يدخل ابناؤنا الى المدارس .. ويكونوا في مواجهة مايتعلمونه فيها داخل الفصل أو خارجه .. من المعلمين أو من التلاميذ

الآخرين المحيطين بهم كمثل الآلة اللاقطة لأخذ أمواج الصوت .

والمعلم هو المؤثر الأكبر على التلميذ في باكورة تعلمه ...

وكما يحتاج التلميذ الى التزود بالعلم ...

كذلك يتحتم أن يكون المعلم على قدر من الثقافة .. وعلى أكبر قدر من الخلق والأدب والفضيلة ..

عليه أن يكون مؤمناً .. حر الضمير .. يراقب نفسه في جميع سلوكه لأنه سيكون المرآة التي تنعكس صفحتها على سلوك

تلاميذه .. وتوصل لهم الرسالة ..

عليه أن يضع في وعي ضميره ( أن الله كان عليكم رقيبا) ....

وهذا زمان صعب !!!...بكل المقاييس ... اختلطت به الأمور ... وتشعبت جوانب الحياة .. وظهرت فيه مستجدات


منها ماهو نافع .. ومنها ماهو ضار ... ومنها ماهو بدعة .. ومنها ماهو طفرة عن الطبيعة الإنسانية والخروج عن

المألوف ... والتعود على أمور كان الناس ينظرون إليها حتى قبل وقت قصير مضى نظرة منكرة!!!


يقول الشاعر : ولكن ليس منتفعاً بعلمٍ

فتىً لم يحرز الخلق النظيرا

إذا مالعلم لابس حسن خلقٍ

فرجِّ لأهلهِ خيراً كثيراً..........








أبناؤنا الى فضيلة العفاف أحوج منه الى تعلم الرياضيات ...

والى ملكة الصدق ..... منه الى العلوم ..

والى حب الخير ... منه الى التاريخ..

والى الإتصاف بالأمانة ... منه الى الهندسة

فإن الصدق ينفعه فيما لايعينه علم ...

وحب الخير يهديه فيما لاتنفعه ثقافة ...

والامانة تفيده فيما لايفيده متاع..

أبناؤنا بحاجة الى أن يتعلموا من مدارسهم ... أبعاد دينهم ..

فيصلوا الأرحام ...

ويحسنوا الى والديهم ..

ويغضوا طرفهم...ويحفظوا فروجهم..

ويتعلموا حسن المعاملة ...

ودماثة الخلق ... وطيب المعشر

والتراحم .. والتعاطف .. والإيثار ..

ابناؤنا أحوج الى ذلك كله من حاجتهم الى العلوم ..فمتى رسخت في نفوسهم وهم في طور التكوين الأخلاق الحميدة

وهم يتعلمون شتى العلوم .. فلا خشية عليهم حينها من تقلبات الحياة فهم .. قد استقرت بهم أخلاقهم الفاضلة على

ارض الإسلام الصلبة .

وماأن فاز أغزرنا علوماً

ولكن فاز أسلمنا ضميرا.