عندما نلقي نظرة سريعه على حال ثقافه امتنا العربيه على مرور العصور نجد بان الضعف تخذ يدب شيئا فشيئا في العصور الاخيرة ,ففي العصور الاولى كانت الامه العربيه تمتلك ثقافه لاتوازيها اي امه . ( ففي المغرب والاندلس قبل ان تستما ثقافتهما العلميه والدينيه والادبيه والطبيه وقبل ان ترتفع هذة الثقافات الى الاوج كان طلاب التزود بها يرحلون من المغرب والاندلس الى الاقطار الشرقيه كمصر, ودمشق,والعراق,وفارس,وبلاد ماوراء النهرين في وقت متقدم. ثم مالبثت هذة الايه ان تنعكس في القرن العاشر والقرون اللاحقه عندما تدفق علماء المشرق وعلماء اوروبا على الاقطار العربيه والاندلس حيث عاش جيرارد الكرموني وميخائيل سكوت اللذين قاما بعمل بارز في حركه انتقال الطب العربي الى اوروبا.
وتميزت هذة الحركه بواسطه الترجمات اللاتينيه عن العربيه لنقل العلوم العربيه الى الغرب الاوروبي ومن اشهر الكتب المترجمه كتاب الجبر للخوارزمي حيث ترجمه روبرت اوف تشستر سنه 1145م وفي سنه 1143اكمل مع هرمن الدلماني اول ترجمه للقران الكريم , ونقل ادلارد اوف باث الذي زار الاندلس وصقليه وسوريا الى اللاتينيه التقاويم الفلكيه التى وضعها المجريطيابو القاسم( نسبه الى مدينه مجريط وهي مدريد الحاليه عاصمه اسبانيا) كما نقل عدد من الرسائل الرياضيه والفلكيه فاصبح في ذلك رائد في موكب المستعربين الانكليز) .
ورغم تملك الامه العربيه للثقافه حيث العالم الغربي ياتي لكي يستفيد من ثقافتها الا انها تعاني من عوامل عديدة ولكنها لم تعيقها ومن تلك العوامل مايواجه طلابها وباحثيها من صعوبه في التنقل مابين البلدان العربيه حيث يعيشوا في الغربه لاعوام متعددة لاخذ العلم من العلماء او الادباء فكان اصحاب العلم يتواجدوا في اماكن خاصه كالمساجد فالوسيله للوصول اليهم محصورة بعكس مانعيشه الان حيث يستطيع الباحث او الطالب ان ياخذ المعلومه من المكتبات المتوفرة بكل شارع عربي او من الشبكه العنكبوتيه فاليوم المجال الذي يوفر المعلومه متعدد وسهل جدا غير محصور, ومن العوامل التي تعاني منها الامه العربيه في السابق ايضا عدم توفر المكتبات الكبرى وقله المطابع حيث كان الباحث يسجل المعلومه بيدة ويستغرق وقت وجهد كبير بخلاف اليوم فهو يستطيع ان يصور المعلومه او ياخذها من مواقع خاصه من على الانترنت حسب المجال التي يبحث عنه حيث ينهي الباحث بحثه في وقت اسرع وجهد اقل.
فاليوم الطالب والباحث في الامه العربيه تتوفر له امكانيات وعوامل مساعدة لم تتوفر من قبل ,وبرغم هذا التطور الذي تعيشه امتنا الا اننا سقطنا من القمه الى القاع مقارنه بماضينا .
فلم تسعفنا جميع الامكانيات والعوامل لنبقى في القمه حيث ان الحفاظ على القمه لايقتصر فقط بالتطور وتوفر العوامل المساعدة_ فهذة عوامل معينه ومساعدة لانجاز العمل في فترة محدودة_
بل لابد من وجود العقليه العربيه المتفتحه التي تناقش وتطلع لكي تعتلي القمه مرة اخرى فالعالم الغربي تفتح وناقش علومنا وترجمها ودرسها وطورها واستطاع ان يملك مكانه ثقافيه بين الامم رغم ان ثقافته هي ثقافه عربيه بحته. فالعالم الغربي لا يقتصر على العوامل المتطورة والمعينه بل يوظف معها العقل المفكر الذي ياخذ منه الفائدة. فنحن لو فكرنا نصف مافكر به علمائنا العرب في ظل توفر لنا الامكانيات لأنجزنا مالم ينجزة الغرب.
نحن اليوم نعيش فترة محزنه جداً حيث هناك هبوط في كميه الكتب وفي نوعيتها التي تصدرها مكتباتنا والسبب يرجع الى القارى حيث يختار مالايغني ولايسمن من جوع.
تقرير اليونيسكو لعام 2001م ( ان الانتاج العام للكتب في مختلف دول العالم العربي اقل بكثير من انتاج اصغر دوله اوربيه وهي بلجيكا )وبالعودة الى احصائيات سابقه يتاكد لنا حقيقه الواقع المؤلم لتخلفنا ثقافينا ومرد هذا التراجع عدم تكافؤ التصاعد الطردي لزيادة انتاج الكتاب مع زيادة نسبه الاقبال على القراءة.
تقبلوا تحيات اخوكم ........ السلمي كتبه في 13 - 1 - 1425 ة .