<div>
السلام عليكم ورحمةة الله وبركـاته


اسع ــــد الله أوقاتكم بكل الخير


لديك( 1 ) رسالة لم تقرأ


رسالة :
إنّ قِطارَ الحيَاةِ الذي يَحملُنا
مُمتلئ بالكَثيرِ من الرسائل الواردة
والتي لم تُفتح بَعْد ... لو أمْكَننا فقط أن نتأملهَا .
دُروس وعِبَر أكتُبهَا خالصةً من قلبي إلى " قلبي " قبلَ قُلوبكم ,
بل كَتَبتُها فأسألُ الله لها نماءً في قلبي وحياةً
بقربكَ كمَا تُحبّ ربي وتَرضَى .

" أن تَضع على قائمة أولوياتك حبّه ...
ثمّ حينَ الشّدائدِ لا تُولّه لا تَرْعَه , لهُوَ حقاً أمر مُحزِن!"
تأملتُ حَالَ الدّنيا فرأيتهَا دُنيا غَريبَة
وأعجبُ مَا وَجدتُ فيهَا , تلكَ المُضغَة التي لِصغرهَا قد لا نَكتَرِث لها ,
بينمَا أشارَ إليهَا حَبيبُنا المُصطَفى أن لوْ صَلُحت لصَلُحَ الجسد كلّه .


وأعْجَبُ ! ...


من قَلبِ إنْسَانِ يدّعي مَحبّة الله - وأوّلهم قلبي -


ثمّ عندَ الشّدائدِ يَنكشفُ الغِطَاء , ويَنْقشعُ السّيل عَن زبدِ الخِدَاعِ والرّيبْ


ربّما تَعَاظمَ الكذب على النّفسِ بمحبّتهِ حتى آلفته وصدّقته


قولاً مُجرداً من كلّ إحْسَاسٍ أو فِعل ,


أو رُبّما حَفظتُه حِفظاً دُونَ فهمٍ للمَعْنى .




يا قلب :


" أن تَقُول أعلمُ ثمّ لا تُقدِمُ خُطوَة,لأنتَ تَجهلُ حقّاً !


وأنْ تَقُولَ أدري ثمّ تَرْجِعُ خُطوة لأنتَ أحمقُ فعلاً "










كم ادّعيتَ محبّة الله ...





وكُلّ جَنباتك تَمتلئُ , وتَنبِضُ بِه ,





تَدقّ نَواقيسَ المَحبّة شَرفاً تُعلنهَا لأوردةٍ قُلتَ يوماً بأنّها لَه !





ثمّ عِندَ أوّل ابتلاءٍ انْشَقت أوديَةُ الحُزنِ تَبتَلعُ الأخضرَ واليَابِس , وما به





تُولي شَطركَ لليأسِ وكأنّك نسيت أطيبَ كلامِه الذي مِنه :





" ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الله , إنّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ روُحِ الله إلا القَوْم الكَافرُون "





( يُوسف : 87 )











كمْ تَدّعي مَحبّة الله ...





تُعلنُهَا أبداً في البيدَاءِ ... تَتَنفسهَا ضُلُوع !





ثمّ حينَ تُخيّرُ بينَ اثْنَيْنٍ مُتنَاقضين لا يَجتَمِعانِ في قلب مُؤمِن مَوجُوع





أصْعَبهما عليك أحبّهما إلى الله , تُغبرُ شعرَ رأسك تَختار ُالأيسَرَ - بل الأسوَء -





خَوفَ المَشقّة التي تَرَاها إنّما -تتوهما - ورُبّما تَقُول وقتها أنّي لا أسْتَطيع !





وأنت الذي قالَ يَوماً ... يا ربُّ مَهما تَكالبَت عليّ الدّنيا سأكونُ كمَا تُريد .










كم تدّعي مَحبةَ الله ...





تَملئُ أسمَاعك مِنْهَا , وتَشعرها تَتغلغلُ في شِريَانِ القَلب






ثمّ حينَ تَخلُو وَحيداً - ومَا خَلوتَ بل عَليكَ رَقيبُ - تُشبِعُ أوصالك مَعصيةً ,





والعَجبُ أنّكَ تَذكرُ أنّ الله حَسيبٌ من فوق , فتقُول ربّي غَفُور وتَمضي وكأنّ ذنباً





مَا كانَ في ذاكَ الدّرب !!












كمْ تَدّعي يَا قلبُ محبّة ربكَ ...





وتَكتبهَا في صَبَاحاتِ يَومِكَ حَتى إذا آلَ المَسَاء






تَكُون قد اغْتَبتَ , وشَتَمتَ , وأسأت , وكَذبت , وظَلَمت ,





وَعَصَيْت , وسَببتَ , وأكلْتَ من الحقُوقِ مَا أكلتَ ...





