بدر العليان: أحببت عدوي فهو الذي جعلني أختار الأطعمة الصحية وحرَّم عليّ الذهاب إلى المطاعم

حين قررت إطلاع القارئ على آلامي هزائمي وانتصاراتي وانكساراتي أدخلته إلى عالمي بدون تجميل

خالتي الأديبة أمل الغانم أبدت انبهارها في ظل حزن واضح على صوتها

خجلت من الآخرين بسبب اعترافاتي عن جرأة وقسوة أحداث حياتي

دخيل الخليفة وفتحية الحداد كانا أول المساندين لدفعي لإصدار كتابي


كتبت ليلى أحمد:
«زخم عال في اصدار الكتب في الكويت لوجود الوفرة المالية إلا ان جودة الإصدارت والكتب نادرة لجهة قيمتها الإنسانية والفنية» هذا هو انطباعي الذي بنيته عبر سنوات طويلة من المتابعة عن...الكتب التي تصدر في البلاد لكتاب كويتيين من الجنسين في الكويت.
عشرات بل مئات الكتب التي تتدفق، بشكل اسبوعي على صفحاتنا الثقافية أغلبها تنتهي قيمتها عند أول صفحة، يسهم الاعلام في الترويج لها، ويصدقها الكتاب الشباب ويعتبرون أنفسهم...مبدعين، و«يشكلون» وجدان الناس وحركة التاريخ!!
تجربة بدر العليان في كتابه الذي عنوانه باسم «كان بالأمس» هو سيرة ذاتية لشاب عاش حياته شبه عاجز على العيش كبقية أقرانه بسبب السمنة المفرطة التي «خلقت» كومة من الكتل الشحمية بجسده، بسبب التغذية غير السليمة واعتماده على الـ «فاست فوود» بشكل يومي وعبر سنوات طويلة.
ليس ذلك فحسب..فـ «كان بالأمس» سيرة تملك درجة عالية من الشفافية والصدق الإنساني الحار والصادم، ونلمس بها أنين إنسان وعذاباته وهزائمه النفسية، الا ان فرادة ارادته الحديدية تستوطن روح بدر العليان، فهو يحزن الا انه لا يسقط، يتلقى ضربات موجعة ولا ينكسر وان مرت عليه فترات كآبة مؤلمة لم تسقطه ايضا في سواد وعتمة النفس، يصبر حتى ينجح في القبض على حلمه في اكتساب الرشاقة بعد عملية تحويل مسار المعدة...
يصحو بدر العليان...ذات نهار ويجد جسده متورطا في أعراض مرض التصلب العصبي...أهوال نفسية وجسدية فظيعة رسمها العليان في أول تجاربه الكتابية.
..وهو الذي لم يحلم يوما بدخول عالم التأليف..الا انه فوجئ ان سيرته اصبحت ثاني كتاب من حيث التوزيع على موقع النيل والفرات الإلكتروني...تجربة إنسانية مذهلة جعلتني انهي الكتاب الواقع في ثلاثة أيام..وأحرص على لقائه لثقافة «الوطن»...وهنا التفاصيل:
في لحظات وعيناي تتلهف في قراءة سطورك وفي اول رصد لهبوط وزنك بعد عملية تحويل المسار...دمعت عيناي فرحا لك...الى من توجه سيرتك الذاتية وأي نوع من القراء تريده؟
- «كان بالأمس» هو لأي إنسان يعاني من مشكلة ما، في حياته، تجربتي أقدمها لكل إنسان ضاقت به السبل، مهما اعاقتنا دروب الحياة، يبقى هناك دائما أمل في الحصول على وقت جميل وسعيد، كما أهدي سيرتي لأقارب مرضى التصلب العصبي وهم كثر في الكويت، لكي يفهموا اكثر عن قرب..ماهو هذا المرض؟..ولماذا أحياناً يكون المريض بالتصلب العصبي في أحسن حال، وفي أحيان اخرى تظهر عليه علامات المرض والتعب وعدم القدرة على التحكم في بعض أجزاء جسمه.

