أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


(( أترضاه لأمك ؟ قال نعم ! ))

الحمد الذي كرم بني ءادم ، واصطفاهم للتكليف ، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا
لا يعز إلا من خضع له وركع ، ولا يُدني إلا عباده المؤمنين به الموحدين له . ..

وإن مما لا شك فيه ولا ريب أن أفضل ما شُرف به العبد غيرته على العرض والشرف واعتنائه بالكرامة والمروءة وبهذا فارق بهيمة الأنعام وترفع عن السفلة الطغام ..

وإن خلقا من خلق الله أبوا عن الكرامة ورضوْا بالدُّون ، ورغبوا عن الرِّفعة قانعين بالهُون فيالله كيف وسعت رحمته كل شيء حين يطعم جائعهم ويكسوا عاريهم ويشفي مريضهم وهم له كافرون .

لقد هبط هؤلاء القوم حتى استحت البُهمُ مما عملوا وأطرقت الجبال الصمُ لما فعلوا .. فيا لله كيف يمهلهم ولا يهملهم ويتلطف إليهم ويكلؤهم ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد ، يجاهرونه بالعصيان ويظهر عليهم نعمته ، ويرفعون أصواتهم بالشرك ويسبل عليهم رحمته .. فالحمد لك ، لا ند لك ، والملك لك فلا شريك لك .

وهذه النفوس مريضة واجب علاجها ، فقيرة محتم غناها ، تعيسة وجبت هدايتها ، فاعرف المدخل إلى قلوبهم ..

وإن عبدا من عبيد الله ذهب يدعو في تلك الدول فرأى شبابا قلوبهم بالله كافرة، فرغَّب في الجنة ورهَّب من النار ، وحرم ما حرم الله وأحل حلاله ..
حتى جاء ذكر الزنى –عياذا بالله – وهو يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي حين استأذنه في الزنى فقال أترضاه لأمك ؟ ، قال : اللهم لا ، قال أترضاه لأختك ؟ قال : اللهم لا .

فقاس الحال مع الفارق وشبه السماء بالطارق !!
..
فقال أترضى الفاحشة لأمك ؟
قال وقد امتلأ بطنه من لحم الخنزير وكرع من سُقية السكر : إن كانت راضية بذلك فإني أرضى ما ترضى ..
فلم يع هذا الداعية ما يقول فسأل سؤالا نظيرا له وقال : أترضاه لأختك ؟
قال : هذه حريتها فإن قبلت بذلك فلا يؤلمني ذلك شيئا !!!
فقال أهل العلم منهم يا رجل هؤلاء القوم ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ، وعلى أبصارهم غشاوة .. فإن دعوت هذا الصنف من البشر .. فاعرف مفاتيح قلوبهم المغلقة ، ولن تجد مفتاحا كالحديث عن سعادة العيش ، وهدوء النفس ، وراحة الضمير .. لأن قلوبهم فارغة من ذلك بعد شِبعهم من اللذائذ ..

فالحمد لله على نعمة الإسلام ..