النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: اعترافات الجنود الأمريكيين الهاربين من جحيم العراق 00

  1. #1
    * عنوان تميز *
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    93

    اعترافات الجنود الأمريكيين الهاربين من جحيم العراق 00

    زعماؤنا خدعونا..وحولونا إلي قتلة للأطفال والأبرياء!
    سميرة جورج

    برغم الإقبال الشعبي الكبير علي أول انتخابات حرة فإن العراق لا يزال يغوص أكثر وأكثر في دوامة العنف وبحر الدماء، بينما في الولايات المتحدة وتجاه الحرب التي تبدو بلا نهاية.. يتزايد عدد الجنود الذين يهربون من الجيش لأن العراق أصبح الأمل الملطخ بالدماء.. فما الذي شاهده الجندي الأمريكي في العراق ليهرب من خدمته وبالتالي يتهم بالخيانة ويقدم لمحاكمة عسكرية؟ وما الذي يريد الاعتراف به.؟ وإلي أين المفر.؟

    وكما حدث خلال حرب فيتنام تحولت كندا إلي منفي إرادي للجنود الأمريكيين الهاربين.. ويقدر البنتاجون بأن عدد الهاربين من الجيش يتراوح بين 5000 و6000 جندي وذلك بعد عام من الحرب في العراق. ويتوقف علي الحكومة الكندية اعتبار الجندي الهارب لاجئا أم لا.
    وخلال حرب فيتنام فتحت كندا حدودها للهاربين من الجنود. في هذا الوقت كان رئيس الوزراء بيير ترودو الذي أراد أن تكون بلاده 'مرفأ ضد مؤيدي الحروب' وخلال تلك السنوات قرر 55 ألف أمريكي الهروب من بلادهم يضاف إليهم اليوم حوالي 5500 بينهم من صحت ضمائرهم والهاربون من حرب العراق. وقد طلب البنتاجون من الحكومة الكندية أن تسلم الفارين من الجيش، ويبرر الكولونيل جو ريتشارد هذا الموقف بقوله.. إذا كانوا ضد الحرب فكان عليهم إلا يذهبوا. وأجاب رئيس الوزراء الحالي بول مارتن دون أن يتعرض لتفاصيل 'إننا دولة من المهاجرين وليس في نيتي أن أحرم أحدا من حق اللجوء' ومع ذلك إذا تعددت الحالات فيمكن أن تتولد أزمة سياسية بين الدولتين المتجاورتين.
    ولنترك الهاربين يقدمون حكاية هذا القرار الصعب ولماذا اتخذوه.
    يقول داريل اندرسون '22 سنة' إنه من ولاية كنتاكي.. تزوج من أربع سنوات وانفصل عن زوجته من عامين ولهما طفلة. انخرط في الجيش الأمريكي عام 2002 بهدف توفير بعض المال ليعول طفلته الصغيرة '4 سنوات' وليستطيع استكمال دراسته، وهو يعترف بأنه هارب ويتهم حكومته بالخيانة إزاء إصرارها علي التدخل في العراق بحجة امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل وشن حرب قذرة ضد الأبرياء. وبعد أن أمضي سبعة شهور في قلب الحرب المجنونة وإصابة جعلته يستحق تكريمه بوسام 'القلب القرمزي' وهو وسام يمنح للجنود الجرحي.. سافر في إجازة إلي بلاده بمناسبة أعياد الميلاد وخلال هذه الفترة اتخذ قراره بالهرب.
    في ليلة 5 يناير وفي تمام الساعة التاسعة والنصف استقل داريل سيارة بيضاء مع اثنين من اصدقائه وقبل أن يرحل تخلص من كل أوراقه العسكرية، وبعد عشرات الكيلومترات تفرع الطريق الرئيسي إلي اثنين طريق يؤدي للمطار حيث كان من المفرض بعد يومين أن تحلق به الطائرة إلي المانيا.. إذ بعد انتهاء تصريح إجازة أعياد الميلاد كان عليه العودة إلي كتيبته في قاعدة جيسين بالقرب من فرانكفورت ومنها يعود إلي العراق ولكن السيارة البيضاء انحرفت نحو الطريق الآخر المؤدي إلي أوهايو وبنسلفانيا وولاية نيويورك وفي النهاية كندا في اليوم التالي نحو الساعة الحادية عشرة وبعد أن أمضي الثلاثة الليل في فندق صغير علي الطريق وتناولوا أخر وجبة علي أرض أمريكية وصلوا إلي الحدود عند شلالات نياجرا قدم داريل رخصة القيادة ونظر رجل الجمارك مبتسما إلي الشباب الأمريكيين الثلاثة متصورا أنهم جاءوا لتمضية العيد في تورنتو وتمني لهم إجازة سعيدة ابتسم داريل وألقي نظرة أخيرة علي بلاده التي لن يعود لها بعد اليوم لقد أصبح اليوم في عداد الهاربين من الجيش وهي جريمة عقابها نظريا الموت ولكن عمليا تتراوح العقوبة بين خمس وعشر سنوات سجنا، كان دوي الشلالات مثل الرعد وكأنه صدي للعراق.
