أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


حديث عظيم عجيب في عظم وفضل وأثر صلة الرحم :
قال ابن حبان في صحيحه:
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي ، قال : حدثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : «إن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم ، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة ، فتنمو أموالهم ، ويكثر عددهم إذا تواصلوا ، وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون». وقد حسّن الحديثَ لغيره العلامةُ الألباني في "التعليقات الحسان" برقم(441).
معنى الحديث الإجمالي:
يخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- أن صلة الرحم سبب للغنى ونماء الأموال،وسبب لكثرة عدد أفراد العائلة.
قال المُناوي في "فيض القدير" :
(( (وإن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم) وحقيقة الصلة: العطف والرحمة.
(حتى أن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا) لأن أصل الرحمات شجنة معلقة بالعرش، فأنزل الله تعالى منها رحمة واحدة قسمها بين خلقه يترأفون بها ويتعاطفون بها، فمن قطعها فقد انقطع من رأفة الله؛ فلذلك تعجلت عقوبته في الدنيا.
ومن ثَمَّ قيل: أعجل البر صلة الرحم، وأسرع الشر عقابا الكذب وقطيعة الرحم؛لأن الأمانة في الأقوال كالأفعال معلقة بالإيمان، وقطيعة الرحم من الانقطاع من الرحمة المعلقة بالعرش ))اهـ.
وقال في مختصره:
((وحقيقة الصلة العطف والرحمة.
( حتى ان أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا ) لأن الرحم شجنة معلقة بالعرش، فمن قطعها انقطع من رأفة الله؛ والأمانة معلقة بالإيمان فمن قطعها أسرع إليه الخذلان))اهـ.
قلت:
ومن تأمل واقع الحياة الذي نعيش فيه لوجد معنى هذا الحديث الدال على نبوة محمد –صلى الله عليه وسلم- واقعا ملموسا لمس اليد !
فأنا أعرف شخصيا بعض العوائل أصابهم بركة هذه الطاعة صلة الرحم؛ فوالله الذي لا إله إلا هو ، ليسوا أهل طاعة عظيمة ،ولا مواظبة كبيرة على الجماعات؛بل وفيهم بعض المعاصي كحلق اللحى وإسبال الثياب، ومع ذا رأيتهم قد بارك الله تعالى في أموالهم ، ورزقهم البنين والبنات؛ لما كانوا أهل صلة لوالديهم وإخوانهم وأخواتهم وأعمامهم وعماتهم.
وأعرف عوائل أصابهم شؤم هذه المعصية ،فأصابهم الفقر ، وحرموا المال والبنين،وفرّق الله عليهم شملهم، بسبب قطعهم لأرحامهم.
اللهم فاجعلنا من الواصلين البارين.
ولا تحرمنا هذه الطاعة العظيمة.
والله الموفق.