النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة: "الاستغلال الجنسي"

  1. #1
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية شهانة ذوق
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    740

    العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة: "الاستغلال الجنسي"

    العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة: "الاستغلال الجنسي"

    لعنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة: "الاستغلال الجنسي"



    *عادل أبو بكر الطلحي
    تشير بعض الادبيات والمراجع إلى الأساليب المتبعة في معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة، كانت تتم بصورة سيئة كالضرب، أو الاحتقار، أو الربط بالسلاسل، أو الحرق، أو السجن، أو التعذيب، وغيرها من أساليب العنف،وهذه الأساليب في معاملة لم تكن قاصرة علي مجتمع بعينه أو ثقافة بعينها بل كانت منتشرة في كثير من المجتمعات باعتبار قيمة الفرد كانت تتحدد بمقدار صلاحيته لاداء وظيفة ما علي الوجه الاكمال، والإنسان الصالح هو الذي يتمتع بقوي عقلية وجسمية سليمة تؤهله للبقاء.

    بدأت أول مظاهر رعاية المعاقين عند القدماء المصريين حيث أكدوا على أهمية العناية بالفرد وأسرته في حالات المرض والعجز كأسلوب يدعم المجتمع، وعُرف علم الأعشاب لعلاج المرضى وأصحاب العاهات، وكان الكهنة يصلون لشفاء هؤلاء العجزة، كما أدت الفلسفة الأخلاقية التي ظهرت في كل من الهند والصين متمثلة في قانون (مانو) وفي الصين في تعاليم (كونفشيوس) إلى اعتناق مفاهيم الفضيلة والأخلاق والسلام كطرق تؤدي إلى المعرفة ومن تم الرحمة بالضعفاء والعناية بالمرضى والمعاقين كأحد مظاهر تلك الفضيلة، ولكن رغم أهمية الحضارة الإغريقية القديمة وما قدمته للمعرفة الإنسانية، من معارف وعلوم إلا إن الطابع العقلي والطبقي والمثالي الذي ساد فلسفاتهم لم يقدم عطاء يذكر لرعاية ذوي العاهات والعناية بالعجزة، "فنظرة أثينا إلى الإعاقة كانت نظرة ازدراء واحتقار، لقد كان سقراط يرى "بأن قيمة كل شئ تقدر بصلاحيته لأداء وظيفته على الشكل الأكمل" ويرى أفلاطون "بأن المعاقين ضرر بالدولة ووجودهم يعيق قيام الدولة بوظيفتها والسماح لهم بالتناسل يؤدي إلى إضعاف الدولة "، كان يخص المعاقين عقليا، كما رفع أفلاطون شعار " العقل السليم في الجسم السليم"، وكان يريد لجمهوريته أن تقوم على أرستقراطية العقل وصحة الجسم، ولذلك فقد دعا إلى نفيهم خارج الدولة وعدم السماح لهم بدخولها حيث لا يبقى في الدولة سوى الأذكياء والقادرين على الإنتاج أو الدفاع أو الحكم ,أما في (إسبرطة) فلم يكن يصلح بين أبنائها الضعيف أو المريض أو ذو العاهة والقانون ينص على التخلص من الأطفال المعاقين عن طريق تعريضهم للبرد القارص أو إلقائهم في نهر ((أورتاس)) حتى يموتوا غرقا، أما في الحضارة الرومانية فلم يكن المعاق بأحسن حالا فقد كان الأب يُعرض عن الابن المصاب بالتشوه أو العجز فيلقي به في الطريق ليصبح من الرقيق أو المهرجين.