    وبالنسبة له. إذا كانت الحرب تتوقف عند شلالات نياجرا، فهو يترك خلفه أمه وأسرته وخاصة طفلته تاتوم اعتراه شعور بالحزن العميق إذا وهو في الولايات المتحدة وبعد انفصاله عن زوجته حارب حتي حصل عن طريق المحكمة علي حق زيارته لابنته. ولكن بعد هروبه إلي كندا فإنه يفقد أي فرصة لرؤية طفلته.. وتيقظ وهو يري أمامه لافتة مكتوبا عليها.. 'كندا ترحب بكم' ثم فتح نافذة السيارة وأخذ نفسا عميقا مستنشقا هواء قطبيا له مذاق الحرية، فكر طويلا في طفلته وقال فيما بينه وبين نفسه. 'عندما كنت في ألمانيا حرمت من رؤيتها. وعلي الأقل وأنا هنا لن تراني عائدا داخل تابوت'.
    وكان داريل قد انضم للجيش وعمره 20 سنة من أجل 'تحويش' ما يكفل النفقة الشهرية لطفلته، ويعترف أيضا بأن أحداث 11 سبتمبر كانت من أسباب اتخاذه هذا القرار.. 'كان وطني في خطر وكنت علي اتم الاستعداد للتضحية بروحي من أجله ولذلك قبلت هذه الحرب' وعند انضمامه للجيش في نهاية عام 2002 أراد العمل ممرضا ليصبح ضمن الذين يقدمون الرعاية الأولي للمصابين علي أرض المعركة قبل تسليمهم للأطباء. ولكنه رسب في الاختبار ولم يعد أمامه اختيار آخر والحرب تقترب والجيش في حاجة إلي جنود مدفعية. سافر داريل إلي 'فورت سيل' في أوكلاهوما حيث أمضي سنة للتدريب ومن هناك سافر إلي المانيا قبل أن يلحق بالعراق في 13 يناير 2004 وفي بغداد كانت مسئولية داريل مراقبة نقاط الشرطة العراقية شمال المدينة. المهمة صعبة لأنهم الهدف المفضل لرجال المقاومة والعنف عملية يومية. وفي كل ركن شارع يتهدده الموت. ويوميا يمكن لقافلة المرور أن تمر فوق قنبلة أو لغم .. وفي أول شهر إبريل تلقي الصدمة الأولي التي جعلته يفكر في الفرار. المعارك تكثفت. ويقول' أمامنا أعوان الصدر يلاحقوننا. وفي إحدي الليالي تم الهجوم علي موقعنا وقتل أحد جنودنا والعديد من رجال الشرطة العراقية. وبعد أن هدأت الأمور شاهدت سيارة تتقدم نحو نقطة المراقبة التي كنت فيها. داخل السيارة تقبع أسرة مع أطفال. لم أطلق عليهم الرصاص ولكن ضابطا اقترب مني وقال' المرة القادمة لابد أن تطلق الرصاص' وثار داريل في قرارة نفسه قائلا 'أنا لا أحارب لقتل أبرياء'.
    في بغداد وأثناء مرور قافلة أمريكية انفجرت سيارة تسبقها وهي الصدمة الثانية التي ستجعل من داريل اندرسون جنديا يقدم للمحكمة العسكرية ويقول: كانت الدماء في كل مكان.. واحتشدت الجماهير من حولنا لتحية انتصار المقاومة علينا. الموقف صعب تحمله، كانت ضحكات الناس تملأ أذني وزميلي الجندي يحتضر فتسلقت السطح وكلي رغبة في أن أقتل أحدا. رأيت رجلا مسنا علي الجانب يمسك بشيء ما في يده فضغطت علي زناد سلاحي ولكن الرصاصة لم تنطلق بسبب صمام الأمان فنزعته والعجوز لا يزال في مكانه يرمقني بنظراته.. وفي لحظة قلت لنفسي ماذا أنوي أن أفعل؟ هل أقتل شخصا غير مسلح.؟
    وكم غيري كانوا سيطلقون النيران في نفس هذا الموقف؟
    ولكني لا أحكم علي الآخرين. لا أحكم علي الذين وصلوا لذروة الضيق والضغط مما يدفعهم إلي قتل الأبرياء.. إنهم هنا من فترة طويلة.. بعضهم لم يروا زوجاتهم وأبناءهم.. إنهم في سن 18 و20 سنة وأتفهم الحقد الذي يملأهم.. في مدينة النجف رأيت جنودا أشداء ومحاربين بمعني الكلمة يجهشون بالبكاء عندما أخبروهم بأنهم بعد سنة في العراق عليهم البقاء أربعة شهور أخري..