انتشار

كيف..فكرت في إصدار سيرتك الذاتية في كتاب...ولماذا، ومتى؟
- عندما أصبحت رشيقاً، وضعت صوري في منتدى خاص بالبدانة قبل اجراء عملية تحويل مسار المعدة، وكنت سمينا جدا، وبعد الوصول الى وزن شبه طبيعي نشرت صورتي الرشيقة في المنتدى أيضا، كأي عضو من اعضاء المنتدى، فكلنا نضع صورنا بعد فترات لنرى مدى التغير الذي حدث لأجسامنا بعد العملية، لكن ما أدهشني هو انتشار صوري بالرسائل الإلكترونية وتداولها الكثير من الناس، وحتى البلوقات نشرتها..وحتى هذه اللحظة لا اعرف كيف ولماذا...ربما بسبب خسارتي الكبيرة جدا لوزني، وقد بدأت الاسئلة...كيف خسرت كل هذا الوزن وماهو شعوري الى حد ان أحد المتابعين سألني «لماذا لا أوثق تجربتي في كتاب»...للوهلة الاولى ضحكت من الفكرة وقلت هل انا اكتب كتاباً؟ لماذا..ليس هناك مايستحق، لكن بعد اصابتي بمرض التصلب العصبي، ولجهلي عن هذا المرض فحين أبلغني الطبيب عن اصابتي بالتصلب العصبي او ms قلت له «طيب اصرف لي الدواء لاشفى» لم اكن اعرف ماهو..؟ وكيف يصيب الإنسان به؟ ولم اكن اعرف انه مزمن، وانه هناك حقن يومية علي أخذها، كل هذا جعلني افكر في كتابة ما مررت به، فربما في المستقبل يصبح هذا المرض في طي النسيان، ويكتشف له علاج، او ربما تكثر الحالات الخاصة بهذا المرض لذلك احببت توثيق التجربة.
من قرأ المخطوط الأول، قبل دفعه للمطبعة؟
- الأستاذ دخيل الخليفة والأستاذة فتحية الحداد وهما ساعداني كثيرا في خروج الكتاب الى النور وفتحية الحداد كانت تتابعني وتسألني باستمرار في كل مراحل الكتاب قبل الطباعة والتدقيق وبعد الطباعة.
ومن كان موجهك أثناء الكتابة؟
- الدخيل والحداد كلاهما، هناك من شجعني وثبت الفكرة في رأسي وكانت الانطلاقة الاولى بعد كلام الاخت الاء السعيدي رئيسة مركز دوافع وايضا الاخت أروى الوقيان كانت تنصحني بأكثر من دار نشر، وتثني على اصراري بخروج الكتاب بشكل معين الى النور، وافراح الهندال فتحت لي مكتبها ومنحتني وقتها لتساعدني وتمنع عني كل ما يعيق كتابتي.

ضوء

من أضاء لك طريق النشر في بيروت...ولماذا هناك وليس في الكويت؟
- عانيت كثيرا في الكويت، فقد حاولت الاتصال بأكثر من دار نشر لكن هناك من يقول لي مدير الدار مسافر حاليا، انتظر و...تطول المدة، ومن يقول لي ارسل لنا نبذة عن الكتاب برسالة إلكترونية وعندما ارسل كل مايخص الكتاب وانتطر رداً، فحتى اليوم لم يصلني الرد وكتابي صدر...في دور النشر في بيروت هناك حرفية في التعامل عالية جدا وكذلك في النشاط والالتزام بالاضافة الى نوع الطباعة الممتاز وسمعة شركة الدار العربية للعلوم ممتازة، والاستاذ بشار شبارو مهد لي الطريق وسهل لي الموضوع فانا لم اكتب من قبل اي كتاب وليست لي تجارب سابقة.
اعتمدت على اللغة البيضاء السهلة والمفهومة والبسيطة في سردك لسيرتك كيف توصلت لذلك..وهل لك تجارب كتابية؟
- ربما لأنه ليست لي أية تجارب سابقة، اعتمدت على اللغة السهلة البسيطة العفوية وبنفس الوقت الواضحة للجميع، عندما بدأت بالكتابة الى حين انتهيت، لم اتصور اني بصدد طباعة الكتاب بشكل جدي، فكنت اكتب، وكأنني أعيش مع نفسي الاحداث وأسترجعها وأعيشها لحظة بلحظة حتى يوم اكتشافي اصابتي بمرض التصلب العصبي تعبت نفسيا وحزنت على حالي، واسترجعت جميع ذكريات ذلك اليوم وكأنه فعلا اليوم الاول بإصابتي بالمرض والحقيقة انه كان قد مر عليه اكثر من عام ونصف العام.
من النادر ان نجد كتاباً للسيرة الذاتية بين العرب بهذه النوعية من الصدق الإنساني الشفيف...فهل لك قراءات لكتاب أجانب أو ربما عرب على هذا الصعيد..ومن هم...وماهي الكتب التي قرأتها؟
- لمحت بداية اني كنت أكتب لنفسي، وإني حقا فوجئت بعد صدور الكتاب وانتشاره وقراءة الكثيرين له، كانوا يعلقون على بعض الاحداث، كنت أشعر بالخجل قليلا وكانني استغرب كيف اطلعتهم على هذه الاحداث المخجلة، لكني سرعان ما أعود لهدفي من الكتاب، فهي تجربة حقيقية صرفة بما مررت به خلال حياتي، والحقيقة اني لم اقرأ كتباً كثيرة في حياتي، أحببت كتاب نادية صقرعن الغزو وهو «يوميات مذيعة مرابطة» وايضا كتاب ليلى العثمان يوميات «الصبر والمر» اما عن الكتب التي قرأتها فالكاتب سعود السنعوسي صديقي وحين نسافر معها كنت دائما أراه يمسك بكتاب وبعد ان ينتهي منه يخبرني بانطباعه عنه واذا كان ايجابيا اخذ الكتاب واقرأه، وبعدها صرت من معجبي الكاتب انيس منصور فقرأت له الكثير.

