أقبل علينا شهر رمضان حاملاً لنا هدايا الرحمن من .... الرحمة ... والمغفرة ... والعتق من النار..

فمن منا يستحق ذلك ؟ ..والجواب أن كل سبل الطاعة تفضي الى الرحمة والمغفرة ...وسبيلنا الأول للطاعة عن حفظ القرآن .

*وحديثنا الأول عن طريقة حفظ الصحابة للقرآن .. وهي الطريقة الصحيحة التي جعلتهم علماء بحدوده وأحكامه وشرح الله صدورهم به وعلمهم مالم يعلموا وجعلهم أئمة الهدى وأعلام التقى .

وطريقة الصحابة تقوم على قواعد ثلاث هي :-

أولاً : حفظ القرآن ، وكانت لهم طريقتهم الخاصة في حفظه واستيعاب آياته، فهم يحفظونه عشراً عشراً . أي كلما نزلت

عشر آيات حفظوها ولم يتجاوزوها حتى يتموا حفظها .

ثانياً: فهم القرآن وفقهه، وقد كانوا بعد حفظ الآيات العشر يدرسون ماجاء فيها وما احتوت عليه من أحكام ويستوعبوها

ثالثاً: العمل بما في القرآن وتطبيق أحكامه ، وتأتي هذه الخطوة بعد الحفظ والتدبر للآيات العشر وهي تطبيق عملي

لكل ماتحتويه الآيات من أوامر ونواهي .

وما كانوا يفرقون أبداً بين هذه القواعد الثلاث ... ومن فرق بينها لم يكونوا يعتبرونه قارئاً ولوحفظ القرأن كله.

هكذا كان الصحابة يتناولون كتاب الله وبمعرفته صاروا سادة الناس في العلم والعرفان .. ينفذون أحكامه ... ويأتمرون

بما أمر الله به .. وينتهون عما نهى الله عنه .. ويجاهدون في الله حق جهاده !

وجاءت فترة بعد ذلك الزمان سقطت فيها الهمم ، وغلب الكسل ، وافترق العلم عن العمل ، ووجدت طبقة من القراء فرقوا

بين حفظ القرآن واتقانه ، وبين فقهه والعمل به فجاء بعض القرّاء لا فقه لهم ولا يعلمون شيئاً مما يقراون ..

والآن ! ماذا عن الأن ؟

علينا أن نتعهد كتاب الله بالقراءة والفهم والتدبر والعمل به ؛ لأننا سنسأل ونحاسب عما ضيعنا من كتاب ربنا

الذي رفع الله تعالى الإسلام مكاناً عليّا وجعلها خير أمة أخرجت للناس

دعوة أخواتي لكن لنبدأ مع هذا الشهر الفضيل بتلاوة كتاب الله ، وحفظ ماتيسر منه ، وفهم معانيه . واقامة حدوده...

والله معنا ولن يترنا أعمالنا ...

( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب ٍ أقفالها)؟!

لبيك اللهم ....!!!