قال تعالى: ( والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100. وقال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29). والآيات في هذا المعنى كثيرة....
وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ " متفق عليه. وهذا الخطاب لمن أسلم وهاجر لا حقا دفاعا عن السابقين الاولين ومنهم أبو بكر وعمر بن الخطاب ....
ومعلوم أن أبا بكر ثم عمر هما أفضل الصحابة كما أجمعوا على ذلك....من ذلك ما رواه محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب قال: ( قلت لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين) متفق عليه. وقد بين الله تعالى أن التعرض لبعض القراء من الصحابة ما هو إلا استهزاء بآيات الله. !! قال تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون( 65 ) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين( 66 براءة. راجع تفسير هذه الآيات. فما بالك بمن يتعرض لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟!
وتكلم العلماء الافذاذ بن باز وبن عثيمين رحمة الله عليهم وغيرهم على هذا الجانب :راجع الرابط أدناه.
ثالثا:
الاستخفاف بطرق نقل الحديث والوقائع في الاسلام(القائمة على آيات و أحاديث ) باعتماد هؤلاء على مصادر واهية والكذب أيضا ولو من خلال حركات وغمزات وأيحاءات وإشارات الممثلين ...... في نقل الحقائق والاعراض عن الصحيح الثابت ....(ويتحمل وزر ذلك أيضا من أفتى لهم أيضا حيث لم يلتفتوا إلى هذا الجانب العظيم ....في انجاز هذه الاعمال )....


رابعا:
وجوب هجران هذه المسلسلات التي يعرض فيها تمثيل الانبياء والصحابة كونها استهزاء بآيات الله تعالى كما أثبتنا أعلاه وحيث ثبت وجوب البراءة والهجران لكل موقف يستهزء فيه بآيات الله، قال تعالى: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( 140 ) ) النساء. فمقاطعة وهجران هذه المسلسلات بل والقنوات التي تبثها نهائيا أمر واجب تحت الوعيد الشديد بعذاب جهنم حيث كل ما يبث في هذه القنوات من المعاصي هو استهزاء بآيات الله يجب هجرانه ...

خامسا:
دعوى أن هذا من طرق الدعوة دعوى فارغة : لان هذه القنوات والمنتجين والممثلين والمخرجين أبعد ما يكونوا عن الدعوة ولو أرادوا الدعوة لاتبعوا طرق الدعوة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم.وقبل دعوة الآخرين عليهم إقامة دين الله على أنفسهم ومن نظر إلى حياتهم تبين له كذب ادعائهم وسقوطه فهم أبعد ما يكون عن الاسلام. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)(كَبُرَ مَقْتاًعِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) الصف.
سادسا
لا بد من تمثيل جانب للكفار أعداء الرسل والصحابة في مثل هذا العمل مما يستلزم الفاظ الكفر وشتم الانبياء أو الصحابة ....!! وفي ذلك ما فيه من الاستخفاف من جانب المفتين والمنتجين والمخرجبن والممثلين والمشاهدين واصحاب القنوات بدين الله تعالى..
راجع فتاوى العلماء بن باز وبن عثيمين والفوان وغيرهم على الرابط التالي...
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=130809
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل....

الفقير إلى عفو ربه :سليمان سعود الصقر...