تأثر

نتيجة للصدق الحار والصادم والذي وصلني كقارئة..تساءلت عن تقنية الالتزام بالكتابة...هل كنت تكتب يومياتك للتنفيس عن حالاتك الموجعة أم انها ذكريات جاءت في وقت حددته لانجاز الكتاب؟
- الحقيقة ليس يوميا، لأني كنت مشغولا بحالتي وغارق بها، وعالم الكتابة ليس عالما مألوفا بالنسبة لي، ولأني لا أعمل بسبب ظروفي الصحية، فكنت منذ سنة كنت اخذ جهاز اللاب توب الخاص بي، واذهب الى احد المقاهي، وافتح برنامج الكتابة مسترجعا ذكرياتي واكتب، في البداية كنت اريد فقط التنفيس من خلال الكتابة، الا اني مع توافد ذكرياتي، شعرت بأهمية وعمق ما اكتب، فكنت أتأثر بأي مرحلة أسترجعها من سيرتي، وهنا بدأت في رأسي فكرة ضم كتاباتي في دفتي كتاب، والحقيقة اني كثيرا ما استصعبت الأمر في مراحل متعددة، لاحساسي بالاحباط وتصوري ان ما أكتبه سينتهي في اللاب توب، ولا أحد سوانا سيعلم ما أكتب، لكن بعد طلبي واستشارتي من الاستاذة فتحية الحداد والاستاذ دخيل الخليفة أحبوا الفكرة وشجعوني على فكرة طباعته في كتاب، ولاحظت اهتماما حقيقيا به، جعلني أستعيد ثقتي بالفكرة، وبعد صدور الكتاب كنت متوترا جدا، وخائفا من ردود الافعال، لكن تشجيعا واتصالا من خالتي الأديبة القديرة أمل الغانم جعلني سعيدا، فقد ابدت انبهارها بعد قراءتها لسيرتي، وصدمتني مشاعرها المختلطة بالفرحة بخروج الكتاب بهذا الشكل، والحزن الواضح بصوتها بعد كل ما قرأته في سيرتي، ولا أنسى ما قالته لي: «بدر الكتاب هو تشريح لحالة إنسانية لم تجعلني قادرة على ترك الكتاب الا بعد انتهائي منه «هنا عرفت ان الكتاب لن يكون كتابا عاديا.

جدتي

على الرغم من ان الاهداء في بداية الكتاب كان لجدتك الراحلة غنيمة الغانم، الا اننا لم نجد لها أثرا...هل تسلط الضوء خارج الكتاب على أثرها في حياتك؟
- جدتي غنيمة رحمها الله من اكثر الناس التي دعت لي في حياتي، فلا انسى ماحييت دعواتها الطيبة في كل وقت لي، واتصالاتها المستمرة وسؤالها عني، ولم تبخل علي حتى ماديا، اتذكر عندما كنت صغيرا خصوصا ايام العطل كنت اذهب اليها انا واولاد خالتي ونراها تجلس بالارض والبساط امامها وفوقه كل مالذ وطاب من الطعام في فترة الافطار كنا نجلس على شكل دائرة ونتناول طعامنا معها، أتذكر انها تحثني على تناول طعامها وتقول لي: «بدر اكل مثلي، فأكلي صحي، خبز اسمر وجبن خالي الدسم وشاي بالنعناع لان الطبيب نصحني وانت سمين، فلا تأكل مثل عيال خالتك» نعم...جدتي لم تكن موجودة بالكتاب خاصة عندما عملت عملية تحويل المسار واصبت بعدها بالتصلب العصبي كانت آنذاك قد كبرت وصاحب ذلك عدة امراض لدرجة انها الى ان انتقلت الى رحمة الله، لم تعرف باصابتي بمرض التصلب العصبي، وقبل وفاتها بعدة أيام رأتني كانت فرحة لرشاقتي وتبتسم وتقول«بدر ضعف».

