أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لما ترجم الإمام الشوكاني للسيوطي في البدر الطالع في 1/ ص228 ومابعدها ناقش مسألة الخلاف بين الإمامين السخاوي والسيوطي، فقال أولاً عن السيوطي :
"..وأجاز له أكابر علماء عصره من ساير الأمصار وبرز فى جميع الفنون وفاق الأقران واشتهر ذكره وبعد صيته وصنف التصانيف المفيدة كالجامعين فى الحديث والدر المنثور فى التفسير والاتقان في علوم القرآن وتصانيفه فى كل فن من الفنون مقبولة قد سارت فى الأقطار مسير النهار ولكنه لم يسلم من حاسد لفضله وجاحد لمناقبه.."
رأي الشوكاني في نقد السخاوي للسيوطي
ثم عرج الشوكاني على ما ذكره الإمام السخاوي عن قرينه السيوطي في الضوء اللامع
قال الشوكاني ".. فان السخاوى في الضوء اللامع وهو من أقرانه ترجمه ترجمة مظلمة غالبها ثلب فظيع وسب شنيع وانتقاص وغمط لمناقبه تصريحا وتلويحا ..."

إلى أن يقول الإمام الشوكاني "...فليعرف المطلع على ترجمة هذا الفاضل فى الضوء اللامع أنها صدرت من خصم له غير مقبول عليه"
ثم عدد الشوكاني -رحمه الله -مآخذ السخاوي على السيوطي:
قال الشوكاني: " فممن جملة ما قاله فى ترجمته أنه لم يمعن الطلب فى كل الفنون بل قال بعد أن عدد شيوخه أنه حين كان يتردد عليه كثيرا من مصنفاته كالخصال الموجبة للظلال والأسماء النبوية والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وموت الانبياء ومالا يحصره قال بل أخذ من كتب المحمودية وغيرها كثيرا من التصانيف المتقدمة التى لاعهد لكثير من العصريين بها فى فنون فغير فيها يسيرا وقدم وأخر ونسبها إلى نفسه وهول في مقدماتها بما يتوهم منه الجاهل شيئا مما لا يوفى ببعضه وأول ما أبرز جزء له فى تحريم المنطق جرده من مصنف لابن تيمية واستعان فى أكثره فقام عليه الفضلاء قال وكذا درس جمعا من العوام بجامع ابن طولون بل صار يملى على بعضهم ممن لا يحسن شيئا ثم قال كل هذا مع انه لم يصل ولا كاد ولهذا قيل انه تزيب قبل أن يكون حصرما وأطلق لسانه وقلمه فى شيوخه فمن فوقهم بحيث قال عن القاضى العضد أنه لا يكون طعنه فى نعل ابن الصلاح وعزر على ذلك من بعض نواب الحنابلة بحضرة قاضيهم ونقص السيد والرضى فى النحو بمالم يبد فيه مستندا مقبولا بحيث انه أظهر لبعض الغرباء الرجوع عن ذلك....."
إلخ مانقله الشوكاني عن الضوء اللامع للسخاوي.
ثم قال الإمام الشوكاني متعقبا للإمام السخاوي.
"..وعلى كل حال فهو غير مقبول عليه لما عرفت من قول أئمة الجرح والتعديل بعدم قبول الأقران فى بعضهم بعضا مع ظهور أدنى منافسة فكيف بمثل المنافسة بين هذين الرجلين التي أفضت إلى تأليف بعضهم فى بعض فان أقل من هذا يوجب عدم القبول والسخاوى رحمه الله وان كان إماما غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه الضوء اللامع .."

ويرى الشوكاني كذلك أن ما نقله السخاوي عن بعض العلماء الأخرين في السيوطي مستدلا به على حطه من السيوطي، يرى الشوكاني هذا أيضا إنما هو بسبب ما ادعاه السيوطي من الاجتهاد.

يقول الإمام الشوكاني:
"وأما ما نقله من أقوال ما ذكره من العلماء مما يؤذن بالحط على صاحب الترجمة فسبب ذلك دعواه الاجتهاد كما صرح به ومازال هذا دأب الناس مع من بلغ إلى تلك الرتبة ولكن قد عرفناك فى ترجمة ابن تيمية أنها جرت عادة الله سبحانه كما يدل عليه الاستقراء برفع شان من عودى لسبب علمه وتصريحه بالحق وانتشار محاسنه بعد موته وارتفاع ذكره وانتفاع الناس بعلمه وهكذا كان أمر صاحب الترجمة فان مؤلفاته انتشرت فى الأقطار وسارت بها الركبان الى الأنجاد والأغوار ورفع الله له من الذكر الحسن والثناء الجميل مالم يكن لاحد من معاصريه والعاقبة للمتقين .."

منقول