كثيرة هي الشخصيات التي نصادفها في حياتنا اليومية.. فكل واحد منا له شخصية مختلفة في الطبائع والصفات والرغبات .. لكن هناك أموراً نتفق أنها قد تضر من يتصف بها وتتعبه ومنها الشخصية الزجاجية ..


وأعني بها تلك الشخصية التي تملك من الحساسية
الشديدة مما يجعلها كالزجاجة تخشى عليها من كل خدش أو لمس أو انأ تسقط من بين يديك فتنكسر .. وصاحب هذه الشخصية هو الذي تراه يتحسس من كل كلمة أو دعابة أو حتى نصيحة أو اختلاف شخص معه في الرأي .. لأنه دائماً يفسر الأمور بطريقة أخرى يعني ينظر لها من جانب عاطفي بحت .. ولا ينظر لها بعقله

مثلاً .. إذا كان في مجلس وحصل نقاش وخالفه شخص في الرأي فتراه يزعل ويتضايق لأنه يراها إهانة له وكبرياؤه لا يقبل أن يخالف شخص ما رأيه .. أو إذا داعبه آخر بمزحة خفيفة لطيفة يفهمها أنها مقصودة وأنها متعمدة لتجريح مشاعره .. حتى لو قام أحد الاشخاص بنصحه منفرداً لا يقبلها بل يراها نقد وتجريح في ثوب نصيحة


كل ذلك لأن صاحبنا للأسف يفسر الأمور بنفسيته هو .. ويقلبها على وجه آخر .. لأنه دائم التحسس فهو يعيش متعباً ومتضايقاً أغلب أوقاته وفي كل زياراته ولقاءاته مع الآخرين .. لأنه في خلوة مع نفسه لتفسير كل كلمة أو جملة أو تصرف يصدر ممن حوله .. ويجلس صاحبنا المسكين في صراع مع نفسه وهم وغم وقد يصل لمرحلة انعزاله عن الناس ليخلي بنفسه ويبكي الدموع الساخنة لأمور تافهة جداً قد صادفها مع أشخاص لا يقصدون أبداً ما فسره


فقد يصبح إنطوائياً منعزلاً .. يخشى أن يقترب منه أحد لأنهم يخافون أن يجرحوه أو يضايقوه أو يخدشوه فيفضلون عدم التعامل مع شخص يجلب لهم المتاعب والمشاكل


فيخسر من حوله وأقرب الناس إليه وقبل كل شيء يخسر نفسه لأنه حرمها من نعمة التقارب مع الآخرين والإستفادة من عقلياتهم وخبراتهم .. ويفضل العزلة

فنصيحتى أخي الزجاجي ..


أن تكون حساساً بإحساسك بغيرك وعدم خدش مشاعرهم .. لا أن تكون حساساً فقط بتحسسك من كل كلمة أو لقاء أو نصح ... لأنك ستعيش متعباً ومهملاً ... ممن حولك لأنهم مع الوقت سيملون منك ومن التعامل معك لأنك تسبب لهم المتاعب

فلا تكن كالزجاجة التي تخدش من كل شيء وتنكسر عند أول سقوط وبعدها لن تستطيع تجميع نفسك ومشاعرك لأنها تهششت لكن ..

كن كالجبل تراه يصد الرياح والأعاصير وتقلبات الأيام دون أن يتحرك من مكانه

فكن جبلاً .. ولا تكن زجاجاً .

منقول