    ومما لاشك فيه ان الأشخاص ذوي الإعاقة هم اكثر من غيرهم تعرضين للعنف والاستغلال والإساءة حيث تشكل الإعاقة مصدرا جاذبا لتعرضهم لهذا النوع من الممارسات حيث كشفت العديد من الدراسات الاجتماعية الحديثة عن تعرض الأشخاص ذوي الإعاقة لأشكال مختلفة من العنف الجسدي والضغوطات النفسية والتمييز الاجتماعي، مما يضاعف من حجم معوناتهم علي مستويات عدة ويعمق لديهم الشعور بالإحباط والدونية رغم كونهم عنصر اساسي من عناصر المجتمع، ويمتلك الكثير منهم ما يكفي من القدرات للاندماج في الحياة العامة، وتشير احدي الدراسات ان تسبة العنف ضد الأشخاص ذوي الإعاقة تتضاعف مقارنة بالعنف ضد الطبيعيين بنسبة 1: 2 تشير احدي الدراسات في الولايات المتحدة الامريكية في عام 2008 إلى ان 90% من الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية لابد وانهم تعرضوا لنوع من الإساءة الجنسية في مرحلة معنية من مراحل حياتهم، ان 80 % من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية تعرضوا لهذه الإساءة.

    إذ يتعرض علي الأقل 20% من الإناث ومن 5% إلى 10% من الذكور في الولايات المتحدة الأمريكية للإساءة الجنسية كل سنة. وعلي الرغم من أن هذه الإحصائيات المرتفعة مزعجة فإن الأشخاص المعاقين عقلياً وغيرهم من ذوي الإعاقات النمائية الأخرى أكثر عرضة للمعاناة من مخاطر الإساءة الجنسية ويتوقع بطبيعة الحال أن تزداد نسب أو معدلات تعرضهم لمختلف صيغ هذه الإساءة مقارنة بغيرهم من الأشخاص العاديين أو مقارنة الأشخاص من ذوي الإعاقات الأخرى. وبالتالي يمكن التأكيد مع سوبسي ودوي، أن الضحايا ذوي القصور في القدرة العقلية أو ذوي الإعاقة العقلية أكثر احتمالاً للتعرض للإساءة بصيغها المختلفة خاصة الإساءة الجنسية.

    يشكل غياب القوانين والأنظمة التي تتناول ظاهرة واستغلال للأشخاص ذوي الإعاقة والقيود المفروضة علي هؤلاء المعاقين وأسرهم وغياب الوعي الاجتماعي وعدم معرفة للأشخاص ذوي الإعاقة للوسائل والجهات التي يمكن التي يلجؤا اليها في حال تعرضهم للعنف والاستغلال من الاسباب الرئيسية لعدم القدرة علي كشف مدي استفحال هذه الظاهرة، كذلك تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية دورا فاعلا في عدم الكشف عن حالات العنف والتمييز التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أشارت بعض الدراسات ان نسبة الكشف عن جرائم العنف ضد الافراد المعاقين في جمهورية العربية المصرية في عام 2007 لا تتعدى 10 % بينما يظل الكثير من هذه الجرائم طي الكتمان داخل المنازل أو داخل دور الرعاية والتأهيل.

    بعض الحقائق عن الإعاقة:

    • نحو 10 % من سكان العالم، أو 650 مليون نسمة مصابون بشكل من أشكال الإعاقة.
    • تختلف الاحصائيات التي تحدد رقم الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم حسب تعريف الإعاقة فمنظمة الصحة العالمية تعرف الأشخاص ذوي الإعاقة بانهم اؤلئك الذين يعانون من إعاقة حركية أو إعاقة حسية (العمي والصمم) أو إعاقة عقلية وتشير منظمة إلى ان هناك 200 مليون طفل معاق يشكلون 10 % من أطفال العالم الذين يولدون بإعاقة أو يكتسبون الاصابة بالإعاقة قبل عمر 19 عاما.
    • 80 % من الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون في البلدان النامية، استنادا إلى برنامج الامم المتحدة الانمائي
    • حسب تقديرات البنك الدولي، فان نسبة تبلغ 20 % من افقر الناس في العالم من الأشخاص ذوي الإعاقة.
    • النساء والفتيات المعوقات اشد عرضة لسوء معاملة، كشفت دراسة استقصائية محدودة جرت في روسيا والهند 2004، ان جميع النساء والفتيات تقريبا يتعرضن للضرب في المنزل، وان 25 % من النساء اللائي يعانين من تخلف عقلي تعرضن الاغتصاب وان 6 % م النساء تعرضن للعقم قسرا.
    • استنادا إلى منظمة اليونسيف فأن 30 % من أطفال المشردين في الشوارع هم من فئة الأطفال ذوي الإعاقة حيث يتم استغلالهم في التسول والسرقة المنظمة.
    • تبين الدراسات الحقوقية بشأن تشريعات الإعاقة ان 45 بلدا فقط لديها قوانين مكافحة التمييز وغيرها من القوانين الخاصة بالعجز.
    • حددت منظمة العمل العربية بأن هناك 20 مليون من الأشخاص ذوي الإعاقة في الوطن العربي.
    • تشير منظمة الصحة العالمية بأن 98% من الأطفال من ذوي الإعاقة لا يحظون بتعليم رسمي، وتعيش الأغلبية العظمى منهم دون الرعاية الصحية وخدمات التأهيل الملاءمة.
    • كما تشير منظمة الصحة العالمية 50 % من حالات الإعاقة يمكن الوقاية منها.
    • كما تشير منظمة الصحة العالمية الوفيات بين الأطفال ذوي الإعاقة تصل إلى 80%.
    • تم الإبلاغ عن أكثر من 2.9 مليون حالة اعتداء على الأطفال خلال العام الماضي في الولايات المتحدة (حسب اللجنة الوطنية للوقاية من الاعتداء على الأطفال).