مشاهد

في بداية الصفحات وجدت نبوءة بحدس روائي به لقطات سينمائية غير مكتملة..فحين كان المدرس يشرح مادتة وانت غارق في تخيل أشكال الطعام يوجد قفز على المشهد البصري والمعلوماتي لفقدانه التفاصيل، بمعنى بأي مرحلة دراسية كنت وشكل الفصل وعدد طلابه وموقعك على كرسي التلمذة وكم كان عمرك وهل كان المعلم صارما أم «يطوف» ماذا يرتدي، وأية مادة يدرسكم رياضيات - مثلا - لا تحبها وهو ما يؤدي الى شرودك وهروبك الى عالم متخيل لأنواع الاطعمة..؟
- في الكتاب حاولت ان أطلع القارئ على ذكرياتي التي آذتني واظهرتني بهذه النفسية وبهذا الاكتئاب، حاولت توصيل ما دمر نفسية بدر، وماهي المشاهد التي اوحت له بالنور، وان هناك طريق الامل والنجاح، لم أجمل نفسي ولم أصطنع مشاهد، ولم اغص بالتفاصيل اكثر لكي لا يمل القارئ.
على الرغم من التفاصيل الكثيرة التي حقا لم اشعر بالملل تجاهها..الا اني افتقدت رائحة الاشياء من الاطعمة الى الطبيعة..الوانها ومواسمها...لون الدولاب في غرفتك..رجفة الاصوات المرتبكة حولك، اي ان الحواس الخمس لم تكن تتوفركثيرا في السيرة..هل هذا ناتج عن يفاعة تجربتك..أم تعمدت اغفال ذلك؟
- الحقيقة لم اتعمد ذلك اعتقد بسبب خبرتي البسيطة جدا في الكتابة ومحاولتي لوصف مشاعري الداخلية اكثر جعلني اهمل اشياء اخرى ربما كانت اجمل لو مررت بها واعطيتها حقها.

ممنوعات

في سيرتك...صدقك في البوح له حرارة استثنائية في مجتمع محافظ يهتم بالشكليات..ولم تخجل من القول في الكثير من صفحات الكتاب بالاعتراف بانك «لا أملك المال» او «لا اجيد اللغة الانجليزية» مع كثرة سفراتك الى لندن..وذكرت «أكاذيبك» حين تلتهم طعامك بعيدا عن رقابة الوالدين وممنوعات البرامج الصحية..ونهاية «بربطك الحزام الخاص بالحوامل» على مقعد الطائرة...ما هي مرجعية صدقك الم تخشي ان تصغر صورتك امام الناس ام آمنت ان صدقك سيحميك في عالم الاكاذيب والتجميل الاجتماعي في مجتمعات الخليج والعرب?
برأيي هذه سيرتي الإنسانية بكل صدق كما حصلت معي...فما فائدة توصيل رسالة كاذبة مغلفة ومصطنعة فكيف افوز بالثقة فيما كتبت، وحين قررت اطلاع القارئ على آلامي وهزائمي وانتصاراتي وانكساراتي قررت ان يكون داخل عالمي بدون تجميل.
على الرغم من تشابه رؤى أشواقك للطعام...الا انها غير مكررة، هل حرصت على عدم تكرار الصور والجمل التي في مخيلتك عن الطعام ومشاويرك للبحث عن ملابس مناسبة ام جاءت عفو الخاطر؟
- لم أقصد ذلك على الاطلاق، حاولت قدر المستطاع ان يخرج الكتاب بدون تمطيط، والدليل انه يوجد فصل قصير جدا صفحاته قليلة، قبل أيام سألني شخص قرأ كتابي فقال لي «لماذا الكتاب 198 صفحة كنت زودته صفحتين ليصل 200 «فضحكت، فالامر بالنسبة لي ليس بعدد الصفحات انما بما تقوله تلك الصفحات.
في سياق سيرتك لاحظت قوة نفسية جبارة في استلهام قيم الايجابية على الرغم من أذى ما حصل لك، من سمنة بدءا ونهاية بمرض التصلب العصبي...من أين وكيف و...متى استمددت هذه الايجابية والقدرة على التجاوز في ظل رؤيتك لدموع وحسرات من حولك؟
- دموعهم سبب حبي للحياة وخوفهم علي، حتى الذي لم يبك رأيت في عينيه خوفه وقلقه على حالتي، الحب هو أكبر طاقة ايجابية كانت تحيطني في مسيرة حياتي، لدرجة انني كنت انا من أواسيهم عندما يزورونني وارى الدموع في عيونهم، ومن ناحية اخرى هناك من يرقد في الغيبوبة سنوات طويلة، فكم يبدو مرضي صغيرا امام مايحصل لهم.

