موعظة تُهم اخواتنا
هذه موعظة برأس مالها لا أسأل احداً سواء الله الثواب والاجر من كتابتها ..
كثيراً ما تجبرنا الضروف (( الصدوف )) والعمل مع اخواتنا النساء على سماع قول او سماع طلب او سماع شكوى او اسماع جوال خاطيء او غير ذلك ..
همس وتغنج اما بحياء او بتصنع للحياء او هكذا يخرج الصوت وكأنه رذاذ ماء في حديقة غنّاء ..
أختي العزيزة ..
عندما تكونين في معزل ليس فيه خلوة كـ جلوسك وحيدة في المنزل وبيدكِ جوالكِ الكريم (( ليس نوكيا ابداً ))او جهازكِ الحبيب فيتسرب لكِ الملل وتُحسين بداعي غريب يجذب لعمل ما ..إما إتصال ليس من وراءه ((إتصال على صديق )) بل إتصال عابث او مُجرد فضول غير قابل للمغامرة ولكن الوحدة .. ومعها التقنية .. تجعل حبال الشيطان القريبة من الوريد أقرب وأقرب مما تتخيلين ..
اليكِ الحكاية ..
ودخلت مدينة مكتظة بالحروف والجمل والعبارات
حلت على الأفنان تداعب مع النسائم وريقات خضر و صفر مكحلة بمرود الشمس الذهبي
رأت هنا وهناك من يتغايد في القلب حتى ليطرب ومن يسرح مع الديم حتى ليمطر قبل برق ورعد
ولامست بريشتها مخربشة بلغة تفهمها فجاءت بقافية واطربت بوتر كلمة تجَمَــل َ جرسها الأخاذ فطال أشجاراً باسقة وعند منتصف المدينة فاءت إلى خميلة غناء وابتدأت ترسل مما تحمل
تربط هنا شريطا سماويا على فنن وهناك تسقي بحرف عطش وردة وبينما هي في تجوالها الحيي الملتزم بما أتت من أجله عطفت على بيت به باب كبير طرقته بقوة فرأت ما لم تر من قبل ولما ابتدأت تقرأ كل اللغات وترد بكل اللغات فتح الباب على مصراعيه فأرسل لها مع الرد حروفا عنكبوتية نسجت بدقة , وامتدت أشعة عيونها اللامعة نحو سكان الباب فانبهرت وأبهرت وتماوجت ألوانها الصافية النقية بضياء من كان في الغرفة وكانت بدءا تمشي على استحياء راق بين سطورها ولكن القلم أبى إلا أن يغري الوافدة صاحبة الحروف الجميلة
فغدى كشيطان صغير يتزين لها في كل خطوة بين أوراق غرفة اقتحمتها
وبعيونه الشقية أومأ لها قائلا :
- أشبعي تلك الورقة من حبرك المتمايل بحروفك
وانظري مدحَ فلان لك فقد فُتحت لك أبواب وأبواب وأنت من خلف هذا الباب
فلن يراك أحد ولا رأى تلك الحمرة الخجلة المتقافزة من قلمك لما يجرح الورق النقي عندما تكسرين الجدار الحاجز ولاتنسي رسما جميلا تردين به مبتسما على تلك الجملة القوية من ذاك الزميل المنمق حرفا المبهر ردا المعتلي عرش الكلمة اكشفي حروفك أو زينيها بقالب مدح لشخصه أو شخص ذاك وذاك وكوني متفتحة فأنت تقصدين تلك العبارات الجميلة وتبتديء وافدتنا الصغيرة الكبيرة ترسم من مداد جارف باستبداد الشيطان الصغير حرية لا بها تقييد حياء ولا بها انطلاق إلا لمجاملة وتشبع ردودها تمجيدا لشخص لا لحرف ويتقاطر القطر من حروفها لما يكون برسم مبتسم من وجوه صنعت لتشي ما بالنفس من انفتاح ومن بين سحر اللفظ وإيحاء المعاني المرسومة المكشوفة يذوب الجدار وتدخل غرفة أخرى وأخرى واحدة وراء الأخرى .....أكبر وأعمق , ترى فيها ذوبان الثلج طوفان يغرق حياء ويذهب بوصية سماوية..
وصية منبهة تدق جرسا يوقظ نفسا لاهية يوقظ حرفا لاه يوقظ نقاء واحتراماً قد يموت إذا كسر الحاجز واختلطت النيات لما عقد شيطان القلم وسحره عقدا بيانية توقع الحروف في طرقات الخضوع بالقول فيطمع الذي بقلبه مرضفتصفر الأوراق المشرقة
وتذوي الوردود التي تزينت لتعبق فكرا راقيا وتجف عبرات كانت لتعلو بذات لتحشرها وتخنق منها انفتاحا لقيم لتأسرها لهثا وراء تزين لمدح وتبسط بقول فتضيع النقاط البيضاء تلك التي كانت لغة إشراق فأصبحت تـــَشْرَقُ بلغة خضوع ...
بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــم
( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) سورة الأحزاب آية 32
إضاءة لك اختي
أنت سيدة قلمك فقوديه باتزان فهو شاهد عليك "
وبالهضبة البيضاء إن زرت أهلها
مهاً مهملات ما عليهـن سـائس
خرجن لخوف الريب من غير ريبة
عفائف باغي اللهو منـهـن يائس
كم من ساحة لزجة تحتاج غيثا طاهرا يغسلها بمثل تلكم الحكمة
وقد سطرت يوما مشاركة فى صفحتى فى أحد المواقع التى تحتاج تلك الهدية (وكلنا يحتاج الذكرى)
بعنوان : الضرب بالأرجل من خلف لوحة المفاتيح ...! (الضرب بالأرجل من خلف "الكى بورد" كما يسمونها ) وأشرت فيه للأسماء والتواقيع والوجوه التعبيرية والزهور والألفة و رفع الكلفة .... وخشيت أن يظن البعض أنى أقصر التهم على جنس أوأتهم النيات عموما فلم أعممها , وبيانكم يشفى العليل فلتأذنى لى باستعارته و بثه حيث أمكننى ...
أعجبتنى تلكم الومضات
(( وبينما هي في تجوالها الحيي الملتزم بما أتت من أجله عطفت على بيت به باب كبير طرقته بقوة فرأت ما لم تر من قبل ....
فأرسل لها مع الرد حروفا عنكبوتية نسجت بدقة .))
((القلم أبى إلا أن يغري الوافدة صاحبة الحروف الجميلة فغدى كشيطان صغير يتزين لها في كل خطوة بين أوراق غرفة اقتحمتها
وبعيونه الشقية أومأ لها قائلا :
- أشبعي تلك الورقة من حبرك المتمايل بحروفك ))
(( فتضيع النقاط البيضاء تلك التي كانت لغة إشراق فأصبحت تـــَشْرَقُ بلغة خضوع ...))وقال الشاعر :
صن النفس لا تركن إليها فإن أبت
فردد علـيهـا آي آخـر طـه
ودع روضي الآمال والحرص إنه
إذا ردع النفس الهدى سطـاهـا "
إنتهى
نفعكم الله به..
المُقدمة :بقلم خالد عبيد زيدان ..
السرد القصصي :-بقلم الأديبة صباح الضامن .