وعم الهدوء , نعم إنه هدوء الخيبة والخسارة , فنحن لسنا أصحاب عاصفة الهدوء , بل نحن أصحاب المجاملة بهدوء , تحت الطاولة يحدث ما نعلم وما نجهل , وفوق الطاولة يتربع المسئولون لإرسال التصاريح والآمال لمنتخبٍ حكم عليه المتسولون بكسر الأقدام , وبعد الخروج المرير ذهب بهم الحال إلى ترك ( الأول والتالي ) , عمل وخطط ودراسات مصابة بالشلل منذ الولادة , قرارات لا يعلمون ماهية آلية تطبيقها , هذا هو اتحادنا يا شارع الرياضة , لم يكن له جناحان لتكسر , ولم يكن له عزيمة الانتصار ليخسر , ولم يكن أي شئ يذكر سوى التخبط الإداري , لا أريد القسوة على أحد ولا أريد مجاملة أحد , أضاع الاتحاد السعودي عنوانه بنفسه فلم يجد سبيلاً للوصول إليه , اعتاد على ابتسامات الإعلام الكاذبة فساقته إلى الرحيل , فالإعلام أصبح الوقود الأساسي لنجاح الفاشلين , وهكذا هي النتائج ولكن إلى متى ؟ ...


رحل الاتحاد السعودي الآن ومازال إعلامنا يقدم الشكر على العمل الذي قاموا به , ولكن أين هو العمل ؟ لم يقدم الاتحاد الراحل أي عمل يذكر , لم يخدم الكرة السعودية بأي من قراراته , فالمنتخب الأول لن يرى شمس البرازيل , ومنتخبنا الأولمبي لم تدفع قيمة تذاكر رحلته إلى لندن , واللجان في صراع دائم مع الأندية , ورؤساء الأندية يرسلون التصاريح التعصبية والاتحاد السعودي يطبطب على أكتافهم , لم نرى سوى التخبط في هذا وذاك , يخدمون أغراضهم الميولية ولا يريدون لعقولنا تفسير الأمور , هل هذا هو العمل الذي يشكرون عليه , لن أشكر أحداَ الا لمجرد أنه حاول النجاح بتقدير ضعيف جداً مع مرتبة الشرف ...


يتهمون كامل الموسى بخسارة المنتخب , يثرثرون بما يرون من دون وهلة التفكير , لم يسألوا ريكارد عن النادي السعودي الذي يطبق مصيدة التسلل بصورة صحيحة , والأعظم أي نادٍ في العالم يعتمد على محوري ارتكاز ومصيدة تسلل في نفس الوقت , هل يعتقد ريكارد أن الشارع الرياضي لا يعلم غباؤه التدريبي ؟ قد يكون على حق ( فمن اتهم كامل الموسى قد يوصف بذلك ) , فهو لا يستطيع الإجابة عن انضمام لاعب في خانة الظهير الأيسر كلاعب أساسي في منتخب بلاده وهو لم يستطع أن يلعب كرة عرضية في الدوري المحلي إلا مرة واحدة , هل تناسى مافعله حارس المرمى في مباراة الذهاب مع استراليا ؟ فسر أيها العاقل ؟؟ أم أن برنامج الصقر لم تعد ايراداته كافية للـ .... ؟
انتهت الرواية فهل من شجاع ليكتب لحظة الختام , أم أن الأيادي بدأت ترجف خوفاً وطار حبر الأقلام , الله أعلم ... , ولكن قلمي رفض التوقف هنا ليقول ( هل سيحاسب مجلس إدارة الاتحاد السعودي السابق على النتائج , هل ميزانيات الاتحاد مازالت في خزائنها ؟ اتمنى ذلك ) ولكن لا نريد أن نرى المتهم يقول ( إسمي مكتوب ) ويرد القاضي ( لا ) فعندها سيصرخ التاريخ المستقبلي ( طاااااايب ) .


إنصاف
حاول اللاعبون أن يرسموا صورة الانتصار بلا أدوات رسم , فريكارد هو أحد ابرز أسباب الخسارة دون أدنى شك , ولكن لا تلوموه حتى نعلم هل هو( آمر أم مأمور ) .

لن أتكلم عن المستقبل وماعلينا عمله في قادم الأيام , فشفاء الأمراض المستعصية بيد ذو الجلال والإكرام , ولكن أتمنى أن لا يستمر المنام , فالواقع لم يعد للرياضة السعودية أي أحلام .

مازال للرياضة أفواهاً لم تهرف بما لا تعرف , فالحاضر يضحكنا على بعض المتعجرفين , وفي المستقبل القريب سنشاهد فريان التصاريح , وفريان البرامج الرياضية ...

يعتقدون أن المنتخب السعودي ملك للاتحاد السعودي , وعندما يضيق بهم الحال تتعالى أصواتهم ( أيها الجمهور العزيز ) , فالجمهور العزيز قد حضر , ولكن الصقور الخضر أصبحت في بطون الكنغر الأسترالي .

قد يمنع المقال من الظهور لأسباب الخوف , ولكن إن أراد احدٌ كسر قلمي , فليعلم أن يدي قد كسرته , ويدي الأخرى ستجبر الكسر , فالقلم لن يموت .