[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجباً من أولئكـ الذين عند إجتماعهم كالذئاب تنهش في الأجساد ( قال وقالت )
ساخرين ، مستهزئين
كأن غيرهم يوجد فيه عيوب وهم يتصفون بالكمال ..
فبمجرد سماعهم عن أُناس قالوا فيهم بضع كلمات أقاموا الدنيا وأقعدوها ..
نسوا أو تناسوا أن من يدين يدان
عجباً .. مما تسخرون ؟
أمن خُلق أو خلق ؟!
فإن كان ما يقصدون الخُلق .. ففي أخلاقهم فلينظرون
وعند ذلكـ يحكمون ..
فإن أدعوا بسخرهم أنهم مصلحون ..
فليست الأخلاق عن عيب في أخيكـ تبحث ..
وأنما العلاج تطهير القلوب من حقد وحسد ونميمة ..
لقد حذر المختار عليه الصلاة والسلام من النميمة قائلاً : ( لا يدخل الجنة نمام )
وقيل لسانكـ حصانكـ إن صنته صانكـ وإن هنته هانكـ ..
عضو صغير فعله خطير .
وإن كان ما يقصدون بالخلق فخلق الرحمن لا يُعاب ..
فليس الجمال جمال المظهر ..
إنما الجمال جمال الروح والطبائع ، وإن أجتمعن فلا ضير ..
وإن لم يكن فاالكمال للخالق عز وجل ..
فلننظر في أي طريق نسير ..؟!
طريق من سلطوا ألسنتهم على أعراض الناس ؟
أم من ترفعوا بشيمهم وأخلاقهم وأنشغلوا بذكر الله لأنه الدواء لأمراض القلوب.
( كتبته / جواهر عبد الله )
================
الأسباب الدافعة إلى الغيبة :
1 ـ الغيبة تشفي الغيظ ، حيث يجري من إنسان في حق آخر سبب يوجب غيظه
فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه .
2 ـ موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء
فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض ، رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم ، أو قطع كلامهم
استثقلوه ونفروا عنه ، فيساعدهم ويجاريهم ويرى ذلكـ من حسن الصحبة .
3 ـ إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره
فيقول فلان جاهل ، وفهمه ركيكـ ، ونحو ذلكـ
غرضه أن يثبت في ضمن ذلكـ فضل نفسه ، ويريهم أنه أعلم منه .
وكذلكـ الحسد في ثناء على شخص ، وحبهم له ، وإكرامهم إياه ، فيقدح فيه ليقصد زوال ذلكـ
4 ـ اللعب والهزل ، فيذكر غيره بما يضحكـ الناس به على سبيل المُحاكاة .
كيف يمكن لكـ أخي المسلم علاج هذه الأسباب الأربعة ؟
ــ أما أن الغيبة تشفي النفس ، وتذهب بغيظها
فإن تذكركـ أنكـ بغيبتكـ ممن اغتظت منه أنكـ تعطيه حسناتكـ ، أو تأخذ من سيئاته
تذكركـ هذا يجعلكـ تتوقف عن غيبته ، لأنه من غير الشافي للصدور ، والمذهب للغيظ
إعطائي من أغاظني مما أملكه ، أو تحملي ديوناً من ديونه !
ــ أما موافقة الأقران ، ومجاملة الرفقاء ، فيساعدني عليهما :
تصوري لهم بأنهم الوسطاء الذين جاءوا ليأخذوا من حسناتي ليعطوها من اغتبته ..
أفأعطيهم ؟
لا .. لن أمكنهم من ذلكـ .. ولن أتحدث بشيء ، حتى لو اضطرني هذا إلى الإنسحاب من المجلس كله .
ــ أما رفع الشخص نفسه بتنقيص غيره فيمكن الانتصار عليه بتذكر أصل الإنسان ومآله
وأن من يسمعني لن يقنع بهذه المحاولة ، وسيدركـ أنني أفعل ذلكـ تعويضاً عن نقص فيني أنا .
ــ ويبقى اللعب والهزل وإضحاكـ الآخرين
وفي حديثه صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الترمذي تحذير من هذا الإضحاكـ
يقول عليه الصلاة والسلام : ( ويل للذي يحدث بالحديث ليضحكـ منه القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له )
وقال ابن المباركـ رحمه الله تعالى : ( إذا حاكى إنسان إنساناً بأن يمشي متعارجاً أو متطاطئاً
أو غير ذلكـ من الهيئات ، يريد تنقيصه بذلكـ فهو حرام )
وعن أبي هريرة ري الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضحكـ منها جلساءه ، يهوي بها أبعد من الثريا ) . متفق عليه .
[/align]