هذا المساء كان الإحساس مختلفـًا

الأوراق بين يدي ترتعش

على طاولتي أعددت وريقاتي

وحبست الأنفاس استعدادًا لنفض غبار الهم

و هاهو القلم يحن كي يسطر و يبوح

السؤال الأكبر و على أول السطر

ماذا فعلت أنا ؟ كي يفعل بي هكذا ؟؟

هربت الأوراق من بين يدي

فرت مسرعة دون أية التفاتة

لان مرآة الحق انعدمت

تركتهم و في القلب جراح و ألم

و شوق و حبٌّ إلى كلمة تعبر عن شوق متبادل

هاهو الليل يروي قصة ولـــع

و هاهو القلم

يكتب بين ثانيا الورق هاتين الكلمتين

جرح يبرأ .... و جرح لا يبرأ


هذا المساء كان مختلفـًا

السماء و قمرها ينادياني

و يمهدان لقلمي جلسة سماوية فوق السحب

شوقا لهذا المكان و أحبة هذا المكان

أمرني قمري و تساقطت جراحات الماضي شهبا

هل حدث و أن ناداكم القمر ؟

و جلستم معه في ليلة قمرية ملتهبة الأشواق و السحر ؟

أنا قمري كان لي شاعرا و قلبا و قلما و صديقا حانيا

هناك كنت أجلس

على التل فوق الرمال أنقش عبيرًا من ذهب

و هو هنا يناظر الأحرف

و يرسل ضياءه نورا يشق صدري

و حبا يملأ كياني ووهجا يغسل روحي

عمراُ جديداً الآن بدأ

الطريق ما كان قد سلف

و اللحظة آتية بما سيأتي

أقفلت بوابة النواح

و أشعلت شمعة الحياة

مهدت الطريق لدرب الحب

و زرعت الأخضر فوق ممر الحاضر

و مهما نفخ مزمار الكيد و زيف الأقوال

لن أوليه اعتبار

سأمضي حيث أشاء

و أحضن القمر

لا يا وعد الأمس فقد نسيت الماضي

و ضياء الحاضر هو مصباح دربي

الأصداف ليست كلها محملة باللآلئ

و أنا أيضا لست لؤلؤة في قلب صدفة

كم من عمرٍ ضاع وراء الغمام

و كم من قصيد ضاع وراء الكلام


أختكم روح محبة

روح العطش