الصفحة الرسمية للشيخ د. غازي الشمري





مشكلة وحل: علاقة مع فتاة


السؤال:
أنا شاب محافظ وعندي الثقافة العامة ولله الحمد، ومع الأيام تعرفت عليَّ شـابة متوسطة الجمال في أحد المنتديات الكتابية، وكان تعارفنا في بداية الأمر على أنه من باب الاستفادة مني، ولكن مع الأيام تعاهدنا على الزواج، وصارحتها بما يخالجني من شعور يؤرقني، وهو أن حياتنا ستصبح بعد الارتباط ومدة التشبع بين الطرفين على محك الظن والشك، حاولت قطع ما بيننا من علاقة لكـني لم أستطع، خصوصًا أنهـا تحبني إلى حد الجنون، وعلمتُ أني لو فعلتَ ذلك لجرحتها جرحا غائرا.. أفيدوني مأجورين.

الجواب:
لا أظن أني بحاجة إلى تذكيرك بوجوب التوبة من ذلك وأهميتها وفضلها وخطورة تركها؛ فمنكم نستفيد، ولكني سأقول:
ما كانت بدايته خطأ فلابد أن ينتهي بتضحية، وأنت وإياها قد وقعتم فريسة للشيطان (ثالثكما)، والحمد لله أنكما استيقظتما من تلك الغفلة، ولعله التذكر الذي أشار القرآن له في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ) [الأعراف:201]، والحمد لله أنها وافقتك الرأي في خلجات النفس من ناحية الزواج، ولم تعطِك فرصة للاسترسال.
القضية الخطيرة ليست عندك وإنما عندها، فالذي يبدو أن العلاقة بينكما أكثر من كلام فهي متوسطة الجمال ـ ما ذكرت ـ فقد تجاوزت الكلام والصوت على الصورة، ولا أدري على أي أساس وافقت أن ترسل لك صورتها! ولا أدري كيف وثقت أنها صورتها وليست لغيرها؟!
وحل مشكلتك بسيط وسهل ـ بإذن الله ـ وهو مقاطعة تلك الفتاة وبأسرع وقت، ولا تسمح للشيطان أن يوقعك في حبائله كما أوقعك في المرة الأولى، كما لا تعطِ لنفسك فرصة لتحرك عواطفك نحوها وكأنك تريد الاستمرار لأجلها والحق أنه قد يكون لأجلك.
أخي العزيز.. فكّر بعقلك أنت بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن تقطع العلاقة، أو أن تستمر العلاقة، فلو أخذت بالخيار الثاني فيتبعه نتائج وسيأتي لك: ثم ماذا؟ هل ستتزوجها؟ الجواب أنت ذكرته في كلامك وهي وافقتك، لا يمكن أن تتزوجا. إذن لماذا تستمر العلاقة؟ للفائدة وتبادل المصالح. يستطيع كل واحد منكما أن يستفيد ويحقق مصالحه بعيدًا عن الآخر.
ثم هل تضمن نفسك من الوقوع فيما هو أعظم من الكلام والصور؟ فإن قلت نعم أقول لقد خالفت الكتاب والسنة والفطرة والعقل، وإن قلت لا أضمن فأقول هل ترضى أن تقع ضحية للشيطان؟ ثم ما ذنبها هي إن وقعتما في المحرم؟ وكيف سيكون حالها بين أهلها وفي مجتمعها: هل ترضى لها ذلك وأنت تحبها (كما تقول)؟ وأي حب هذا الذي يسعى في إيذاء صاحبه وجره إلى مستنقع الرذائل؟!
ولا تستمع لما يدور في خلدك من الخوف عليها، واعلم أن الذي خلقها هو القادر على معالجتها، وما هي إلا فترة محدودة ثم لا تلبث أن تنشغل بحياتها وشؤونها، وإنما الصعوبة دائمًا في أول الأمر. أرسل رسالة بنهاية العلاقة ولا تنتظر ولا تحاول معرفة ردة الفعل، ثم احذف اسمها وعنوانها من الإنترنت لديك، ثم التفت لحياتك وأهدافك.