    ومع مرور الأيام لم يعد للحرب في ذهن داريل نفس المعني الذي جاء من أجله.. وهل للحرب معني..؟ ولم يكن الوحيد الذي يرتاب في هذا الأمر.. في منتصف يوليو يصاب داريل إصابة بالغة ويتم ترحيله إلي المالنيا للعلاج وفي 24 يوليو يصرح له بإجازة عند أسرته وفي بيته ينتابه كل ليلة نفس الكابوس.. أري نفسي ميتا، أري أمي وأبي وطفلتي ومدي التأثر علي وجوههم لمعرفتهم وفاتي. وعند عودتي بمناسبة أعياد الميلاد تباعدت الكوابيس ولكنها عادت منذ وصولي كندا لأن من كثرة حديثي عن العراق أصبحت الذكريات أكثر دقة.. أن أسرته من الديمقراطيين المعارضين للحرب وكثيرا ما سمع أمه تقول.. إن الأغنياء هم الذين يرسلون أبناء الفقراء ليموتوا في حروبهم.
    ق يوم 4 يناير اتخذ إذن قراره بالهروب.. أنه لن يعود إلي كتيبته، فهل شعر وقت اتخاذه القرار بأنه يخون بلاده؟ ويجيب هو 'لا.. إنما بلادي هي التي خانتني كيف يمكن أن أعاقب..؟ كيف يمكن أن يوجه إلي اللوم..؟ إن هذه الحرب غير شرعية كنت علي استعداد للتضحية بنفسي من أجل بلدي. ولو كانوا أرسلوني إلي أفغانستان لأختلف الأمر علي الأقل هنا كنا سنواجه الطالبان وتنظيم القاعدة أي كل الذين هاجموا بلادنا.. ولكن في العراق لم أشاهد سوي عجائز وأطفال.. والذين نلقي القبض عليهم وأسلحة في أيديهم يقولون لنا إنهم مضطرون لأننا قتلنا أخوتهم أو أبناءهم أو زوجاتهم. وهذا حقيقي.. والذين سيوجهون إلي التهمة بالخيانة سأجيبهم. هل رأوا ما رأيته.؟ هل ذهبوا إلي حيث كنت..؟ لا عليهم إذن أن يتصوروا ما يريدونه. أما أنا فأطلب منهم بكل بساطة عدم محاكمتي. لا أخاف مما يمكن أن تفعله الحكومة الأمريكية إذ ما ألقي القبض علي وقدمت للمحاكمة.. لأنه ليس هناك أبشع مما جعلوني أراه في العراق وأقوم به.
    ق حكاية أخري للسيرجنت 'كاميللو كاستيللو' يعترف بقوله: أنا هارب ولست نادما وسأواجه كافة المسئولين وسأقول لهم جميعا بأني لم أمس شرف الجندية وإني مدرك تماما بأن تصرفي عادل جدا، وتعود حكايته إلي 21 مايو 2004 عندما استدعته المحكمة العسكرية في ولاية جورجيا بعد أن أصدرت عليه الحكم بالسجن سنة لهروبه من الخدمة. وكاستيللو من نيكاراجوا وأصبح مواطنا أمريكيا عام 1998 بعد انخراطه في الجيش لمدة ثلاث سنوات. ثم أصبح جنديا في الجيش الاحتياطي والتحق وقتها للدراسة بجامعة ميامي في بداية 2003 استدعي للحرب في العراق وهنا كما يقول كانت كل الأمور علي خير ما يرام. العراقيون يقابلوننا برضاء ويحسنون استقبالنا. ولكن بعد الاغتيالات المتكررة وعمليات التخريب وهدم المنازل.. وبعد قتلنا للمدنيين تغير موقفهم منا. لم يعد الشعب العراقي يقبلنا. ونحن بدورنا لم نعد نرغب في البقاء في العراق. لقد شاهد كاستيللو زملاءه وهم يطلقون الرصاص علي أطفال يحاولون الهرب. وكيف أنهم تركوا الجرحي من المدنيين يموتون دون إسعافهم أو نقلهم لعلاجهم.. وكيف تم تعذيب سجناء في معسكر قريب من المطار. واكتشف السيرجنت أن 'الخوف من الموت له القدرة علي تحويل الجنود إلي آلات حقيقية للقتل والتدمير. وعلي هذا انتهز السيرجنت أول تصريح له بإجازة ليهرب من الجيش. في البداية ظل مختبأ ثم قرر أن يسلم نفسه ليشرح للمسئولين الحالة المتردية لمعنوياته وليصرح لهم أن مبادئه لم تعد تتفق مع الدور الذي يتطلبه منه الجيش.
    وفي الشهر الماضي تجمع حوالي 2000 رجل وامرأة واستمعوا إلي قاض في محكمة بروكسل يدافع عن قضية السيرجنت كاستيللو..إذ حول قضايا حقوق الإنسان تقام سنويا ندوة دولية للمرافعات يتجمع فيها محامون من أنحاء العالم يعرض كل منهم مختلف القضايا التي تمس باغتيال حقوق الإنسان.. إنه اليوم الوحيد الذي يستمع فيه الجميع إلي صوت موسيقي واحدة إلي صوت الحرية.
    [img]http://whdany.********************************************/greeh.gif[/img]

