[align=center]بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
أخبر صلى الله عليه وسلم أن بعثته دليل على قرب قيام الساعة ، وأنه نبي الساعة
ففي الحديث عن سهل رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بُعثت أنا والساعة كهاتين ) ويشير بإصبعيه فيمدهما . رواه البخاري
وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بُعثت أنا والساعة كهاتين ) قال : وضم السبابة والوسطى . رواه مسلم .
وعن قيس بن أبي حازم عن أبي جُبيرة مرفوعاً : ( بُعثت في نسم الساعة )
( نسم الساعة ) : قال ابن الأثير : [ هو من النسيم ، أول هبوب الريح الضعيفة ، أي : بُعثت في أول أشراط الساعة ، وضعف مجيئها .
وقيل : هو جمع نسمة ، أي بُعثت في ذوي أرواح خلقهم الله تعالى قبل اقتراب الساعة .
كأنه قال : في آخر النشء في بني آدم . ]
فأول أشراط الساعة بُعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم
فهو النبي الأخير ، فلا يليه نبي آخر
وإنما تليه القيامة كما يلي السبابة والوسطى ، وليس بينهما إصبع أخرى .
أو كما يفضل إحداهما الأخرى .
ويدل على ذلكـ رواية الترمذي : ( بُعثت أنا والساعة كهاتين ـ وأشار أبو داوود بالسبابة والوسطى ـ فما فضل إحداهما على الأخرى ) .
وفي رواية مسلم : ( قال شعبة : وسمعت قتادة يقول في قصصه : كفضل إحداهما على الأخرى . فلا أدري أذكره عن أنس أو قاله قتادة ) .
قال القرطبي : [ أولها النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه نبي آخر الزمان ، وقد بُعث وليس بينه وبين القيامة نبي ]
قال تعالى : " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " [ الأحزاب : 40 ]
موت النبي صلى الله عليه وسلم
من أشراط الساعة موت النبي صلى الله عليه وسلم
ففي الحديث عن عوف بن مالكـ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعدد ستاً بين يدي الساعة : موتي ... ) الحديث .
فقد كان موت النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المصائب التي وقعت على المسلمين
فقد أظلمت الدنيا في عيون الصحابة رضي الله عنهم عندما مات عليه الصلاة والسلام .
قال أنس بن مالكـ رضي الله عنه : ( لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه ، أظلم منها كل شيء ، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ـ وإنا لفي دفنه ـ حتى أنكرنا قلوبنا )
قال ابن حجر : [ يريد أنهم وجدوها تغيرت عما عهدوه في حياته من الألفة ، والصفاء ، والرقة ، لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم والتأديب ]
فبموته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي من السماء
كما في جواب أم أيمن لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم عندما زاراها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهيا إليها ، بكت ، فقالا لها : ( ما يُبكيكـ ؟ ما عند الله خير لرسوله . فقالت : ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء . فهيجتهما على البكاء ، فجعلا يبكيان معها ) . رواه مسلم
فقد مات عليه الصلاة والسلام كما يموت الناس
لأن الله تعالى لم يكتب الخلود في هذه الحياة الدنيا لأحد من الخلق
بل هي دار ممر لا دار مقر
كما قال تعالى : " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ . كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون " [ الأنبياء : 34 ـ 35 ]
إلى غير ذلكـ من الآيات التي تبين أن الموت حق
وأن كل نفس ذائقة الموت ، حتى ولو كان سيد الخلق وإمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم .
وكان موته كما قال القرطبي : [ أول أمر دهم الإسلام ... ثم بعده موت عمر ، فبموت النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي ، وماتت النبوة ، وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب ، وغير ذلكـ ، وكان أول انقطاع الخير ، وأول نقصانه ] .
انشقاق القمر
" اقتربت الساعة وانشق القمر "
وقد حدث ذلكـ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
فتح بيت المقدس
ومن أشراط الساعة فتح بيت المقدس
فقد جاء في حديث عوف بن مالكـ رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعدد ستاً بين يدي الساعة : ... [ فذكر منها : ] فتح بيت المقدس ) . رواه البخاري
ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم فتح بيت المقدس سنة ست عشرة من الهجرة
كما ذهب إلى ذلكـ أئمة السيّر
فقد ذهب عمر رضي الله عنه بنفسه ، وصالح أهلها ، وفتحها ، وطهرها من اليهود والنصارى
وبنى بها مسجداً في قبلة بيت المقدس .
وروى الإمام أحمد من طريق عُبيد بن آدم ، قال : ( سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب الأحبار : أين ترى أن أصلي ؟ فقال : إن أخذت عني ، صليت خلف الصخرة ، فكانت القدس كلها بين يديكـ . فقال عمر : ضاهيت اليهودية ، لا ، ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتقدم إلى القبلة ، فصلى ، ثم جاء ، فبسط رداءه ، فكنس الكناسة في ردائه ، وكنس الناس ) رواه الإمام أحمد .
طاعون عمواس
وهي بلدة في فلسطين
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اعدد ستاً بين يدي الساعة ) وذكر منها ( ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ) رواه البخاري
قال ابن حجر : [ إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر وكان ذلكـ بعد فتح بيت المقدس ) .
ففي سنة 18هـ على المشهور الذي عليه الجمهور
وقع طاعون في كورة عمواس ، ثم انتشر في أرض الشام
فمات فيه خلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم
وقيل بلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرون ألفاً من المسلمين
ومات فيه من المشهورين : أبو عبيدة عامر بن الجراح ، أمين هذه الأمة ، رضي الله عنه .[/align]