صادقت عدوي

رأيت من إيجابياتك..انك وجدت في «الدامينغ» الضيف الثقيل الذي يدفعك للـ «مغثة» وقذف ما في معدتك...أصبح صديقا لك فيما بعد، كم استمرت محاولة التكيف، وهل مارست دروس البرمجة العقلية والعصبية لتصل الى اعتباره صديقا وتكيفت معه؟
- في البداية كان التكيف اجباريا، لكن مع الوقت أحببته فهو الذي جعلني اختار الاطعمة الصحية، وحرم على الذهاب الى المطاعم المكدسة بالدهون والسعرات الحرارية العالية هو المهذب الذي يوبخني كلما زدت كمية الاكل وهو سبب محافظتي على وزني فكيف لا أعده اقرب صديق؟.
ما الذي لا نعرفه في حياتك الشخصية تكيفت معه غير السمنة ومرض التصلب العصبي؟
- ربما الاكتئاب في بعض الاوقات خاصة عند تذكر بعض ممن رحلوا عن دنيانا.

لم أكن أعرف

صحيح...ما لم أعرفه بعد تخفيض وزنك واصابتك بمرض التصلب العصبي...كيف كنت تتجاوز مراحل اكتئابك..هل بالرياضة ام الفضفضة للاصدقاء ام بالكتابة ام هناك وسائل اخرى؟
- العاصمة البريطانية لندن والتنزه في سحر طبيعتها ومناطقها بالقطار واحتساء القهوة صباحا، كان كافيا بأن ينتهي اي اكتئاب امر به، وأيضا فترات الراحة من المرض بين الانتكاسة والانتكاسة هنا اكون شبه طبيعي، فعندما يحل الضيف او الانتكاسة احاول ان اهدئ نفسي واقول ماهي الا ايام وينتهي الموضوع، التفاؤل بالايام القادمة هو سبب هزيمة الاكتئاب الدائمة.
تقول في كتابك «حين استيقظت ذات صباح فوجئت بخدر وتنميل»..في اشارة الى بداية مرض التصلب العصبي..وصفت الحالة الجسدية بدقة...وبعدها بصفحات قلت «انا راجع الى المنزل والحذاء الذي أحتذيه سقط من تلقاء نفسه»..وقدمت شحنة درامية عالية بدون وصف دقيق لمشاعرك..حدثنا عن مشاعرك؟
- ربما بالمشهدين الذي ذكرتيهما كنت وقتها لا اعرف اني مصاب بالمرض، وكنت احسب انه عارض طارئ ومؤقت، لذلك لم أهتم فباعتقادي ان الأمرسينتهي خلال ايام، وقتها لم اكن حتى انه مرض مزمن، لذلك مشاعري وقتها كانت مضطربة مابين رفض مايحدث لي ومابين اطمئناني بأن هذا سيزول خلال ايام.
كان لوالديك وعائلتك الكبيرة مواقف رائعة في مساندتك على الرغم من رفضك الانصياع لأوامرهم وممنوعاتهم أحيانا..وحين اتفقت لوحدك مع طبيب تحويل المسار فعلى الرغم من خوفهم عليك احترموا قرارك...السؤال..ماذا كان شعور والديك والعائلة والاصدقاء بعد قراءة سيرتك؟
- في الحقيقة هناك من صدم بما كنت افكر ايامها وهناك من قال «ليتني لم اعارض عملية تحويل المسار» ومن قال «اين انا من كل هذا...لماذا لم أقدم لك العون واكتفيت بمعارضتي لاجرائك العملية كيف كنت تتألم كل هذا الالم، وكنت اكتفي بالقول اعمل حمية و..ريجيم»
ما هو أصداء الكتاب خارج محيطك القريب؟
- تفاجأت بردود الأفعال، الكثيرون لا أعرفهم يراسلوني ويخبروني بأن دمعتهم لم تفارقهم بعد انتهائهم من الكتاب، وهناك من يبادر بالسؤال عني بعد ان قرأ سيرتي في كتابي وهناك من يسألني عن التفاصيل، كرغبتهم في معرفة موعد عملية شد الجلد المترهل القادمة، أحسست بأني صرت جزءاً منهم، والقراء عائلتي الثانية يسألون عن كل صغيرة وكبيرة وانا احتويهم وأرد على كل ما يسألون، اعرف انهم متعاطفون معي بعد ان دخلوا عالمي.