رتب المعلمين.. هل ستحل المشاكل؟!

رتب المعلمين موضوع كثر الحديث حوله وعنه هذه الأيام؛ فالمنتديات والصحف الإلكترونية والورقية ومجالس المعلمين والمعلمات تعج بهذا الموضوع، ووصل الحال ببعضهم إلى التفنن في تصميم جداول تفصل هذه الرتب من حيث الأسماء والمميزات والحوافز والبدلات.

وقد صدر عن وزارة التربية والتعليم قبل أيام تصريح ينفي صحة تلك الأسماء والعلاوات المقررة لكل رتبة، وأوضحت في هذا التصريح أن رتب المعلمين التي تعتزم الوزارة إقرارها ليس لها علاقة بالسلالم أو الدرجات الوظيفية كما تم تداوله في أوساط المعلمين والمعلمات. وأوضح هذا المصدر أن هذه الشائعات جاءت بسبب الخلط بين الرتب والمراتب، رغم أنه لا علاقة لبعضهما ببعض نهائياً.

إن قرار رتب المعلمين الذي تعتزم الوزارة إقراره وتطبيقه قرار صائب، يستطيع معه المعلِّم أن يشعر بنوع من التجديد والتطوير والتخفيف من أعباء الحصص والأنشطة والمهام الأخرى مع تقدمه في سنوات الخبرة، وكذلك يشعر المعلِّم القديم بأن هناك فرقاً بينه وبين المعلِّم الجديد، الذي كان طالباً بين يديه قبل سنوات.

إن المعلمين والمعلمات جميعاً يرحبون بمثل هذا القرار، ويؤكدون أن هذا القرار سيعطيهم حافزاً معنوياً وتشجيعياً يساعدهم على أداء رسالتهم بكل كفاءة واقتدار، ويشجعهم على بذل المزيد من الجهود التي تصب في مصلحة الطالب بالدرجة الأولى، ولكنهم في الوقت نفسه يؤكدون أن قرار الرتب إذا لم يُصاحَب بإقرار حقوقهم المتمثلة في إعطائهم درجاتهم المستحقة، والمبالغ المالية التي ذهبت من حقوقهم طيلة السنوات الماضية من جرّاء تعيينهم على مستويات أقل من مستوياتهم المستحقة بدءاً من عام 1416 هـ، فإن هذا القرار ليس له أي معنى بالنسبة لهم، وسيعتبرونه محاولة للتغطية على مطالباتهم بحقوقهم المشروعة التي كفلها لهم النظام.

المعلمون جميعاً والمعلمات يتمنون أن يكون عامهم هذا، الذي سُمِّي باسمهم، عام إغلاق ملفاتهم المفتوحة كافة، وحل قضاياهم ومشاكلهم التي اتُّهِموا كثيراً بسببها بأنهم يتمتعون بقدر كاف من الجشع والطمع، وربما لم يعلم الكثير بتفاصيل قضيتهم؛ فقد تعبوا من كثرة المطالبات، وصُدموا من كثرة التجاهلات، فإذا لم يكن هذا العام هو فعلاً عام المعلم الذي تنتهي فيه جميع مشكلاته فمتى سيكون ذلك العام؟!

وبالعودة إلى تصريح المصدر المسؤول بوزارة التربية والتعليم، الذي بيَّن فيه أن هناك فرقاً بين الرتب والمراتب، فإن كل معلِّم طُبِّقت في حقه المادة 18 أ يتساءل بكل تعجب: لماذا تساوت المستويات والمراتب حينما طُبِّقت المادة 18 أ بحق المعلمين، وهي تختص بالموظفين من أصحاب المراتب؟!
أما الآن عندما جاء الحديث عن رتب المعلمين فأصبح هناك فرق بين الرتب والمراتب؟!
رفقاً بالمعلمين يا مسؤولي الوزارة، رفقاً بهم وبعقولهم؛ فلديهم ما يكفيهم!!

علي محمد الثوابـــي