العالمة السعودية الدكتورة إلهام أبو الجدايل توصلت إلى علاج سرطان الدم والسكري و...
بتواضع وإيمان قوي بالله، وهدوء لا يخطئه من يحاورها، عرفت نفسها عندما سألتها «سيدتي»: من أنت؟ فقالت: «أنا باحثة وأم وزوجة»، رغم أهمية ما توصلت إليه من اكتشاف في علم الخلايا الجذعية، وهو ما جعلها واحدة من أشهر وأهم علماء هذا العلم. إنها العالمة السعودية، إلهام محمد صالح أبو الجدايل، ابنة مدينة جدة، التي استطاعت أن تتوصل إلى أهم اكتشاف طبي في مجال الخلايا الجذعية، وتمكنت به من فتح أبواب، ظنها العلم في السابق، مغلقة، التقيناها في بيت والدها بجدة، فور قدومها من لندن، وكان الحوار التالي..
المرحلة الأولى في حياتك؟
بالطبع مرحلة مهمة، كنت بطبيعة الحال مازلت طفلة صغيرة، وبالتالي كانت مرحلة بسيطة جداً، مليئة بالفرح، مثل حياة أي طفل يعيش في السعودية، ألعب وأمرح وأذهب للمدرسة، وأعيش في جو عائلي صحي ومشجع للعلم والتفوق، كنت قليلة الكلام، أفضل الاستماع أكثر من الرغبة في الكلام، فمنذ صغري وأنا أحب الهدوء وتزعجني الضوضاء.
هل نعتبر هذه الصفة سر نبوغك؟
أعتقد ذلك، لأن الإنسان عندما لا يتحدث كثيراً تكون لديه مساحة أكبر للتفكير.
ماذا عن المرحلة الجامعية؟
حصلت على الثانوية من جدة، وانتقلت إلى بريطانيا للالتحاق بالجامعة، وكان قراراً شجاعاً من والدي، رحمه الله، إذ سمح لي بالسفر للدراسة بالخارج في هذا السن المبكرة، ثقة منه في ابنته، وحبه للعلم، ورغبة منه في أن أحقق هدفي، وكلها عوامل دفعته للموافقة، رغم معارضة بعض أفراد الأسرة، فوالدي لاحظ ميولي للعلم والنبوغ، وحبه للعلم دفعه أن يعوض ما فاته من تعليم في أبنائه، فهو تعلم حتى المرحلة الرابعة الابتدائية فقط، لذلك كان لديه تعطش للعلم، وأستطيع أن أقول إن حبي لوالدي ورغبتي في تحقيق أحلامه كانا من أهم عوامل نجاحي.
علم الخلايا
لماذا التخصص في علم الخلايا الجذعية؟
ميولي للتخصص في علم الخلايا نشأ معي منذ الصغر، فعالم الخلايا مليء بالأسرار، والخلايا في معمل الأبحاث واحدة، وتتبع نظاماً واحداً، والخلايا السليمة ذات خصائص واحدة، وعلم الخلايا من الداخل والخارج عالم جميل جداً، كأنه الكون الداخلي.
العلاج بالخلايا الجذعية من أكثر العلاجات إثارة للجدل لماذا؟
الخلايا الجذعية ثلاثة أنواع، منها ما هو مكون من الأجنة، وهذا ما يثير الجدل الأخلاقي والديني، ومنها ما هو مستخرج من الحبل السري، ومنها ما هو مكون من خلايا بالغة النمو، وهي الطريقة التي اخترعتها، وبالطبع تختلف عن الاستنساخ، بل هو بديل عن الاستنساخ، ما أقوم به هو تحويل خلايا كاملة النمو، كخلايا كريات الدم البيضاء، إلى خلايا جذعية، وفي هذه الطريقة نحن لسنا في حاجة إلى متبرع ولا إلى بويضات، فقط تعتمد الطريقة على تحويل خلايا في جسم الإنسان إلى خلايا جذعية شبابية، لتعمير أنسجة الجسم المختلفة، كالجهاز المناعي، وكريات الدم الحمراء، والعظام، والغضاريف، والأعصاب، وتحفز وظائف الكبد والبنكرياس، وعضلات قلبية، حيث أصبح بالإمكان تجديد الخلايا بعد نموها وإعادتها إلى مراحلها الأولى غير المتخصصة، وتوجيهها لأداء وظائف جديدة، وهو ما يمهد عملياً لتصنيع أنسجة وأعضاء بشرية جديدة بدل التالفة.
هل بدأتم مرحلة العلاج، وما الأمراض التي يتم علاجها بهذه الطريقة؟
بدأنا منذ خمس سنوات، وأنا هنا لا أتحدث عن علاج، بل عن شفاء، فهناك فرق بين علاج الأمراض والشفاء منها، ولقد شفينا القلب الفاشل، الكبد التالف، التليف الكلوي، الكبد الوبائي، السكري النوع الأول والثاني والثالث، التصلب اللويحي المتعدد، والعديد من الأمراض العصبية التي تصيب الأعصاب الحركية، الشلل الرعاش، سرطان الدم، ونعالج كل شيء تالف في جسم الإنسان، نعالج العقم عند النساء، وفقدان الخصوبة، وبشكل مبسط ما توصلت إليه يشفي جميع الأمراض المكتسبة التي تصيب الإنسان.