تعليمنا.. في ذمة الله!!



عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]



الحديث عن التعليم حديثٌ ذو شجون، ويورثك غصة في الحلق، ويضع في فمك الماء.
لكنني سأتجاوز كل الشجون، وسأبتلع الماء؛ فيُبعد الغصة؛ لأن القضية أكبر من أن يُسكت عنها؛ فالأمر يتعلق بأهم قطاع في الدولة، الذي يلمس أثره كل منزل، كما أنه يتعلق بمستقبل الأمة بأسرها.
عندما تكون في أي مكان، ومع أي أناس مهما اختلفت أجناسهم أو أعمارهم أو درجاتهم العلمية، ويأتي الحديث عن "التعليم"، تجد أن الآراء كلها تجمع على حقيقة واحدة، هي: التعليم يسير بانحدار مخيف نحو الهاوية.. الهاوية؟!!.. نعم نحو الهاوية.
وعند التفكير البسيط في الأمر تجد أن لهذه "الكارثة" أسباباً أدت إلى حدوثها، وقطعاً هناك حلول تنتشلنا منها، ولو أردنا التفصيل في ذلك لاحتجنا إلى أكثر من مقال، ولاحتجنا لوقت طويل.
ولكنني سأُوجز الحديث عنها بذكر الأسباب ـ وبشكل مختصر ـ وبذكر بعض الحلول التي نأمل بأن تعدل من الأوضاع.
فمن الأسباب التي أدت إلى انحدار التعليم:
١- المناهج:
فالمناهج أغلبها نظرية، وبعيدة عن الواقع، وتدخل في بحر التنظيرية، وغير ملائمة للمراحل السنيَّة التي يمر بها الطالب، ولا تلامس احتياجاته اليومية.
٢- المدارس:
الكثير من المدارس تفتقر إلى أبسط مقومات المكان اللائق بالتعليم؛ فلا صالات رياضية، ولا مصليات خاصة، ولا ساحات مغطاة تخدم الطالب، ولا أماكن مخصصة للنشاط، وبعضها لا يوجد بها معامل، ولا مختبرات.. إلخ.
٣- الطالب:
الكثير من الطلاب لا يصح أن يطلق عليه اسم طالب؛ لأنه لا يمت لهذا الاسم بصلة؛ لا يهتم بدروسه، هذا إذا أحضرها، ولا ينتبه لشرح، ولا يحفظ ما يُطلب منه، ولا يحافظ على ممتلكات المدرسة؛ فهو غير مبالٍ، غير مكترث، آخر همه العلم والمعرفة، بل حتى أن بعضهم لا يهتم لا بعلم ولا بدرجات، كل همه منصرف لغير العلم وطلبه، ولا يحمل من وضعه إلا كلمة دونت له في سجله المدني بأنه طالب.
٤- المعلم:
ينقسم المعلمون في هذا الصدد إلى قسمين: قسم يستحق كل احترام وتقدير، وأن نقف له إجلالاً وإكباراً، وينطبق عليه قول الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا
أما القسم الآخر فلا يستحق أن يدخل المدرسة فضلاً عن أن يدخل فصلاً ويعلم الطلاب؛ فكل همه كيف ينهي "٤٥" دقيقة؛ كي يخرج من الفصل، وكل همه متى ينتهي اليوم الدراسي لينصرف؛ فلا يعلم، وكيف يعلم و"فاقد الشيء لا يعطيه"؟ ولا يربي لأنه لا يعير التربية أي اهتمام، ولا يعلم عن التربية غير اسمها إن كان يعرفه، وباختصار حرام أنه يحمل اسم معلّم.
٥- وزارة التربية والتعليم:
الوزارة باختصار شديد تعاقب عليها وزراء عدة، وكل وزير جاء نسف ما قبل حقبته من برامج، وجاء ببرامج جديدة؛ فأين العناية بالمناهج؟!
أين التطوير الحقيقي لها؟!!
أين العناية بالمدارس؟!!
أين ما وعدوا به من أن المدارس ستصبح كلها مباني حكومية؟!!
أين العناية الحقيقية بالمعلم؟!! حل مشاكله.. وهمومه؟!!
وأين تطويره؟!!
وكثير من برامجها إنما هي أعباء على كاهل "السوبرمان".
هي من أضاع هيبة المعلم بقراراتها، حتى وصل الأمر لتطاول أصغر الطلاب عليه؛ والحوادث والأدلة على ذلك كثيرة.
ومن أضاع هيبة المعلم أضاع هيبة العلم؛ فالفرق واضح بين "لا يحق له أن يمد يده دفاعاً عن نفسه إلا إذا بطحه أرضاً عندنا" وقانون في اليابان: يسير الطالب خلف المعلم بمسافة تمنع الطالب من أن يدوس على ظله!!! أظن البون شاسع بين أن يدوس على ظله ويدوس على رأسه.
٥- وزارة التعليم العالي والجامعات:
فسياسة القبول في هذه الجامعات بحاجة إلى إعادة نظر، وبخاصة في كليات التربية؛ فبسياستها الحالية جعلت التعليم مهنة مَن لا مهنة له.
والجامعات خرّجت أجيالاً من المعلمين لم يتعلموا فضلاً عن أن يُعلِّموا.
أما الحلول فأمرها هين لين سهل، لا يحتاج إلى إعمال فكر أو لأخذ آراء مستشاري مكاتب "الأمتار السبعة"، وإنما بحاجة لرجل شجاع قوي أمين يخاف الله ويتقيه، بحاجة لمن "يعلق الجرس" فقط.
فمعالجة كل الأسباب السابقة تضمن لك الحلول، فمن حيث المناهج: تُطوَّر بحيث تلائم الواقع وتنبثق منه، تلامس حاجة الطالب، تكون تطبيقية أكثر منها نظرية، تراعي حاجة المجتمع لتخريج جيل نافع لهذا المجتمع.
المدارس: تكون مهيأة وصالحة لأن تكون بيئة تعليمية.
المعلم: أحسن اختياره من الأساس، أعطه حقوقه، حاسبه على التقصير بواجباته.
الوزارة: خلصها من "البيروقراطية"، والتنظير، واجعلها واقعية، ميدانية، وخلصها من المحسوبيات.
وفي الختام التعليم: عبارة عن منهج، وطالب يدرسه، ومعلّم يعلِّمه، ومدرسة يجتمع فيها كل هؤلاء.. أصلح الجميع.. يصلح الأمر.
مجرد سؤال:
ماذا لو كان المعلّم أعلى وظيفة في البلد، ولا يدخل هذا المجال إلا النخبة من المتقدمين، ويخضعون لاختبارات قوية دورية تخرّج لنا الأفضل؟
كيف سيصبح تعليمنا؟!!