يحلو لبعض الناس الإسهاب في الحديث والإطالة في الكلام..
بل ابتُلي بعض الناس بذلك بحيث لايستطيعون الفكاك عنه..
وإذا أراد أحدهم أن يتكلم أو أن يدلي بمعلومة أو أن يوصل فكرة فإنه يفصل فيها تفصيلاً مملاً..
ويحوم حول الموضوع ويدور حول الفكرة.. ولايوصل مايريد إيصاله إلاّ بعد مشقة وعناء,, وإطالة مؤذية..
ويزداد الأمر سوءاً إذا كان وقت المستمع ضيقاً..
وعنده من الأعمال والواجبات مايجعله يحتاج إلى كل دقيقة وثانية...


ومن الطرائف في هذا الموضوع أن أحد الأعراب كان له ابن كثير الإطالة.. فجاء له يوماً فقال له :
يابني : هلاّ اختصرت الكلام إذ لا تحسن الحديث! فقال نعم,, أفعل إن شاء الله تعالى...

فذهب الابن ذات يوم إلى السوق واشترى ثياباً ثم عاد إلى داره وبيده الثياب...
فقال له والده : ماهذا يابني؟ فقال جباعة! فقال الوالد : وما جباعة من كلام العرب؟!
قال الابن : جبة ودراعة (أراد الإختصار)!!

فقال الوالد ومن أين اشتريتها؟

قال من سوق! فقال الوالد يابني أضف الألف واللام... قال الابن : من سوقال!!
فقال الوالد : يابني قدم الألف واللام... قال الابن : ألف لام من سوق!!!

فقال الوالد مايمنعك من أن تقول من السوق؟! قاتلك الله! والله إنك ما أردت إلاّ الإطالة!

إن الكلام الفصيح هو الكلام الواضح الدقيق الذي ليس فيه إيجاز مخل ولا تطويل ممل,،
إذ أنه الكلام الوسط ، فخير الكلام ما قل ودل .

وتعظم المصيبة عندما يصاحب الإطالة تأن وتمطيط ، فيكون الكلام فيه إطالة واسترسال وإلقاء بأسلوب بطيء يتجاوز المعقول ، بحيث يجعل المستمع بين نارين : نار الإطالة ونار التمطيط.

لذلك النصيحة التي يمكن ذكرها هنا هي أن يحرص الإنسان على الاختصار ، وعدم ذكر التفصيلات غير المهمة ، لا سيما مع الذين ليس لديهم الوقت الكافي للاستماع إليهم.

منقوووووووووووووول