تعددت الأسباب.. والشخير واحد!!
د.محمد عبدالرحمن السليمان
يؤدي مرض الشخير إلى زيادة نسبة ثاني أ**يد الكربون في الدم، ويسبب اضطرابات في ضربات القلب، وفي بعض الحالات يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية.
حلقنا أشبه بتقاطع طرق موجود في مهب الريح، فالبلعوم الذي يعتبر جزءًا أساسيًا من المسالك الهوائية العليا هو القسم الأكثر بروزًا من الحلق، أي المجرى الذي يسمح للهواء بالدخول إلى الرئتين ويستطيع الطبيب رؤية البلعوم بكل سهولة، كما يمكننا أن نراه عندما نفتح فمنا وننظر إلى المرآة.
أما فيما يتعلق ببلعوم الحنجرة الذي يعرف أيضًا بالحنجرة الورائية، فالاختصاصي بالأنف والأذن والحنجرة وحده يستطيع رؤيته، ويعتمد ضبط الوظائف المختلفة للحلق - وهي التحدث والتنفس والبلع- على مجموعة من مناطق الالتقاء التي تحميها أبواب أوتوماتيكية، أولها حجاب الحنك الذي يرتفع أو ينخفض لإخراج الهواء من الأنف أو الفم، إلا أن هذه العملية الطبيعية أي (إخراج الهواء) يمكن أن تتحول إلى كابوس مع التقدم في العمر، أو إذا أصيبت أدواتها بالارتخاء، وبذلك يصبح خروج الهواء ودخوله أمرًا شديد الإزعاج وخصوصًا في أثناء النوم، وهو ما يطلق عليه العامة الشخير. ولقد أظهرت الإحصائيات أن المصابين بهذا المرض لا تقل نسبتهم عن 12% من تعداد أي مجتمع.
أسباب الشخير
المعروف أن الشخير يحدث بسبب ترهل عضلات البلعوم وسقف الحلق وضعفهما والتصاق خلف اللسان بهما، وهو ما يؤدي إلى ضيق في المجرى التنفسي العلوي، ولدى مرور هواء الشهيق والزفير من خلال هذا الممر الضيق تهتز عضلات سقف الحلق والبلعوم بشدة فيحدث هذا الصوت العالي في أثناء النوم.
ومن العوامل المساعدة لحدوث المرض زيادة الوزن، فلا ينقبض أو يرتخي الحجاب الحاجز بالصدر بطريقة طبيعية في أثناء التنفس عند النوم، فيدخل هواء التنفس بصعوبة في القصبة الهوائية، كما تؤدي الرقبة القصيرة إلى سهولة التصاق عضلات البلعوم وسقف الحلق مع خلف اللسان في أثناء النوم، ويسبب انسداد الأنف بسبب انحراف الحاجز الأنفي أو تضخم غضاريف الأنف أو الزوائد اللحمية بالجيوب الأنفية إلى الإصابة بالمرض. وفي الأطفال قد يحدث المرض بسبب تضخم اللحمية خلف الأنف مع تضخم اللوزتين، وبسبب ضيق المجرى التنفسي تقل نسبة الأ**جين في الجسم وتزيد نسبة ثاني أ**يد الكربون بالدم، وهو ما يؤدي إلى توقف التنفس بشكل مؤقت، وهذا قد يؤثر على وظيفة العصب الحائر المغذي لعضلة القلب فيسبب اضطرابات في ضربات القلب، وفي الحالات الشديدة يحدث هبوط حاد في الدورة الدموية.
أنواع الشخير
يختلف الشخير في نوعه وقوته من شخص إلى آخر، إلا أن القاسم المشترك للذين يعانون هذا المرض لا يتعلق بهم، بل ينسحب على الذين يشاركونهم النوم في غرفة واحدة، فبينما ينام المصاب بهذا المرض قرير العين لا يغمض للآخرين جفن، ولا يعرفون طعم النوم، خصوصًا إذا كان الشخير من النوع الثقيل، ويتراوح الصوت الذي يصدره المصاب بهذا المرض بين الأزيز والصفير والمدوي الذي يصل إلى أسماع الجيران.. وهناك ظاهرة أمكن ملاحظتها لدى العديد من (المشخرين) وهي توقفهم عن إصدار أي صوت لفترات محدودة في أثناء النوم، وباستعمال أجهزة قياس النشاط العقلي اتضح أن الشخير يتوقف في أثناء الأحلام نظرًا لانشغال العقل في التفكير.
العلاج.. جراحي ودوائي
كلما كان السبب معروفًا أمكن الوصول إلى العلاج المناسب وضمن الشفاء – بإذن الله-، وفي أغلب الأحيان إذا كانت الحالة متقدمة يتم اللجوء إلى الجراحات العادية أو استخدام الليزر لاستئصال جزء من سقف الحلق وشد عضلات البلعوم لتوسيع المجرى التنفسي العلوي، وأهم أجهزة الليزر هو جهاز الليزر ثاني أ**يد الكربون، حيث يوجه شعاع الليزر إلى الخلايا المراد استئصالها فيبدأ السائل داخل الخلية في الغليان فتتبخر الخلايا المحيطة، وهناك أجهزة بلاستيكية تمنع الشخير بالإضافة إلى محاولات طبية غير جراحية.
نصائح للحد من المرض
على المصابين بهذا الداء الابتعاد عن تناول المسكرات والإفراط في الأكل أو الشرب واتباع الوسائل السليمة عند النوم وخصوصًا النوم على الظهر وتعود ـ ما أمكن ـ عدم فتح الفم عند النوم، ويمكن الاستعانة بربط منديل حول الذقن وأعلى الرأس والتقليل من انحناء الرقبة لمنع اللسان من الانزلاق إلى الخلف، وارتداء (ياقة) عريضة حول الرقبة وسيلة فعالة للمحافظة على الرقبة بشكل مستقيم.
وللجميع فائق التحايا والاحترام ..
رد مع اقتباس
وتصدق في بعضهم يتوفون من الشخير 
لكن الحمد للة العلم يطلعنا علي كل ماهو جديد