وبعدَ هذا تَقُولُ ربّي وأنتَ لم تَتُب بعد !










كم تَدعي محبّة الله ...





تَشكُرهُ على أفضَالهِ ونَعمائهِ ,






ثمّ حينَ يَطْرُق بابكَ سَائلاً / مُحتاجاً / طَالباً ...





تَنهرهُ وتذمّه , وتَدْفَعُه عن بابكَ , تَشكُو الله منه !





والله الذي أعْطَاكَ يَومَ طَرقت أبوابه فقيراً , سَائِلاً , ودَائِماً مَا تَفعل يَقول :





" وأمّا السّائلَ فَلا تَنْهَر "





( الضّحَى : 10 )












كم تَدّعي مَحبّةَ الله ...





تَسْألهُ صَلاحَ الذّرية وزِيادَتها ... ثمّ حينَ تُبتَلى بمَوتِ أحدِها






تَشقُّ الثِيَابَ صَارِخَاً , وَتَنُوحُ مُفرِطاً في الحُزنِ الحَلال , وَرُبّما غَفلت عَن





( يَا ربّي اخلفني في مُصيبَتي خيراً منْهَا ) والتي كُنتَ تَقولها يوماً





كَبلسمٍ لجُرحِ صَديقٍ فقدَ حَبيب !












كَم تَدّعي مَحبةَ الله ...





تَلْهُو في مَتَاعِ الحياةِ الدّنيَا , ثمّ حينَ تُصابُ في نَفسك






تَنهالُ رجاءً , ودُعاءً , تَملئُ أنفَاسكَ أدعيةً كضمادٍ لنُدوبِ جُروحِ الرّوح





وتُوصيهَا بل تَعِدُ باريهَا اسْتقَامةً من بَعدِ شفاءٍ يَلُوح , حتى إذا أنعمَ عَليكَ وشَافاك





عُدتَ ضحيّةً لهَوى طَالمَا أغراكَ !












وكَمْ تَدّعي مَحبةَ الله ...





تَنسَابُ رقْرَاقاً كأجملِ مَا يَكون بينَ رِفقتك , وزُملائِكَ , وأصحَابِكَ






كَريمٌ , عَطُوفٌ , حَنُونٌ... حَتى إذا جئتَ أهلكَ كشّرتَ عن أنيابِ الغَضبِ المَخزون ,





لا يُعجِبكَ العجب , وسيّدُ المُرسَلينَ يَقول :





"خَيرُكم خَيرُكم لأهله "












وَكم تَدّعي مَحبّتهُ ...





تَقُولُ أنْ لَو يَمنّ الله عليّ بكذَا ؛ لفعلتُ كذَا وَكَذا






حَتى إذَا أكرمكَ وأنعمَك , اسْتَخدَمتهَا فيمَا لا يُرضِي ربّكَ ,





وأعنتَ هَواكَ على رُوحٍ اسْتَوت منْ شدّة خَطَاياكَ !












وكَم , وكَم , وكَمْ مِنْ هَذَا يَا قلـــبي ...





تَرْدُمكَ حيّاً غَافِلاً حتى تَندمُ في يَومٍ لا يَنفعُ فيهِ النّدم !





والحبرُ مُسترسلٌ لو شَاءَ ربّي , لكنّ الأنْفَاسَ خَجِلَت !





ضَاقَت منْ صَدرٍ يَبتلعُ قولاً لا يَفْعَل ,





اكْتَفت , اكْتَفت من أنْ تظلّ تَكذبُ لا تسْاَل !






وأعجبُ أن تَقول : أن في كُلّ مثقَالِ ذرّةٍ في قلبي مِنْ خَيرٍ لهَا وَزنٌ يومَ المِيعاد





( يومَ تلقَاه ) فلا تَقلَق !






وأقولُ لكَ يا قلبي : [ وهَل تتَحملُ نارَ جهنّمَ التي أوقدَت حتى اسودّت ؟





ونارُ الدّنيَا التي إنْ لامستكَ صَرختَ تَأوهاً تَشكُو الألم ؟! أوَ تتحَمل ؟! ]






والآن افْعَل مَا شِئْت !





[ رِسَالَة وَرَدتكَ لمْ تَقرأهَا بَعْد ]






فانْظُريا قلبي في صُندوقِ وَاردك , قبلَ أن يَفيضَ زَحماً ويَردمك





( ولمَن شَاء ) أنْ يَخطّ رسائلَ لقلبهِ هنا فمِنْهَا نعتَبِر , وفيها رُوحٌ تَفتَخِر












مما رآق لـ:اتحادية شمر..