  2. #2
    زكرت الصورة الرمزية الجنتل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    220
    [align=center]
    لاحول ولاقوه الا بالله

    يعطيك العافيه اخوي جريح الصمت[/align]
    [align=center][/align]

  3. #3

    مشرفة مؤسسة

    الصورة الرمزية كليوباترا
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    15,620
    جريح الصمت


    تسلم ويعطيك ربي الف عافيه

    دايم مواضيعك حلووه وجديده


    تحياتي

    كيبوو
    [IMG]http://www.****************************************/up/photo/RJg63240.jpg[/IMG]

  4. #4
    ~ [ المديـــر العـــام ] ~
    الصورة الرمزية خــــالـــــد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    الدولة
    الريـاض
    المشاركات
    57,989
    [align=center]جريح الصمت

    .
    .

    الحق يظهر مهما طال الزمن

    أشكرك على حسن اختيارك لـ الموااضيع

    دمت أخي




    أخوكـ / خالد
    [/align]




    [email protected]



    حياكم بتويتري
    kdosary

    أنت الزائر رقم :

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تقرير مجدول حول الحالات النفسية التى يتعرض لها الجنود الأمريكيون فى العراق (اللهم زدهم)
    بواسطة االزعيم الهلالي في المنتدى منتدى نادي الهلال السعودي الزعيم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2012, 08:30 PM
  2. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-06-2007, 10:19 PM
  3. فضائح الجنود الأمريكان مع أطفال العراق بالصور ( المؤثرة )
    بواسطة وردة التوليب في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 05-09-2005, 11:20 PM
  4. حالة الحزن والبكاء تنتاب الجنود الأمريكيين على قتلاهم في الفلوجة !!
    بواسطة عـادل التميمي في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-04-2004, 11:32 PM
  5. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-04-2004, 11:54 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •