اغنام - ابل - دواجن - طيور

«امرأة تطلب الطلاق لرغبتها في إنجاب الذكور» عنوان خبر أثار الكثير من الرجال، خصوصًا بين الرجال السعوديين، وذلك بعد أن نشرت إحدى الصحف اليومية السعودية مؤخرًا قيام إحدى الزوجات بطلب الطلاق من زوجها بحجة إنجابها المتكرر للإناث، ورغبتها في إنجاب الذكور، مستندة إلى أنّ العلم يؤكد أنّ تحديد جنس المولود «بعد قدرة الله تعالى» يعود للرجل، وقالت حسب الخبر إنها تتمنى أن يُعوِّضها الله، وتتزوج وتنجب ذكرًا يحملها في كِبَرها «على حد قولها». وقد باءت كل المحاولات التي بذلها الزوج، وبعض المقربين من العائلة لإقناع الزوجة بالعدول عن الطلاق والاهتمام ببناتها بالفشل.
«سيدتي» رصدت ردود أفعال الجدل الذي دار بين الرجال من مثل هذا القرار، ورصدت آراء السعوديات من موقف المرأة التي طلبت الطلاق؛ لرغبتها في إنجاب الذكور، وكان هذا التحقيق.
آراء النساء
«لست مع المرأة في طلبها» بهذه الجملة بدأت الإعلامية صاحبة مبادرة الطلاق السعودي هيفاء خالد حديثها لـ«سيدتي»، مفسرة ذلك بقولها: «بداية لا أعتقد أنّ مثل هذا الخبر صحيح، وحتى لو كان صحيحًا، فالسبب الذي تطالب به المرأة لحصولها على الطلاق في رأيي هو سبب تافه، وليس له علاقة بالأخلاق، أو الدين، أو المجتمع، أو حتى المنطق؛ لأنّ أمر الإنجاب أساسًا بيد الله سبحانه وحده، ومسألة أنّ الرجل سبب تحديد نوع الجنين حتى وإن كانت حقيقة علمية؛ إلا أنّ الأمر ليس بيده، المسألة مجرد بحث علمي».
لتبحث عن سبب آخر!
وبالنسبة لطلب المرأة الطلاق لرغبتها في إنجاب الذكور أوضحت هيفاء خالد أنّ للمرأة الحق في الخلع حتى ولو دون سبب، أما الطلاق فهذا السبب لا يمكن النظر إليه تمامًا، فهو لا يعطي المرأة الحق في الطلاق أو فسخ عقد النكاح. أما عن رغبتها في إنجاب الذكور فإنّ الأبناء إناثًا وذكورًا، ينسبون إلى الأب، وليس إلى الأم، ومعروف دائمًا أنّ البنت هي الأحق بأمها، وهي التي تقوم عليها في كبرها، فلتبحث عن سبب آخر مقنع.
الكاتبة والإعلامية الدكتورة هتون الفاسي تتفق مع الرأي السابق، وتؤكد أنّ مبدأ الحرية للمرأة عند طلبها الطلاق يبيح لها ذلك، لكنها تستدرك لـ«سيدتي» وتقول: «لكن مسألة التبرير هذه لا أراها منطقية، يمكن أنها لا ترى سببًا غير ذلك، وهو البحث عن الذرية الذكور، لتكن صريحة مع نفسها وتقول: لا أريد أن أعيش مع هذا الرجل، وينتهي الأمر. أما عن سببها فلا أرى أنّ أحدًا من الممكن أن يتعاطف معها، والأمر كذلك بالنسبة للرجل الذي يبحث عن الزوجة الثانية، ويقول أريد ولدًا، هو يريد الزوجة الثانية قبل الولد. أنا لا أتفق مع رأي المرأة التي تطلب الطلاق لهذا السبب، بل وأرفضه بشدة».
آراء الرجال
خرافات حول الذكور
أغضب طلب المرأة الكثير من السعوديين، مؤكدين أنّ المرأة دائمًا تغضب من بحث الرجل عن الولد، وقد يصل به الأمر إلى تطليق زوجته من أجل هذه الحجة، وإن كانت حجة الرجل نابعة عن فطرته وثقافته بالبحث عن امتداد الاسم، والوريث، والذكر بما يمثله في الثقافة العربية عمومًا.
«لا أتحدث عن رأي الشرع، فهناك من يفصل ويوجز ويبلغ» بهذه الكلمات بادرنا الإعلامي التربوي محمد آل ماطر، بعد سؤاله عن رد فعله من طلب المرأة الطلاق لرغبتها في إنجاب الذكور، وقال لـ«سيدتي»: «من الطبيعي أن لا عاقل يقبل مثل هذا الكلام، فكلا الزوجين يعرف أنّ الله هو من يحدد الإنجاب، وإذا كان الرجل ينهي علاقة سامية بسبب أنّ المرأة لا تنجب ولدًا فأشك أنّ هناك عقلاً أو إيمانًا كاملاً، فماذا بيد تلك الأنثى؟ ما الذي بيدها لتنجب ما تريد أو يريد الزوج؟ أتمنى حين يقف الرجل ليسأل نفسه ما الحل، ويبلغ زوجته به فهنا لا يجد حلاً؛ لأنّ الحل بيد الله وحده، وأتمنى ألا يكون الرجل أنانيًا خاليًا من العقلانية والمنطق، وعلينا التخلص مع المعتقدات والخرافات المجتمعية المترسبة حول إنجاب الذكور والإناث، فكثير من الفتيات الآن يشرفن عائلاتهنّ بما يقدمنه للمجتمع فلا فرق اليوم بين الذكر والأنثى».
قضية إيمانية
يتفق بدر المبارك، الموظف بقسم التنسيق والمتابعة في إحدى الشركات مع الرأي السابق، ويقول: «كيف لعاقل أيًّا كان رجلاً أو امرأة أن يفكر أنّ الذكر أو الأنثى من جانبه هو؟ أين يكون العقل والإيمان من قضية محسومة، وهي أنّ الأمر كله مرده إلى الله سبحانه وتعالى، ولا طائل وراء البحث فيها؛ لأنها ببساطة قضية إيمانية فحسب. فالرازق هو الله، والمانح هو الله، والمانع هو الله سبحانه وتعالى، ولعل مثل هذه المرأة التي طلبت الطلاق لإنجاب الذكور فعلت مثلما يفعل بعض الرجال تمامًا؛ لمعتقدات لا يوجد لها أثر إلا في خيالهم فقط، ولا أساس لها على أرض الواقع. من يدريه أو يدريها أنّ الذكور سيكونون أكثر برًا وحنانًا في الكبر من الأنثى؟ كل هذه الأمور لا يعلمها إلا الله، وأنا لا أتفق مع توجه هذه المرأة بطلبها الطلاق من زوجها لهذا السبب، بالدرجة نفسها التي لا أوافق الرجل الذي يتزوج الأولى والثانية والثالثة؛ بحثًا عن إنجاب الذكور».
المهندس المصري المقيم في الرياض حازم رضا له رؤية أخرى، وهي الأخذ بالأسباب، وينادي بعدم ظلم أي من الرجل أو المرأة الباحثين عن الذرية طالما أحل الله ذلك. ويضيف قائلاً: «للمرأة الحق في رأيي ببحثها عن ذرية ذكور، كما أنّ للرجل الحق في ذلك طالما أخذ بالأسباب، وهي الاستناد إلى أنّ ذلك بقدرة الله أولاً، وإثبات العلم أنّ لديه أو لديها القدرة على الإنجاب».