    المنظور تاريخي للإعاقة يمكننا ان نقسمه إلى خمسة مراحل:
    المرحلة الأولى:

    أتسمت هذه المرحلة بالقمع والإهمال والنظرة الدونية لتلك الفئة واستمرت حتى القرن الخامس الميلادي.
    المرحلة الثانية:
    حيث أتسمت بتدخل الخرافات في النظرة للمعاقين أما بأنهم أصحاب كرامات أو كشياطين أو أشرار. وارتباطاً بالتراث الإسلامي ظهرت بعض المؤسسات الدينية لتعديل هذه النظرة لتكون أكثر واقعية لرعاية تلك الفئات.
    المرحلة الثالثة:
    ظهرت في بدايات القرن السابع عشر الميلادي وارتبطت الرعاية لتلك الفئة بالمستوى الاقتصادي والطبقي في ذلك الوقت.
    المرحلة الرابعة:
    حيث وارتبطت بعصر التنوير أو النهضة الحديثة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتوالي التشريعات الخاصة برعاية المعاقين اجتماعيا واقتصادياً.
    المرحلة الخامسة:
    وتعتبر هي مرحلة الانطلاق في رعاية الفئات المعاقة وانعقاد المؤتمر الثاني حول التشريعات المتعلقة بالمعاقين عام 1978م، واعتبار عام 1981 العام الدولي للمعاقين.

    تعريف العنف
    عرفت معظم القوانين العنف بأنه " كل فعل ظاهر أو مستتر مباشر أو غير مباشر، مادي أو غير مادي، موجه لإلحاق الأذى بالذات أو بالآخر أو جماعة أو ملكية واحد منهم، هذا فعل مخالف للقانون ويعرض مرتكبه للوقوع تحت طائلة القانون لتطبيق العقوبة عليه ".

    التعريف الاجتماعي للعنف " هو الانماط السلوكية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة، تؤدي إلى تصرفات غير اجتماعية وغير تربوية خطيرة تتعارض مع القوانين والمواثيق.

    كما يتم تعريف العنف في معظم الدراسات على انه لا يعني فقط الاعتداء الجسدي أو المعنوي على شخص ذوي الإعاقة بل هو ايضا أشكال السلوك الفردي والاجتماعي المباشر وغير المباشر الذي ينال من الشخص ذوي الإعاقة ويحط من قدره ويمنعه من الحصول على حقوقه الشرعيه بل ويسلبه هذه الحقوق عن طريق إذلاله وإيذائه جسديا ولفظيا.

    وطبقا لتعريف الأمم المتحدة فإن العنف ضد الطفل هو "أي فعل أو تهديد بفعل يؤدي إلى إحداث أذى جسدي أو نفسي أو جنسي أو يحد من حرية الطفل بسبب كونه طفلاً تحت الوصاية (الولدان أو أحدهما أو الوصي) أو الدفع به إلى أي من الصور المختلفة للاستغلال".

