مع أرتفاع حالات الأنتحار - بكل أسف - لم نرى عملا حقيقيا في مجتمعنا قائم
على تكليف متخصصين بالقيام بدراسات علمية واقعية تدرس هذه الظاهرة
ومسبباتها وتطرح الحلول والتوصيات لمعالجتها وما نلاحظه مجرد تبريرات
ودس الرأس في التراب حتى لا يشاهد الواقع وفي نفس الوقت لا يتم معالجة
الظاهرة والبيانات والتصريحات جاهزة بحيث يصيبون المنتحر بمرض نفسي
أو جنون بعد وفاته مع أنه غير ذلك.
وهذا ينطبق على المختلسين والمرتشين ومن ينهب المال العام حيث يتم أخراجهم
من ورطتهم بأن يزعمون أنهم مصابين بالجنون أو المرض النفسي أو السحر أو
غيره ولنا في قاضي المدينة المختلس وأخراجه من ورطته وفعلته وسوف أذكركم
بمن صدرت عليهم أحكام مؤخراً في قضية سيول جده أن لم يكتشفون بعد أيام
أنهم مصابين بمثل هذه الأمراض حتى يتم تبرئتهم مع أننا ننتظر الحكم على الرؤوس
الكبيرة في قضية سيول جده أم أنهم سيكتفون بكبش بفداء وتدفن القضية الموجهة
ضد الكبار؟ ولعلهم يعلنون أنهم مصابين بالجنون أو المرض النفسي ويقفل الملف
دون الحاجة للتحقيق؟ أليس هذه هو الفساد الحقيقي؟ وما قيمة هيئة الفساد عفوا
قصدي مكافحة الفساد أذا كان دورها على الضعيف والبسيط؟ قال الرسول صلى
الله عليه وسلم: (إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم
الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) ..رواه البخاري