أوضحت عائلة سائق القنصل الأمريكي المتوفى في أحداث القنصلية يوم أول من أمس أن والدهم كان مثالا للأب النموذجي فقد كان طيب القلب وحنوناً يقضي غالبية وقته بصحبة أسرته المكونة من زوجته و8 أبناء أكبرهم وليد (28 عاما) يعمل بإحدى المطابع الكبرى في جدة وأصغرهم حسن البالغ من العمر 9 سنوات يدرس بالصف الثالث الابتدائي.
يقول وليد: "لقد كان خبر وفاة والدي صدمة بالنسبة لي وهو قضاء الله وقدره وقد علمت باقتحام إرهابيين للقنصلية ووجود تبادل لإطلاق النار من أحد أصدقائي كان قريبا من الموقع واتصلت للسؤال عن الوالد ومعرفة ما إذا كان متواجدا بالقنصلية وبالفعل تحدثت مع الوالد على الجوال وسألته عما يجري وعن صحة ما ذكر لي فرد بكلمة "أنا طيب والحمد لله وأنا الآن عندي شغل وأمامي بعض المصابين" وأغلق الجوال فذهبت إلى الموقع مباشرة ولم أستطع الاقتراب من السفارة فقد كانت جميع الشوارع مقفلة وحاولت في تلك الأثناء الاتصال على جوال والدي الذي أغلق بعد تلك المكالمة مباشرة.
ويؤكد وليد أنه ظل يرقب الوضع من بعيد على أمل أن يعرف مصير والده ودامت حيرته حتى الساعة الرابعة عصرا عندما اتصل به خاله ليخبره أنه ذاهب للمستشفى للتعرف على جثة والده وتوجه إلى المستشفى في الحال وتأكد أن والده قد قتل في الحادث وتم نقله للمستشفى في الساعة الثانية عشرة والنصف حسبما علم من إدارة المستشفي.
ويضيف وليد أن والده في الخمسين من العمر وله 5 بنات إحداهن تدرس في كلية الطب بجامعة المكلا باليمن وتسكن عند جدته التي لم تصدق الخبر في اللحظات الأولى من سماعه, بالإضافة إلى إخوته الذكور حسين البالغ من العمر 17سنة ويدرس بالصف الأول الثانوي وحسن البالغ من العمر 9سنوات ويدرس بالصف الثالث الابتدائي ووالدته التي كانت على أعصابها منذ أن علمت بوجود إطلاق نار داخل القنصلية الأمريكية.
وبصعوبة تحدثت زوجة وليد ابن المتوفى بعدما اعتذرت زوجته وبناته عن الحديث تحت تأثير صدمة رحيله الذي لا يصدقونه حتى الآن.
و تقول زوجة الابن إن العائلة عاشت أوقاتا صعبة يوم أمس قبل معرفة مصير والدهم علي بن طالب مؤكدة أنه كان طيب القلب لطيفا مع الجميع وحنوناً يقضي وقته بين عمله والبيت, محبوبا من الجميع سواء على صعيد أسرته أو على صعيد أصدقائه فقد كان خبر وفاته صدمة للجميع.
وتضيف زوجة الابن أن زوجها اتصل على المنزل للتأكد من ذهاب والده للعمل في صباح ذلك اليوم وكان سؤالاً مستغربا فلم يعودنا وليد على الاتصال والسؤال وبالفعل ذهبت إلى حماتي وسألتها حيث أكدت لي خروجه من وقت مبكر وقامت بالاتصال به على الفور حيث أكد لها أنه بخير مضيفا أن هناك مصابين أمامه وأغلق الهاتف ولم يجب بعدها حتى وصلنا خبر وفاته في عصر ذلك اليوم.
وتؤكد زوجة الابن أن عمها علي بن طالب حسن السمعة قضى 40 عاما في المملكة منها 25سنة في العمل بالقنصلية بوظيفة سائق للقنصل معروفا بحسن أخلاقه.
أسرة الفقيد تتوقع أن يتم دفن المتوفى اليوم (الأربعاء) بعد إنهاء كافة إجراءات الدفن مؤكدة أن السفير والقنصل الأمريكي في جدة وكافة العاملين بالسفارة والقنصلية قد عزوهم بوفاة والدهم لما عرف عنه من أخلاق كريمة وحسن التعامل خلال عمله بالقنصلية لمدة 25عاماً.
( م ق ل ) من المصدر ..
تحياتي لكم جميعا .. ..
رد مع اقتباس
-new.gif)