    وعلى هذا فليس المقصود بالعنف هو العنف البدني أي المادي فقط بل يمتد معنى العنف إلى ما هو أشمل وهو العنف النفسي، وهو الأخطر تأثيراً على شخصية ونمو الطفل، حيث تشير نتائج الدراسات المختلفة أن التعرض للعنف في مرحلة الطفولة هو أحد أبرز الأسباب المسئولة عن ظهور الإعاقات النفسية المعرقلة لتطور ونمو الشخصية السوية والمسئول الأول عن ارتفاع المعدلات الدولية للإصابة بالاكتئاب المعرقل للعمل والإنتاج والذي يعد سبباً أساسياً للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

    وتشير الموسوعة العلمية (universals) أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية.

    وذكر قاموس (Webster) أن من معاني العنف ممارسة القوة الجسدية بغرض الإضرار بالغير، وقد يكون شكل هذا الضرر مادياً أو معنوياً من خلال تعمد الإهانة بالسباب أو التجريح.

    وفي ضوء ما سبق يمكن تعريف العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة " بانه كل أشكال سلوك المباشرة أو غير المباشرة اللفظية أو غير اللفظية، الظاهرة أو المستترة، المادية أو المعنوية، السلبية أو غير السلبية، يترتب عليها الحاق الأذى أو ضرر أو إساءة معاملة أو إساءة أطفال ذوي الإعاقة، مما يترتب عليها آثار جسمية أو نفسية أو اجتماعية، وهذه سلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق الوطنية والاقليمية والعالمية ".

    ويجسد العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة في مظاهر كثيرة لكن اهمها الاستغلال الجنسي وهذا ما تحاول ورقتنا التسليط ضوء حوله.
    لهذا يمكننا الاشارة هنا إلى مصطلح "الاستغلال الجنسيّ" إلى كلّ الأطفال حتى سنّ 18 سنة، وليس لقضايا "سنّ الرشد" المعرّفة محلّيّاً صلة بحقّ الطفل بالحماية.

    تتعامل الفقرة 2 من بروتوكول اختياريّ لاتفاقيّة حقوق الطفل مع ثلاثة أشكال للاستغلال الجنسيّ: (1) بيع الأطفال، ويعرّف بأنّه أيّ عمل أو صفقة ينقل بموجبها شخص أو مجموعة من الأشخاص طفلاً إلى مجموعة أخرى مقابل أجر أو أيّ اعتبارات أخرى؛ (2) بغاء الأطفال، وهو استخدام الطفل في النشاطات الجنسيّة مقابل أجر أو أيّ اعتبارات أخرى؛ (3) العمل الإباحيّ للأطفال، وهو أيّ عرض بأيّ وسيلة لطفل يمارس نشاطات جنسيّة حقيقيّة أو محاكاة أو أيّ عرض للأعضاء الجنسيّة للطفل لأغراض جنسيّة بالدرجة الأولى.

  2. #2
    ~ [ نجم ماسي ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    728

    رد: العنف ضد الأطفال ذوي الإعاقة: "الاستغلال الجنسي"

    كالعادة ابداع رائع
    وطرح يستحق المتابعة
    شكراً لك
    بانتظار الجديد القادم
    دمت بكل خير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 14-08-2014, 11:08 AM
  2. الطفل "فهد" يتحدى الإعاقة بالرسم وكتابة القصة
    بواسطة رحمةالله في المنتدى للموهبين و ذوي الإحتياجات التربوية الخاصة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-11-2011, 06:50 PM
  3. الابتدائية الرابعة " حلقة تنشيطية حول العنف "
    بواسطة القنبلة الذكية في المنتدى الإرشاد الطلابي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-12-2009, 02:57 AM
  4. .."""""""......""""""""......""""""""..........هنا تقبل التعازي في وفاة اختنا العزيزة
    بواسطة بنت مضاوي في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 25-09-2006, 08:56 PM
  5. "هدى" حكاية جديدة في قصة العنف الأسري ضد الصغار
    بواسطة هلالي^الشرقية في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 14-12-2005, 06:32 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •