ما أجمل الكرة السعودية في جميع منافساتها وبطولاتها أن تشهد عودة الفرق الجماهيرية والتي تملك شعبية جماهيرية كبيرة أو ما يسمى بـ(الأربعة الكبار) وهي الاتحاد العميد والهلال الزعيم والأهلي الملكي والنصر العالمي، وهذا عرف تاريخي منذ انطلاقة الكرة السعودية في السبعينات الهجرية وهو مبدأ ثابت غير قابل للتغيير وكل من يفكر أن يخوض في هذا الموضوع فإنه يتلاعب بتاريخ الكرة السعودية، فالأندية الأربعة الكبيرة استحقت هذا اللقب من خلال شعبيتها الجماهيرية .. والجميع لاحظ كيف سعدت الجماهير السعودية بكافة ميولها بعودة الفريق النصراوي إلى المقدمة والمنافسة على البطولات من خلال التفوق على الشباب في دور الثمانية من كأس الأبطال (رايح جاي) وبنفس النتيجة .. وكذلك عودة الهلال إلى المنافسة .. وكذلك عودة الأهلي من بوابة الدوري الآسيوي والذي ضمن فيه مقعداً في الدور الثاني بعد فوزه العريض في جدة على لخويا القطري .. أما الاتحاد الفريق العريق وحتى وإن غاب عن المشهد المحلي هذا الموسم يبقى تواجد العميد الآسيوي في لعبته المفضلة وصدارته لمجموعته بعد الفوز المستحق على بختاكور الأوزبكي في طشقند. أكرر من أجل توضيح الصورة بأن الأربعة الكبار هم من الثوابت بسبب الشعبية الجماهيرية أولاً وثانياً أنها ولدت كبيرة ولم تلعب طوال تاريخها في دوري الدرجة الأولى .. ومهما حاول الكثيرون زج فرقهم ضمن مربع الكبار مثل الشباب أو الاتفاق أو الرائد أو الوحدة فهذا أمر مرفوض لأنها لعبت في الدرجة الأولى وربما السبب الأقوى والأهم بأن هذه الفرق تملك جماهير ولكنها لا توازي شعبية الأربعة الكبار .. وحتى لا يتهمني أحد بأنني أقلل من بطولات الاتفاق أو الشباب فإنني أوضحت أن مقياس الكبار هي الشعبية الجماهيرية، فالاتفاق والشباب لهما إنجازات كروية لايغفلها أحد فالاتفاق هو أول فريق حقق بطولة خارجية للكرة السعودية والاتفاق أيضاً هو أول من حقق بطولة الدوري بدون خسارة مع المدرب الوطني القدير خليل الزياني قبل أن يحققها الشباب في الموسم المنصرم .. وإذا كانت العملية بالجماهير فإن جماهير الوحدة والرائد أكثر من جماهير الشباب .. والدليل أن مدرب الشباب برودوم صرح لجريدة بلجيكية حسب ما أوردته قناة العربية بأنه فوجئ بأن جماهير الشباب لا تتجاوز الألف مشجع. هل يستطيع أي عاشق لكرة القدم أن يتخيل كأس عالم بدون مشاركة البرازيل أو إيطاليا أو ألمانيا أو الأرجنتين وهؤلاء هم في نظري الأربعة الكبار في المونديال .. البرازيل ظلت من الكبار رغم أن منتخبها غاب عن الفوز بكأس العالم 24 سنة من عام 1970م. حتى (فيفا) يحرص دائماً على مشاركة هذه المنتخبات العريقة والجماهيرية التي نالت إعجاب العالم .. ولن أنسى المنتخب الإنجليزي العريق جداً والذي غاب عن تحقيق كأس العالم وكذلك غاب عن الفوز بكأس أمم أوروبا منذ عام 1966م ومع ذلك يبقى المنتخب الإنجليزي من كبار القوم في خارطة الكرة العالمية. ما أريد أن أصل إليه أن تصنيف الكبار على المستوى المحلي أو العالمي على مستوى المنتخبات والفرق لايخضع أبداً لعدد البطولات أو الإنجازات، فالشباب مثلاً حقق العديد من بطولات الدوري وكأس الأبطال وهي ثقافة البطولات التي أسس لها رئيس الشباب الذهبي الأمير خالد بن سعد الذي أذكر له حديثا إعلاميا قال فيه إنه تعمد في سنة من السنوات لتهبيط الشباب للدرجة الأولى متعمداً من أجل بناء فريق للبطولات بعد غياب الشباب عن البطولات لأكثر من أربعين عاماً وهذا الغياب قد يدخل الشباب في موسوعة (جينس) للأرقام القياسية لولا خبرة وحنكة خالد بن سعد والتي انتشلت الشباب من عالم الظلام الأسود إلى الذهب الأصفر. والأمثلة لا تعد ولا تحصى على أندية عالمية عريقة في أوروبا وغيرها لم تحقق بطولات الدوري منذ أكثر من 15 سنة كما حدث مع إنترميلان الإيطالي ولأكثر من 20 سنة كما حدث مع ليفربول الانجليزي ومع ذلك لم يقلل هذا الغياب من مكانتهما وشعبيتهما على مستوى العالم. أعود للساحة المحلية فالجميع بكافة ميوله سوف يستمتع هذا الأسبوع بعودة الكبار إلى ساحة المنافسة، فالأهلي سيكون في ضيافة الهلال في ذهاب أربعة كأس الملك للأبطال .. والنصر قاهر بطل الدوري سيقابل الفتح قاهر الاتفاق في مواجهات لها حسابات خاصة قبل مواجهتي الإياب الحاسمة .. وهاهو الفتح مثلاً صعد للأربعة في كأس الأبطال فهل يتجرأ أحد على عراقة وتاريخ الاتحاد ويخرجه من الأربعة الكبار لمجرد أن الاتحاد لم يتأهل لدور الأربعة في هذه البطولة الغالية وهذا غير معقول فالاتحاد مثلاً غاب عن البطولات لأكثر من 22 سنة ومع ذلك ظل من الأربعة الكبار لأن العملية ليست بالبطولات .. والأهلي حتى وإن غاب عن بطولات الدوري فشأنه شأن أندية كبيرة في أوروبا لكن الغياب الأهلاوي لم يكن عن جميع البطولات، فالأهلي حضر في كأس ولي العهد وحقق أول بطولة للأندية العربية في جدة وحقق كأس الخليج مرتين في البحرين ومن أمام النصر في الرياض .. وحتى هذا الموسم حقق أولمبي الأهلي كأس الأمير فيصل ولاتزال حظوظ فريقه الأول قوية في الآسيوية وفي كاس الأبطال .. وقبل الوداع تهنئة للفريق الوحداوي العريق الذي رغم أنه الأقدم بعد الاتحاد إلا أنه ومع ذلك ليس من الأربعة الكبار حتى لا يزعل مني جماهير الشباب والاتفاق والرائد.