منذ وصول المدرب الجديد ماتورانا للإشراف على فريق النصر، حدث تطور ملحوظ في أداء الفريق، فقد شاهدنا تحسناً طفيفاً لا يرقى الى طموحات محبيه، لكنها بادرة جيدة وبداية حسنة ربما تطورت الى الأفضل في قادم الأيام، هذه هي الأماني التي تتردد في الشارع النصراوي، وعلى رغم أنني مصر الى هذا الوقت بأن مشكلات النصر ليست تدريبية، إلا ان بداية الرجل العجوز ربما عجلت بحل مشكلات الفريق غير المالية بالطبع لتسير نحو انفكاك الأزمات كافة، ولاحظوا بأن المدرب عبر ثلاث مباريات يلقى الترقب من النصراويين كافة على حد سواء، فالرجل ما عليه كلام، فهو خبير وفاهم شغله تمام، ولكن المشكلات التي قد يواجهها في المستقبل هي مسالة التدخلات في عمله من المحيطين به، وربما تكون البداية مع أول خسارة يتلقاها الفريق وهو ليس بعيداً عنها (ليس هناك فريق لا يخسر).

وعلى النصراويين بعد أن لاحت لهم بوادر مطمئنة، بأن يعملوا لترسيخ هذا الأمر في وجدان كل متابع بشكل عام والنصراوي بشكل خاص، فلابد أن يكون هناك تحديث للسياسة النصراوية، من حيث الاختصاص، فما للمدرب يترك له، وما لغيره يبقى لديهم، أما أن يدار الفريق بألف مدرب، فهذا أمر لن يعجل بحل المشكلات النصراوية، ومنذ عودة الأمير الوليد بن بدر للإشراف على الفريق، تغيرت أمور كثيرة، حتى مسألة الخطاب النصراوي أصبحت لغته منطقية، فقد أجاب المشرف العام على سؤال فني وجه له بعد مباراة الرائد، فاعتذر عن الإجابة وطالب السائل بالتوجه الى المدير الفني للفريق، وهي رسالة تبعث على الارتياح وتزرع الكثير من الأمل، ومثل الوليد كان رئيس النادي منطقياً وشفافاً وهو يجيب على أسئلة مذيع القناة السعودية الرياضية الأولى، عندما قال سنجتمع مع المدرب لنرى ماذا يحتاج من لاعبين، ثم تحدث عن الأزمة المادية (للمرة الأولى اسمعه يتحدث عن أزمة مالية) فقد يكون التقصير مني بعدم متابعتي الجيدة، وهي لغة أخرى في غاية المنطقية، فالنصر لم يعد كما كان في السابق، غير مفهوم المعالم ولا حتى ما يجري فيه، بل ان الأمير فيصل بن تركي، كان صريحاً وهو يتكلم عن اللاعبين المحليين المتوقع مجيئهم للنصر بحسب الأنباء الإعلامية، فقال: «أنت تعرف بأن النصر هو الأول في ترويج اللاعبين من الإعلام».
ولعلنا ندرك بأن الكثير من الحراك النصراوي تفاعل مع المطالب الجماهيرية، فقد طال صبر هذه الجماهير وهي ترى السباق المحموم حول الصدارة بينما فريقها ضمن فرق الوسط منذ مواسم عدة، وعلينا من الآن ان نستبعد مسألة الخلافات النصراوية، فهناك شبه اتفاق على عودة النصر من جديد للواجهة، أما تفسير ذلك فهي الدعوة التي قدمها رئيس النصر الى أعضاء الشرف بأهمية الدعم المادي وهذا دليل بأن الرجل قد لمس حاجة هؤلاء الأعضاء الى التكاتف ومن دون الوفرة المادية من الصعب تلبية المطالب كافة وتحقيق كل الخطط التي ما زالت قابعة في أدراج مكتب الرئيس.