القصه للأستشاريه : عفاف حجي


تروي قصة ياسمين .. أحد مراجعاتها





مذكرات يا سمينة







ياسمينة كانت سمينة بشكل كبير،،، وبعرض قصتها لا أعني بالطبع الإساءة إلى أحد،،، وبالخصوص هي،،، لكنني أسعى بأن نستخلص العبر والدروس سوياً،،،

تمنياتي لكن بقراءة ممتعة،،،




اسمي ياسمين ولكن اعتادوا على ان ينادونني ياسمينه،، نظرا لضخامة جسدي ،،

فمنذ طفولتي وأنا اشعر بأنني اختلف عن بقية الأطفال لأنني سمينة وصعبة الحركة،،،

اعتدت على معاملة الجميع لي بدونية،، كان ذلك الشيء يريحني تقريبا،، لأنه لم يكن مطلوباً مني أن أفعل شيئاً أو أحرك ساكنا!!

في المرحلة الابتدائية كنت لا أزال صغيرة ولا ادرك بعد ما تعنيه السمنة،،

كل ما كنت ألاحظه ان حجم ملابسي وحذائي اكبر بكثير من بقية زميلاتي ،،




بالإضافة إلى حجمي،،

بعدها عرفت بأن هذا ما يسمى البدانة،،


إنني أتوسط أخواتي الخمسة،،، أما أخواتي جميعهن جميلات ونحيفات من وجهة نظر والدتي ،، بالإضافة إلى انهن أكثر ذكاء مني ،،


رغم انني امتلك وجها ذو ملامح متناسقة،، شعراً أشقر،، وعينان عسليتان ولوني برونزي جميل،،، ولكن جمالي لم يكن واضحاً بسبب وزني الزائد،،




ورثت ملامحي من جدتي (والدة أبي) ذات الملامح الغربية وهي في ريعان شبابها،،

وقد يكون هذا سببا آخر لمعاملة والدتي الغير محببة لي،،، كنت على خلاف دائم معها ،، لكنني خفيفة الظل،، في أغلب الأحيان أضع نفسي محطاً للسخرية لأخفي خلفه حساسيتي الزائدة،، أروي النكت عن مواقف محرجه حصلت لي بسبب سمنتي ليضحك الجميع،، هكذا أتحاشى تعليقات جارحه،،، لأنني من أبدأ في السخرية على وزني الزائد،،،


أرتاح كثيراً عندما أتهكم على نفسي،، ربما أعاقب نفسي،،، لا أعلم،،،


في أيام الدراسة،،، كنت دائماً حارسة المرمى في لعبة كرة اليد،،، ليس بسبب حبي لممارسة الرياضة وإنما لحجم جثتي التي تمنع دخول الكره إلى المرمى،،


أحب أن أعرفكن على صديقي الحقيقي الوفي،،، الذي يساندني في محني وأزماتي،،، هذا الصديق الوفي هو الوجبات الدسمه التي ألتهمها بكميات كبيرة لأرتاح وأهرب من عذابي،،،


هذه هي لغة الحب الخاصة بي،،، والتي اعبر من خلالها عن مشاعري،، مشاعري التي لا احد يستطيع أن يفهمني بها،،، ولا حتى أمي ،،،


والدتي طاهية ممتازة تعد لنا وجبات دسمة شهية ،، لتحاول بها ان تكسب قلب ابي،، هذا هو الطريق الوحيد الذي تعرف أن تسلكه لتصل لقلب أبي...

كما إنني إعتدت على تعبير أمي لحبنا بهذه الطريقة،،

منزلنا هو المكان الوحيد الذي أستطيع فيه التهام الكميات الكبيرة من الأطعمة الدسمة بشراهة دون حسيب أو رقيب،،، ودون نظرات سخرية أيضاً،،، كنا نجتمع جميعنا على مائدة الطعام،،، لنتلذذ في الأصناف اللذيذة الذي تعدهم والدتي بأمان،،،

في فترة المراهقة،،، كنت يوماً جالسة في المنزل أمام التلفاز وألتهم رقائق البطاطس (الجيبس) بنهم وأشرب البيبسي،،، وقتها قدمت إلى منزلنا إحدى أقارب والدي،،، وقفت أمامي مذهولة،،، وأخذت تنظر إلى في إزدراء ودونيه،،، وقتها شعرت كأنني أقدمت على خطأ فادح في حقها،،



بعدها سمعتها وهي تقول لأمي إنني سوف أصاب بالأمراض،،، ولن يتقدم لي أحد طالباً يدي اذا ما بقيت على وضعي السمين،،،

بعدها،،، أجبرتني والدتي على تخفيف وزني بإتباع حمية قاسية جداً،،،





أمامها كنت أدعي بأنني أتبع أوامرها،،، لكن حالما تغيب،،، أبدأ في التهام الأصناف من الاطعمة المتبقية في الثلاجة خلسة،،،


يوماً ما إكتشفت والدتي ذلك،،، وتمت معاقبتي بحبسي في غرفتي لمنعي من الالتهام،،


لكن جدتي كانت تضعف أمام حزني وبكائي،،، لذا كانت تقوم بتهريب الطعام لي من النافذة،، دون علم من امي،، لهذا أحببتها كثيرا ودائما،،، لأنها تساندني دائما ضد والدتي،،،


اعتدت على شكل جسدي رغم انني كنت اجد صعوبة بالغة في شراء الملابس الجميلة كالتي تلبسها بنات خالتي ،، او ان اكون بنصف اناقتهن،، غالباً ما اشتري الأحذية المشابهة لأحذية الرجال لعدم توفر مقاس لقدماي المتورمتان نتيجة الوزن الزائد،،




ككثير من الفتيات،،، أملك قلباً،،، أحلم بفارس أحلامي،،، الذي يتوجني أميرة قلبه،،،


كما انني كنت أحلم بجسد جميل كعارضات الأزياء ومشاهير هوليوود،، كثيراً ما كنت أتخيل في أحلام اليقضة أن أبدو كإحداهن،،،

كبرت وقد اعتدت على حجمي الكبير إلى أن وصلت للسنة الأولى من الجامعة،،،

تزوجت جميع اخواتي عدا الصغرى التي كانت مخطوبة لشقيق احدى صديقاتها ،،

جميع صديقاتي تقريبا كن على علاقة بشاب او مرتبطات ،، اما انا لم اعرف هذا النوع من الحب ،، تقدم لي رجل مطلق يكبرني بكثير ،، رفضته لعدم رغبتي بالارتباط بمن يكبرني بأجيال،،




لكن حينما تقدم لي شاب وسيم ،، غير متزوج اعتبرت نفسي محظوظة ،،





سبق وان تقدم هذا الشاب للكثيرات اللاتي رفضن الزواج به نظراً لتردده على أماكن مشبوهة،،، هذا ما سمعته والدتي من احدى جاراتنا مما دفعها لرفضه،،

اسرتي على قدر عالي من التدين،،،

لكنني اعتقد بان باستطاعتنا ان نغير من نحب،،، وليس هناك مستحيل في الحب،،

تحت اصراري وتوسلاتي وافقت عائلتي على الزواج ،،