[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]إذا هونت ما قد عز هان, وإذا أيست من الشيء سلت عن نفسك: ( سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون)
قرأت أن رجلاً قفز من نافذة وكان بإصبعه اليسرى خاتم, فنشب الخاتم بمسمار في النافذة, ومع سقوط الرجل اقتلع المسمار إصبعه من أصلها, وبقي بأربع أصابع, ويقول عن نفسه: لا أكاد أتذكر أن لي أربع أصابع في يد فحسب, أو أنني فقدت إصبعاً من أصابعي إلا حينما أتذكر تلك الواقعة, و إلا فعملي على ما يرام, ونفسي راضية بما حدث, قدر الله وما شاء فعل.
لا تقل للنار أح إن قلت أحاً......................... فرح الجاني وساح الدمع سَحَّا
إن الخنساء النخعية تخبر في لحظة واحدة بمقتل أربعة أبناء لها في سبيل الله بالقادسية, فما كان منها إلا أن حمدت ربها وشكرت مولاها على حسن الصنيع, ولطف الإختيار , وحلول القضاء, لأن هناك معيناً من الإيمان, ورافداً من اليقين لا ينقطع, فمثلها تشكر وتؤجر وتسعد في الدنيا والآخرة, وإن لم تفعل هذا فما هو البديل إذن؟! التسخط والتضجر الاعتراض والرفض, ثم خسارة الدنيا! ( فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط)
إن بلسم المصائب وعلاج الأزمات قولنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
والمعنى: كلنا لله, فنحن خلقه, وفي ملكه, ونحن نعود إليه, فالمبدأ منه والمعاد إليه, والأمر بيده, فليس لنا من الأمر شيء.
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة.................... فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا
لو فوجئت بخبر صاعق باحتراق بيتك, أو موت ابنك, أو ذهاب مالك, فماذا عساك أن تفعل؟ من الآن وطن نفسك لا ينفعك الهرب لا يجدي الفرار والتملص من القضاء والقدر, سلم بالأمر, وارض بالقدر, واعترف بالواقع, واكتسب الأجر, لأنه ليس أمامك إلا هذا. نعم هنالك خيار آخر ولكنه رديء وأحذرك منه, إنه : التبرم بما حصل والتضجر مما صار, ولكن تحصل على ماذا من هذا كله؟! إنك سوف تنال غضب الرب جل في عليائه, ومقت الناس, وذهاب الأجر, وفادح الوزر, ثم لا يعود عليك المصاب, لا ترفع عنك المصيبة, ولا ينصرف عنك الأمر المحتوم: (فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)...
ودمتم
سالمين,,,[/grade]