الهلال..وأيام الغضب..؟
محمد ينيس



..كل الأندية في العالم تتعرض وتصادف أخطاء التحكيم ..والهلال أمام التعاون أخطأ الحكم القحطاني في حقه .. ولم يحتسب ضربة جزاء واضحة و صريحة بعد عرقلة نواف العابد .. وماذا بعد ..؟
..وهل هي المرة الوحيدة التي تعرض فيها الهلال للغبن من جراء خطأ تحكيمي .. بل ألم يصادف الهلال حكما يخطئ في حق خصمه و لايحتسب له ضربة جزاء ..؟
إن الجميع يشهد بخطأ القحطاني و أمام الهلال عدة طرق قانونية و حضارية للاحتجاج وليس باقتحام المدرب توماس دول الملعب بعد المباراة يستطير شرا و غضبا في اتجاه الحكم ..هل كان في نيته وهو الأجنبي الإعتداء على حكم مواطن سعودي ..؟
وليس الاحتجاج بالطريقة الكاريكاتيرية التي صرح بها رئيس الهلال ..خصوصا و أنه ساهم في تهدئة غضب الجمهور و أوصل الحكام في حمايته بأمان حتى مستودع الملابس وقدم الصورة الحضارية والإنسانية الحقيقية لرجل مسؤول و لرئيس ناد تاريخي وللسمو الرياضي الراقي ولشاعر يحرك نسائم الوجدان ونبض القلوب ..
و إذا جاء هذا الغضب بسبب ضربة جزاء فقد يكون مبررا وعذرا مقبولا ..لكن إذا جاء الغضب لأن الهلال لم يفز فهو عذر أقبح من ذنب و الدليل ..أن شهد شاهد من أهلها ..
قال توماس دول في الندوة الصحفية بعد اللقاء ..< الفريق لم يكن يستحق الفوز بسبب الأداء السئ الذي قدمه اللاعبون..لقد كانوا نائمين طوال مجريات الشوط الأول ولم يقدموا أداء رجوليا في هذا الشوط والإلتحامات لم تكن قوية بالشكل المطلوب >..
..هذا المدرب ..هو مايستحق أن نغضب منه ..وقد تعالت الأصوات تؤكد أنه حتما مدرب أصغر بكثير من تدريب الهلال ..و أنه سيقوده لمزيد من التردي ومزيد من السوء ..ولكن لا أحد يصدق .. وعوض الحكمة التي تعودناها من رجالات الهلال تحول الأمر إلى عناد ومكابرة و إلى مزيد من التشبت به ..
و لأنه يمارس الغباء التكتيكي داخل رقعة الملعب وأصبح < يلخبط > يمينا وشمالا .. فقد انتقل ذلك إلى تصريحات لم أسمع في حياتي مدربا يقول ذلك .. فهو يقزم اللاعبين المحليين .. وهو يقزم الأجانب .. وفي كل شئ ..
قال < الفريق الأولمبي يملك لاعبين مميزين يستطيعون تقديم مستوى جيدا مع الفريق الأول ..>
وهذا يعني أن لاعبي الفريق الأول سيئون و لا يقدمون المستويات الجيدة ..؟
وأضاف ..< الهلال لم يتأثر بغياب لاعبيه الأجانب وأن الفريق كان يستطيع الفوز بدون هؤلاء اللاعبين ..>
و هل هذا مدرب عاقل .. فهو لم يفز .. وكان بالامكان أن يخسر في بعض مراحل المباراة.. و أصلا ..ضد من لعب .. مع فريق يحتضر في ترتيبه ..وقد يتعرض للنزول للدرجة الموالية ..مع كل احترامي لنادي التعاون فكيف ما كان الحال توماس دول لم يواجه فريقا متصدرا وعندما واجه الشباب خسر وتعادل ..ثم تعادل مع الاتحاد الذي أصبح يعاني ويخسر حتى من الفرق أقل منه بكثير تاريخا و إمكانات..
و يبدو أن توماس دول يرغب بإلحاح في الاستغناء عن الهلال الفريق الأول و استبداله بالهلال الأولمبي مع الاستغناء عن كل الأجانب طبعا ..
..أحيانا ..تستعصي علي الكلمات ..لأني لا أصل إلى بدائلها ..القسوة ..الضغط الشرس ..الرأي الصادم ..وأخشى أن أظلم الهلال ..أو مسيرته وتاريخه و رجالاته..فالأزرق لا يستحق أن يصل مرحلة التعادل مع فريق صغير في إمكاناته ..و لا يستحق بكل كبريائه الشامخ أن يشعل زوبعة بسبب ضربة جزاء غير محتسبة و ليس غريبا في كرة القدم أن تضيع ..و لايستحق أن يعذب عشاقه ..حتى يصلوا مرحلة الغضب و مرحلة التوثر ..ولا يستحق أن يلمح أحد لجماهيره أن طرد سلمان الفرج وتوزيع البطاقات ماهي سوى تمهيد لإضعافه في مباراة الأهلي القادمة ..و لا يستحق الهلال من البعض أن يحولوا فشل مدرب وسوء مستوى إلى تلهاية الجماهير بظلم التحكيم وأن هناك من يمارس المكر و الهدم من تحت الطاولة ضد الهلال. فيصبح الأمر معايشة للوهم ..قد يصدقه البعض ..
إننا لا نشك لحظة واحدة في كفاءة و تضحية و جهد وسخاء إدارة الهلال ..لذلك نرغب صادقين ألا يتم إهدار كل هذا البذل والعطاء بسبب مدرب اتفقت الغالبية العظمى أنه سئ .. ولأن التشبت به لا يؤدي سوى لمزيد من التوتر و لمزيد من تواضع المستوى و قد يؤدي ذلك إلى نتائج وأرقام سيئة ..عندها سيكون الهلال قد فقد الصدارة ..والألقاب ..بعد أن فقد المستوى ..لتتم رسميا مخاصمته مع جماهيره