جابر بن عبدالله رضي عنه الصحابي الجليل قتل أبوه في معركة أحد
وخلف عنده تسع أخوات ليس لهن عائــل غيره وخلف دين كثير
على ظهر هذا الشاب الذي لا يزال في أول شبابه فكان جابر دائــم ساهم
الفكر منشغل البال بأمر دينه واخواته والغرماء يطالبونه صباح ومساء
خرج جابر مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع وكان لشدة فقره على
جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير ولم يجد جابر ما يشتري به جمل فسبقه الناس وصار هو في آخر القافلة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في آخر الجيش فأدرك جابر وجمله يدب به
دبيب والناس قد سبقوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك ياجابر؟
قال :يارسول الله ابطأ بي جملي هذا..
فقال : النبي صلى الله عليه وسلم آنخه.. فأناخه جابر وأناخ النبي صلى الله عليه وسلم ناقته
ثم قال : اعطني العصا من يدك أو اقطع من الشجرة .. فناوله جابر العصا .. برك الجمل على الارض كليلا ضعيف ... فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم الى الجمل وضربه بالعصا شيئــا يسيرا........
فنهض الجمل يجري قد امتلأ نشاطا فتعلق به جابر وركب على ظهره ... مشى جابر بجانب النبي صلى الله عليه وسلم .. فرح مستبشر.. وقد صار جمله نشيط سباق.. التفت صلى الله عليه وسلم الى جابر..
وأراد ان يتحدث معه ..فما هي الأحاديث التي اختارها النبي صلى الله عليه وسلم ليثيرها مع جابر....
جابر كان شاب في أول شبابه... هموم الشباب في الغالب تدور حول الزواج وطلب الرزق.....
قال النبي صلى الله عليه وسلم ياجابر.. هل تزوجت....
قال جابر :نعم ..
قال بكر ام ثيب ....
قال بل ثيب....
فعجب النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن شاب بكر في أول زواج له ... يتزوج ثيب.. فقال ملاطف لجابر
هلا بكر تلاعبها وتلاعبك.....
فقال جابر : يا رسول الله ..ان أبي قتل في أحد....وترك تسع أخوات ليس لهن راع غيري .. فكرهت أن أتزوج فتاه مثلهن فتكثر بينهم الخلافات......فتزوجت أمرأه أكبر منهن لتكون مثل أمهن......هذامعنى كلام جابر..... رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن أمامه شاب ضحى بمتعته الخاصه لأجل اخواته ...
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يمازحه بكلمات تصلح للشباب فقال له لعلنا اذا أقبلنا الى المدينه أن ننزل في صرار...................
فتسمع بنا زوجتك فتفترش لك النمارق......يعني وان تزوجت ثيب الا انها لا تزال عروس تفرح بك اذا
قدمت وتبسط فراشها ...... وتصف عليه الوسائد.................................. فتذكر جابر فقره وفقر اخواته فقال نمارق !!! والله يارسول الله ما عندنا نمارق......
فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه ستكون لكم نمارق ان شاء الله...... مشيا.. فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهب لجابر مال فالتفت اليه وقال ياجابر.. قال :لبيك يارسول الله..
فقال : أتبعيعني جملك ؟
تفكر جابر فاذا جمله هوا رأسماله...هكذا كان وهو كليل ضعيف فكيف وقد صار قوي.....
لكنه رأى انه لا مجال لرد طلب رسول الله عليه افضل الصلاه والسلام........
قال جابر : سمه يا رسول الله بكم...؟
فقال صلى الله عليه وسلم بدرهم !! ..... قال جابر درهم !! تغبنني يارسول الله...
فما زالا يتزايدان حتى بلغا به أربعين درهم ... أوقية من ذهب.... فقال جابر نعم ..ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه الى المدينه .................
قال صلى الله عليه وسلم : نعم
فلما وصلوا الى المدينه....مضى ليصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وربط الجمل عند المسجد .. فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم قال جابر :يارسول الله هذا جملك ............فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا بلال ... أعط جابر أربعين درهم وزاده... فحمل جابر المال ومضى به يقلبه بين يديه .... متفكر في حاله !!ماذا يفعل بهذا المال ...؟
أيشتري به متاع لبيته أم !!!!!! وفجأة التفت رسول صلى الله عليه وسلم الى بلال وقال يا بلال .. خذ الجمل وأعطه جابر
جبذ بلال الجمل ومضى به الى جابر ... فلما وصل به اليه ...تعجب جابر ..هل الغيت الصفقه ؟!
قال بلال :خذ الجمل يا جابر....
قال جابر : ما الخبر !! قال بلال قد امرني الرسول صلى الله عليه وسلم أن أعطيك الجمل ..والمال
فرجع جابر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن الخبر .. أما تريد الجمل !! فقال صلى الله عليه وسلم أتراني ماكستك لأخذ جملك ... يعني انا لم اطالبك بخفض السعر لأجل أن اقدر
كم أعطيك من المال معونه لك على أمورك
...........فما أرفع هذه الأخلاق...........
صــــــــــــــــــــــــ مــــــــــــــــــــــــ تــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـــربة الــروح
