أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


6673 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك
فأمر بأبي هو وامي حذيفة بعتزال الفتن والبعد عنها وعدم الولوج فيها والدعوة اليها
فاليوم نرى وللاسف الشديد من ابناء جلدتنا من المسلمين ومن الدعاة من يدعوا للفوضى والخروج واثارة الفتن ولو علموا ان ما يقومون به هو مخالفة صريحة لما امر به النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة وهو افضل من جميع من وجد على وجهه الارض الان لانه صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من القرون الفاضلة التي اخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعيد عن الفتة ولكن امره بالبعد اذا من كان يؤمن بالله ومطيع لما امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب عليه البعد عن المظاهرات والاعتصامات والبعد عن تأليب العوام على ولاة الامور وزرع مهابة السلطان في قلوب العامة واخبارهم ان طاعة ولاة الامور في المعروف هو طاعة لله تعالى وان الخير في الدعاء لهم في الغيب والنصح لهم في ما بينك وبينهم ولا يكون على المنابر فهذا ليس من النصح في شي ووالله وتالله لو كان المنصوح من عامة المسلمين وكانت النصيحة على رؤس الاشهاد لما تقبل منك هذه النصيحة لانها فضيحة ولا يقبل نفسه الناصح ان ينصح هكذا فعليكم بتقوى الله ونصح المسلمين بعدم التظاهر والاعتصام لان هذا من فعل الكفار الذي لاياتي الا بالشر واقول الشر المحظ ومن نظر لما يقع في ليبيا ومصر وتونس لعلم ان ما اقول هو الحق
واعلموا ان الناس متى صلحوا صلح لهم ولاة امورهم ومتى فسدوا فسد ولاة امورهم
فأول شي على المسلمين ان يصلحوا انفسهم واهليهم وان يحكموا في بيوتهم بشرع الله تعالى والمجتمع متكون من افراد وعوائل فاذا صلحت البيوت سوف يصلح المجتمع كاملا باذن الله تعالى ولا يكون الصلاح الا بتباع دين الله تعالى وسنة نبيه
فنسأل الله العظيم ان يحفظ لنا بلاد الاسلام ويحفظ المسلمين ويبعد عنهم شرور المظاهرات والخروج وان يردنا الى ديننا ردا جميلا وان لايسلط علينا بذنوبنا
هذا والحمد لله رب العالمين